في أول نداء تمويل سنوي لها، المنظمة الدولية للهجرة تسعى للحصول على 7.9 مليار دولار لمعالجة أزمات الهجرة والوفاء بوعود التنمية
جنيف –
أطلقت المنظمة الدولية للهجرة اليوم أول نداء سنوي عالمي لها على الإطلاق لعام 2024، داعية إلى جمع 7.9 مليار دولار أمريكي لدعم عملياتها والمساعدة في إنشاء نظام يحقق وعد الهجرة كقوة للخير في جميع أنحاء العالم.
ويسعى النداء العالمي للمنظمة الدولية للهجرة إلى الحصول على التمويل لإنقاذ الأرواح وحماية الأشخاص المتنقلين، والدفع بحلول لقضية النزوح، وتسهيل المسارات الآمنة للهجرة النظامية – وهي التطلعات الرئيسية للخطة الإستراتيجية العالمية الخمسية الجديدة للمنظمة الدولية للهجرة.
وقالت إيمي بوب، المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، أثناء إطلاق النداء العالمي في جنيف: “لقد وصلت الهجرة غير النظامية والقسرية إلى مستويات غير مسبوقة، والتحديات التي نواجهها تزداد تعقيدًا”. وأضافت: “هناك أدلة دامغة على أن الهجرة، عندما تتم إدارتها بشكل جيد، تصبح مساهما رئيسيا في الرخاء والتقدم العالميين. إننا نشهد لحظة زمنية حرجة، وقد صممنا هذا النداء للمساعدة في تحقيق هذا الوعد. يمكننا، بل ويجب علينا، أن نفعل ما هو أفضل.”
ومن شأن التمويل الكامل أن يسمح للمنظمة الدولية للهجرة بخدمة ما يقرب من 140 مليون شخص، بما في ذلك النازحين داخليا والمجتمعات المحلية التي تستضيفهم. والأهم من ذلك، أنه سيسمح أيضًا بتوسيع العمل التنموي للمنظمة الدولية للهجرة، مما يساعد على منع المزيد من النزوح.
يتضمن نداء المنظمة الدولية للهجرة مطالبة الشركاء بما يلي:
· 3.4 مليار دولار أمريكي للعمل على إنقاذ الأرواح وحماية الأشخاص المتنقلين.
· 2.7 مليار دولار أمريكي للعمل على إيجاد حلول لمشكلة النزوح بما في ذلك الحد من مخاطر وآثار تغير المناخ.
· 1.6 مليار دولار أمريكي للعمل على تسهيل المسارات النظامية للهجرة.
· 163 مليون دولار أمريكي للعمل على تطوير المنظمة الدولية للهجرة لتقديم الخدمات بطريقة أفضل وأكثر فعالية.
وقالت إيمي بوب: “إن إنجاز المهمة يتطلب استثمارات أكبر من الحكومات والقطاع الخاص والمانحين الأفراد والشركاء الآخرين.” وأضافت: “سيعالج هذا التمويل الفجوة الأكبر والأكثر اتساعًا بين ما لدينا وما نحتاجه للقيام بالمطلوب بشكل صحيح. ولهذا السبب، فإننا نتواصل لأول مرة بشكل استباقي مع جميع الشركاء لتمويل هذا النداء الحيوي.”
إن محدودية مسارات الهجرة النظامية والحماية تجعل الأشخاص عرضة للعنف والاستغلال والخطر. ويُظهر مشروع المهاجرين المفقودين التابع للمنظمة الدولية للهجرة أن ما لا يقل عن 60 ألف شخص ماتوا أو اختفوا في رحلات محفوفة بالمخاطر على مدى السنوات التسع الماضية. إن عواقب المساعدة الجزئية التي تعاني من نقص التمويل تأتي بتكلفة أكبر، ليس فقط من حيث المال ولكن في صورة خطر أكبر على المهاجرين من خلال الهجرة غير النظامية والاتجار والتهريب.
وسيؤدي الاستثمار في التمويل عالي الجودة والمتسق والمرن إلى تبسيط وتحسين استجابة المنظمة الدولية للهجرة لأزمات النزوح. ومن خلال تخصيص الموارد للاستعداد، ستتمكن المنظمة من خفض التكلفة الإجمالية لإدارة الأزمات بشكل فعال.
وتعد الهجرة حجر الزاوية في التنمية والرخاء العالميين. ويساهم المهاجرون الدوليون البالغ عددهم 281 مليون بنسبة 9.4% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. إن الهجرة التي تتم إدارتها بشكل جيد لديها القدرة على تعزيز نتائج التنمية، والمساهمة في التكيف مع تغير المناخ، وتعزيز مستقبل أكثر أمانًا وسلمًا واستدامة وازدهارًا وإنصافًا.
وستركز المنظمة الدولية للهجرة على المبادرات السياستية والبرامجية التي تدعم المسارات التي تعزز التكيف مع المناخ، وحماية حقوق الإنسان، وتلبية احتياجات سوق العمل، ودعم الحكومات في إدارتها للهجرة على سبيل المثال لا الحصر.
يعزز النداء العالمي للمنظمة الدولية للهجرة المشاركة طويلة المدى لدعم الاستجابة الإنسانية أثناء الأزمات وبعدها، إلى جانب العمل الاستباقي لإطلاق العنان للإمكانات الهائلة للهجرة من أجل النمو الاقتصادي والتنمية البشرية.