احتفت منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بالعاصمة المؤقتة عدن اليوم السبت بالذكرى الـ40 لتأسيس الحزب الاشتراكي واعياد الثورة اليمنية بحفل فني وخطابي كبير حضرته جميع القوى السياسية.
وفي الفعالية القى عضو اللجنة المركزية للحزب الرفيق احمد حرمل كلمة مجلس تنسيق منظمات الحزب في الجنوب فيما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الضيوف
الرفاق والرفيقات
الحاضرون جميعا”
يطيب لي باسم الهيئة القيادية لاشتراكي الجنوب أن أحييكم تحية النضال والمصير المشترك ومن خلالكم أحيي كل دعاة الحرية والمدافعين عنها حيثما كانوا أحييهم من عدن الثورة والدولة.. عدن التنوير والثقافة..عدن التحرر والمقاومة.. عدن البحر والرمل..عدن الفن والرياضة.. عدن النهوض والريادة.. عدن الأصالة والمعاصرة..عدن التعايش والتنوع والتعدد.. عدن المأذنة والكنيسة والمعبد.. عدن المعالم والأعلام!!
عدن التي نحتفي اليوم بالذكرى الـ (40) لتأسيس الحزب الاشتراكي اليمني الذي واصل حمل لواء الثورة الاكتوبرية وأهدافها ، والذكرى ال55 لثورة 14 أكتوبر والذكرى ال 51 للاستقلال الوطني تعيش وضع اللا ثورة واللا دولة ، وضع اللا وحدة واللا انفصال.. وضع اللا أمن واللا استقرار.. وضع اللا نظام، واللا قانون وضع اللا مدنية واللا سلام٠
عدن اليوم تدعوكم إلى التعايش والوئام..
تدعوكم إلى التعاضد والتضامن مع بعضكم وإلى تجسيد قيم وثقافة ونهج التصالح والتسامح في سلوككم اليومي ، وتقول لكم لموا شملكم فأنتم على قارب واحد تحدق به العواصف والأنواء من كل اتجاه وإذا ما غرق فلن ينجوا منه أحد ، فرص الصفوف واجب وطني وأخلاقي ، وتقول لكم حافظوا على انتصاركم من خلال إعادة بناء مؤسسات الدولة وتفعيل أجهزتها ، وأحترام الأنظمة، والقوانين، والتصدي لكل مظاهر العبث والفوضى التي خربت كل ما هو جميل في عدن ، وطالت كل مجالات الحياة ، فلا نريد أن نتحدث عن الفساد فرائحته تزكم الأنوف ، ولا نريد أن نتحدث عن الاغتيال المدانة من قبلنا بأشد العبارات فهي معروفة للقاصي والداني، ولا نريد أن نتحدث عن حوادث القتل المؤسفة فأخبارها تتصدر الإعلام ، ولا نريد أن نتحدث عن البسط على الأراضي والممتلكات العامة والخاصة فهي واضحة للعيان ولا يخلو منها شارعا” ولا حيٍّا” ولا زقاق، ولا نريد أن نتحدث عن التدمير الممنهج للخدمات فكلنا ساهمنا بهذا التدمير ساهمنا بهذا القدر أو ذاك، ساهمنا بسكوتنا على تخريب مصالحنا.. ساهمنا بتبريرنا لانتشار المظاهر المسلحة وحمل السلاح والاتجار فيه.. ساهمنا بقبولنا إطلاق الأعيرية النارية بالأعراس والمناسبات والتي يحصد الراجع منها أرواح الأبرياء أن لم يكن البعض منا قد قام بها.. سكتنا عن تفشي تعاطي المخدرات والاتجار بها ونحن نشاهدها بأم أعيننا.. ساهمنا بتراخينا مع من يقومون بأعمال الجباية والأبتزاز ، وسمحنا لان يتحول الفيد إلى ثقافة ، والسلب والنهب إلى شطارة.
كل هذا حدث ونحن منشغلين بمصالح شخصية ضيقة حدث ونحن نلهث خلف كسب غير مشروع ، أو منصب أو جاه.
إننا وفي هذا المقام نجدها مناسبة للحديث عن الجوانب المشرقة والمضيئة في مسيرة الحزب الاشتراكي اليمني الذي لا يستقيم الحديث عنه دون الحديث عن ثورة الرابع عشر من اكتوبر وعن الاستقلال في ( 30) نوفمبر من 1967م التي توج فيها شعبنا نضاله بقيام الدولة الوطنية المهابة فتزامن إحتفالات حزبنا بذكرى تأسيسه مع هاتين المناسبتين الاستثنائيتين حدثا وحديثا لهما معنى ودلالة عظيمة ، لترابطهما الوثيق ولإقترانهما ببعضهما كحدثان مثلا نقطة مضيئة في حياة شعبنا في مختلف المحطات التاريخية منذ التحرر من نير المحتل بعد أن خاض شعبنا ومناضليه أربع سنوات من الكفاح المسلح حتى نيل الاستقلال المجيد ثم بناء دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي وحدة 23 سلطنة ومشيخة وإمارة في دولة واحدة ، وحمت سيادتها ، وأنهت الثأر والإقتتال القبلي ، وأزالت الفوارق بين الطبقات.. دولة النظام والقانون.. دولة العدل والقضاء النزيه.. دولة الأمن والاستقرار.. دولة التعليم والتطبيب المجاني .. دولة الأمن الغذائي والأمان الاجتماعي.
