كشفت مصادر صحفية أمريكية عن توجه لتنصيب الجنرال علي محسن الأحمر كرئيس لليمن خلال الأيام القادمة بعد التدهور الخطير في الحالة الصحية للرئيس عبدربه منصور هادي، مؤكدةً أنه القائد الفعلي للبلاد حالياً.
وذكر معهد واشنطن في تقرير مطول على موقعه الإلكتروني ان الرئيس هادي يعاني من حالة صحية حرجة، وأن من يدير البلاد فعلياً هو نائبه علي محسن الأحمر بالوقت الحالي، محذرة من قيادته لعمليات مفاوضات السلام القادمة ولو بشكل مؤقت.
وجاء في التقرير ان على الولايات المتحدة أن تتوقع بأن علي محسن قد يصبح القائد الفعلي في اليمن خلال مفاوضات السلام، حتى لو كان ذلك على أساس مؤقت فقط. لافتاً إلى تدهورت صحة هادي وأصبح عاجزاً عن القيام بمهامه، فإن الدستور اليمني يدعو إلى ترقية نائب الرئيس لفترة قد تصل إلى ستين يوماً (يجب أن تُجرى بعدها انتخابات، إلّا أن هذا الموضوع الشائك يفوق نطاق هذا المرصد السياسي). وعلى الرغم من أن لدى واشنطن والإمارات شكوك قوية بشأن علي محسن، إلّا أن الائتلاف أكّد مراراً وتكراراً دعمه للحكومة اليمنية “الشرعية”، لذا سيتعرض لضغوط شديدة من أجل رفض حقه الدستوري في القيادة المؤقتة.
وأضاف التقرير “وفي الحالة المثالية، سيقوم صناع السياسات في الولايات المتحدة بفك هذه المعضلة المحتملة قبل حدوثها، ومعالجتها مع شركائهم في الائتلاف ومباشرة مع هادي وعلي محسن. وفي البدايةً، ينبغي على واشنطن أن تشجع المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث على إحياء المقترحات التي نوقشت في محادثات السلام السابقة – التي وافق عليها الحوثيون نظرياً – والتي تُصوّر مجلساً رئاسياً يقود اليمن خلال فترة انتقالية بدلاً من حكم الرجل الواحد. أمّا مسألة إدراج هادي وعلي محسن في هذا المجلس فستكون حتماً جزءاً صعباً من المفاوضات، كما كان عليه الحال في الجولات السابقة عندما تمت مناقشة هذه الخطة”.
ولكن قد يكون هناك جانباً مضيئاً لظروف القيادة غير الواضحة: فأولئك الذين يعرفون علي محسن يشيرون إلى أنه واقعياً، غير متشدد عقائدياً، ومستعد للإصغاء إلى السعودية. ووفقاً لأحد المراقبين، يفهم اللواء محسن أنه من غير المحتمل أن يكون جزءاً من اتفاقية مستقبلية في اليمن مع تقدمه في السن (فعلى غرار الرئيس هادي، هو في الثالثة والسبعين من عمره)، لذا فإنه لن يلعب دوراً هداماً. ويجادل آخرون بأنه لا يستطيع أن يعكّر صفو العملية حتى لو أراد ذلك لأن سلطته تضاءلت بشكل كبير.
وحذر التقرير من أن “إحدى السمات الثابتة في مشهد ما بعد “الربيع العربي” في الشرق الأوسط في عدم رغبة الحكام المتقدمين في السن في التنحي، وقدرتهم المدهشة في كثير من الأحيان على لعب دور هدام بعد انتهاء الفترة التي كانوا فيها في أوج نشاطهم. وعلى هذا النحو، على الائتلاف التصرف بحذر، واختبار الواقعية التي اتبعها علي محسن لضمان عدم خروج محادثات السلام مرة أخرى عن مسارها بسبب القضايا الانتقالية للقيادة”.