تتنوع الجرائم والإنتهاكات التي تمارسها مليشيا الحوثي بأبشع الطرق بحق المدنيين وبمختلف أنواع الأسلحة والقذائف لاسيما تعذيبها للمدنيين في سهول تهامة بالساحل الغربي لليمن بعد أن أعلنت المليشيات سيطرتها على ميناء ومدينة الحديدة الإستراتيجي في عام 2014م .
ومن أبرز الجرائم التي ترتكبها مليشيا الحوثي بحق المدنيين هي زراعة الألغام في جميع مناطق الساحل الغربي دون مراعاة لطرقات المدنيين أو مزارعهم أو حتى مساكنهم ، حيث لا يكاد يمر يوماً إلّا ونشاهد ألغام المليشيات تحصد أرواح المدنيين .
جريمة زراعة الألغام بشكل عشوائي في مزارع وطرقات المواطنين والتي تحصد أرواح المواطنين بشكل يومي جريمة إبادة جماعية تنفذها مليشيات الحوثي بحق أبناء تهامة .
إحدى هذه الجرائم وأبشعها هي إنفجار لغم في إحدى المزارع بمنطقة يختُل بالمخاء أسفر عن إستشهاد شقيقان وهما خميس حيدر ومجيد حيدر .
فبعد أن أنهى الشقيقان عملهما يوم الأربعاء في العاشر من أكتوبر الجاري في إحدى المزارع التي كانا يعملان بها بقرية يختُل شمال المخاء .. ركبا دراجتهما النارية وفي طريق عودتهما لم يكونا يعلمان بأن لُؤم ومكر الكهنوت الحوثي سيكون سبباً في مغادرتهما الحياة تاركين حسرة وألم في قلوب والديهم وأهلهم .. لم تمضي بضعة أيام إلّا وانفجر لغم أرضي آخر في قرية الجاح التابعة لمديرية بيت الفقية وأصيب أربعة أطفال مرة واحدة ..
وقال مواطنون أن ثلاثة أطفال هم من عائلة واحدة والطفل الرابع إبن أحد جيرانهم وتم إسعافهم إلى المستشفى الميداني في الخوخة بعد تعرضهم لإنفجار اللغم الأرضي الذي أصابهم بإصابات متفاوتة .
وقال شاهد عيان : بأن اللغم إنفجر بالأطفال بعد أن وجدوه في الطريق وأرادوا أن يأخذوه بعيداً عن الطريق ، ومن بعده الذهاب لإخبار المتخصصين بتعطيلها فسقط عليهم وانفجر بهم. يذكر أن مئات الأطفال سقطوا ضحايا بإنفجار الألغام التي زرعها الحوثيون في مناطقهم وآخرين نتيجة تعرضهم للقنص من مسلحي الميليشيات في منازلهم .
حادثة اخرى تكررت في يوم الخميس الماضي الموافق 25 أكتوبر الجاري وإستشهد مواطن وأصيب خمسة أشخاص آخرين بإنفجار لغم تم زراعته في منطقة عرفان بمفرق دهمش جنوبي مدينة حيس بالحديدة . وبحسب شهود عيان أفادوا أن المواطن أحمد خادم دهمش توفي وأصيب خمسة مدنيين آخرين عند مرور سيارتهم فوق لغم أرضي زرعته مليشيات الحوثي على إحدى الطرق جنوب مدينة حيس .
من خلال ملاحظتنا للضحايا المدنين الذين استهدفتهم الألغام يتبين لنا كيفية وكمية زراعة الالغام والأعداد المهولة التي زرعتها المليشيات والتي تتعمد دفنها بشكل عشوائي على المناطق القريبة من القرى والمدن المكتظة بالسكان وتستخدم طرق محرمة دولياً وأساليب قذرة في زراعتها لكل عبوة أو لغم دون ان تعمل حساب لأرواح الضحايا من النساء والأطفال المدنيين العُزل الذين سيتضررون من هذا السلاح الخبيث لعشرات السنوات ، فالألغام لا ينتهي مفعولها بمرور السنين وتظل كقنابل موقوتة تنفجر بمجرد أن يدوس الانسان عليها .
فقد كشفت تقارير لمنظمات حقوقية دولية أنه تم زراعة مايقارب نصف مليون لغم وأودت بحياة العشرات من القتلى وإصابة المئات بإعاقات دائمة بمختلف المحافظات اليمنية منذ بداية الحرب وحتى الان .
جماعة الحوثي لم تكتفي بجرائهما في البر و تعدّت ذلك بزراعة الألغام البحرية على المياه المحلية والإقليمية في البحر الأحمر . حيث تعتبر هذه جريمة ضد الانسانية تضر بشكل كبير قوارب الصيادين بإعتبارهم الشريحة الأكثر تضرراً من تلك الألغام التي تهدد حياتهم كل يوم، وكذلك تتضرر السفن التجارية التي تعبُر في المياه الإقليمية والمحلية في الساحل الغربي ، وتشكل الألغام البحرية خطراً كارثياً إذا ماجرفتها الأمواج صوب تلك السفن في ممر الملاحة الإقليمية والدولية ..
وفي الوقت الذي تستمر فيه المليشيات الحوثية بممارسة إنتهاكاتها ضد الإنسانية بالساحل الغربي وكافة ربوع اليمن أمام مرأى ومسمع الجميع .. يقف العالم بأسره والمجتمع الدولي لم يحرك ساكناً لإدانة تلك المليشيات المارقة .
المركز الاعلامي لـ ألوية العمالقة