لقد عمل الحزب الاشتراكي على بناء الإنسان ، ولذا حرص على تنمية العقل لأنه كان يدرك بأن البديل هو الجهل وما ينتجه من تطرف وإرهاب.. حرص على تنمية السلوك لانه كان يدرك بان غياب تنمية السلوك تعني العبث والفوضى.. حرص على تنمية القيم لأنه كان يدرك بأن غياب تنمية القيم هو وجود الفساد والانتهازية واللصوصية.. حرص على تنمية الوطنية لأنه كان يدرك بأنه إذا غابت الوطنية يحضر الذات وتحضر معه القبيلة، والمنطقة، والخيانة، والإرتزاق.. حرص على تنمية الأسرة لأنه كان يدرك بأن غياب تنمية الأسرة تعني التفكك والتناحر وانهيار المجتمع.. حرص على تنمية الضمير لأنه كان يدرك بأنه إذا غاب الضمير يكون البديل هو التوحش وإنعدام الإنسانية.. حرص على وحدة الجبهة الداخلية والحفاظ على النسيج الاجتماعي لإنه كان يدرك بأن البديل هو الضعف والتشظي والإنقسام.
يحق لنا ان نفتخر بانتمائنا إلى هذا الحزب العريق في التجربة المعاصرة بالفكر الواضح في التوجه العملاق في التطلع نصير الفقراء والمقهورين راعي المبدعين والمتفوقين
يحق لنا ان نعتز بحزبنا الذي تمرس على النضال وتفولذ في معترك السياسية.. قاوم الظلم والاضطهاد حاملا مشعل الحداثة والتنوير.. صامدا في وجه الطغاة وجبروتهم رغم كل ما تعرض له من ضربات فكلنا يذكر كيف تعرضت كوادره في صنعاء لمسلسل اغتيالات واسعة خلال الأعوام 93 -90 قدم خلالها 159 شهيد من خيرة كوادره وما تلا ذلك من حرب عدوانية ظالمة كانت أشد ضراوة وأبشع جرما” شنتها القوى الظالمية المتخلفة في صيف 94 حربا مشفوعة بالفتوى ومدفوعة بالحقد.
ضرب الاشتراكي ومعه ضرب مشروع الدولة وضربت معه البيئة التي نشأ وترعع فيها (الجنوب ) ؛ولذا كان الجنوب ساحة لحربهم القذرة ، وتم ضرب الجنوب بكل مقوماته بأرضه وسكانه بتاريخه وهويته بجهازه العسكري والمدني.
ضرب الجنوب بمؤسساته ومقومات دولته وبصورة ثأرية انتقامية لم يسبق لها مثيل ، وتم استباحته من قبل عصابة إجرامية حولت الوحدة إلى أقبح احتلال شهده العصر الحديث.
يحق لنا أن نفخر بحزبنا فمن مقراته انطلق الحراك وتصدر أعضائه وأنصاره ومؤيديه صفوف الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في عام 2007م وقاد كوادره دفة الحراك الذي اشعل جذوة القضية الجنوبية وحماها من الانطفاء ، وقدم حزبنا الشهداء والجرحى ، ولم تنكسر إرادة مناضليه الذي آمنوا بان لا مكان لهم إلا بين اوساط الجماهير ومثل ما كانوا في الصفوف الأولى للمناضلين في ساحات وميادين النضال كانوا الهدف الأول في حملات الملاحقة والاعتقال ولا توجد زنزانة أو معتقل في الجنوب إلا وكان أعضاء حزبنا بين جدران تلك الزنازين والمعتقلات.
إن أعضاء حزبنا عندما اختاروا طريق النضال لم يكونوا يبحثون على التميز والإنفراد ولا عن المال والوجاهة ولا عن السلطة والنفوذ بل كانوا يؤمنون بأن لا طريق أمامهم غير طريق النضال ولا خيار لهم غير خيار شعب جنوب وهو السير في طريق الحرية والكرامة والانعتاق طريق حق شعب الجنوب في تقرير مصيره في استعادة دولته.
ايها الرفاق والرفيقات
الحاضرون جميعا”
إن احترامنا لقيمة الحوار لا تقل مكانة عن احترامنا لقيم النضال التي تعلمناها في مدرسة الاشتراكي واستلهمناها من سلوك قادته الأوائل ومن على هذا المنبر نجدد موقفنا الصادق من الحوار ، وقد كنا السباقين في الدعوة إليه باعتبار الحوار هو الأسلوب الأمثل لتقريب وجهات النظر ، ووحدة الصف الجنوبي ، والحوار في هذه المرحلة الصعبة والدقيقة بات ضرورة ملحة لمواجهة التحديات الماثلة امام الجنوب وقضيته ، وإنجاز المهمات العاجلة التي ينبغي إنجازها ، وتحضير الذات لمواجهة الاستحقاقات القادمة ، ومن هذا المنطلق كنا أول من لبى دعوة الانتقالي لعقد لقاء بهذا الخصوص ورحبنا بهذه الخطوة العملية وأشدنا بها لإدراكنا بأن انفتاح الأطراف الجنوبية على بعضها وبعقل متفتح وبروح متصالحة مع الذات أولا ثم مع الآخرين سيصب في المحصلة النهائية لمصلحة الجنوب وقضيته العادلة ، وكان لقائنا التمهيدي مع لجنة الحوار المنبثقة عن المجلس الانتقالي طيبا ، والحزب الاشتراكي بما يمتلكه من موروث نضالي وتجربة في العمل السياسي وما يمتلكه من رؤى ومن قراءة للواقع كما هو وليس كما نحب أن يكون يدرك تماما” بأن طريق النضال ليس مفروشا” بالورود ، وأن هناك صعوبات وتعقيدات جمة يجب على الجميع إداركها والتعاطي معها بروح مسؤولة ترتقي الى حجم القضية الجنوبية ، فالجنوب يتسع لكل أبنائه ، وكلهم شركاء في حاضره وفي رسم معالم مستقبله.
نجدد مرة أخرى موقفنا الثابت كحزب مدني من أهمية الحوار والترحيب بالدعوات إليه فنحن مع التعدد والتنوع في إطار وحدة الهدف ومع التوافق الجنوبي الجنوبي لكل ألوان الطيف الجنوبي ، بما يؤدي إلى تعزيز الجبهة الداخلية ويحافظ على نسيجها الاجتماعي ، ويجسد ثقافة ونهج وقيم التصالح والتسامح ويقرن الأقوال بالأفعال، فالجنوب أكبر منا جميعا” ويتسع للجميع وأن من يحاول إختزال الجنوب بمكونه أو يريد أن يفصله على مقاسه فمصيره الفشل لأنه بهكذا عمل يكون أشبه بمن يضع الأم في إحشاء الجنين.
أيها الرفاق والرفيقات
ها هو العام الرابع يوشك على الانتهاء ونحن نعيش بين رحى حرب متداخلة الأهداف متعددة الأطراف دفع ثمنها ولا زال يدفع البسطاء والمقهورين في الجنوب والشمال على حد سواء ٠٠ حرب أكلت الأخضر واليابس ، وأدخلت الشعب في حروب أخرى أكثر فتكا” ٠٠ حرب مع العملة وأخر مع رغيف الخبز ، وحرب مع الأمراض والأوبئة ، وحرب مع الإرهاب ، وحرب مع المشتقات النفطية وحرب مع الراتب ، وحربا” كبرى قادمة إذا ما استمرت الوضع على ما هو عليه إنها حرب المجاعة التي بدأت مؤشراتها بالبروز في عدد” من المناطق ، وانطلاقا من واجبنا الوطني فإننا نجدد دعواتنا لوقف الحرب وندعو إلى السلام الدائم وفي هذا الاتجاه فان حزبنا يرحب بدعوة وقف الحرب التي أطلقتها الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية وإنسانية وأطراف دولية فاعلة ، ويدعو أمين عام الأمم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى اليمن والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن ، الدولي ودول التحالف العربي إلى ضرورة سد النواقص والثغرات في المرجعيات الثلاث التي أغفلت القضية الجنوبية وتبني مبادرة جديدة تتعاطى مع القضية الجنوبية وفقا” للمعطيات الجديدة على ارض الواقع لأن أي تجاوز للقضية الجنوبية التي تعد أس الأزمة اليمنية وجذر مشاكلها لا يؤدي إلى سلام دائم ولا يخدم أمن واستقرار المنطقة ، ولا يساعد على إنجاح المساعي إلى وقف الحرب والعودة إلى العملية السياسية.
في الختام نود أن نقول إننا نعيش على أطلال وطن مزقته الحروب وأنهكته الصراعات ، ولم يبق منه إلا شعبه فراهنوا على هذا الشعب فهو صمان أمان الجنوب وقضيته ومفتاح نصرها ، ونعيش في هذا الزمن مع ذكرى ثورة لم يعد للقيم الثورة فيه مكان ولا لقيم النضال فيه اعتبار ، فأعيدوا للقيم الثورية مكانتها ولقيم النضال اعتبارها ، وأغرسوها في وجدان أبنائكم ورسخوها في عقولهم ، ونعيش على أنقاض دولة دمرت ما تبقى منها حرب غزو الجنوب الثانية عام 2015م، بعد عقدين ونيف من عبث الاحتلال الذي نتج عن حرب غزو الجنوب الأولى في 1994م فأعيدوا بنائها ، وليس هناك وسيلة لإعادة بنائها إلا سواعد الشباب فحافظوا عليهم وربوهم تربية وطنية قائمة على الواء للوطن وعلى الإيثار والاخلاص والوفاء.
المجد للثورة
الخلود للشهداء…
نقلاً عن الاشتراكي نت