أخرجتني مني
من ظلماتي المتداخلة،
من عُنقي
لقد كُنتْ مخنوقاً بي.
أخرجتني
من خاصرتي
بعد أن كُنتْ مغموداً بي.
أخرجتني
من صنبور تجمدي ،
من زنازنِ بؤسي الثقيل
من لُب فاكهة الصمت
من شَمعةِ الحُزن كفتيلٍ سجين
أطلقتِ سراحي .
لهذا
أهتديتُ سَبيلكِ
وروحي أهتدت صراط القصيدة
تَلملمَ شمل ظلالي
وصوتي،
تآختْ نَبضي بصدري العجوز،
و رقصت على وقعُكِ سنيني ..
٢
أخيراً
بكِ حَلقَ ظلي الخفيف بعيدًا ،
أُزجيَ في رحمِ الوقت صوتكِ
تزاحم حشد الهوى في ضلوعي،
والأغنيات
إناثٍ في صيفِ أعمارهنَ
ملئ الحقول
أخيراً
كتبتُ القصيدة
من أبجدياتُكِ
معزوفة تشبه الحب
تُشَكِلُني بمقاساتٍ على حجم عِشقُكِ
أخيراً
قطعتُ المسافات إلى الأبدية
بدربٍ غذّاهُ خطواتكِ
حيث يمكن للطريق أن تبروزَ آثر قدميكِ.
سيدتي..
الضوء أضحى عارياً تماماً
أه كم يبدو جميلاً
مكللاً بشقاوة ضحكاتُكِ المتأرجحة
ذوات الصدور العارية
ضحكاتُكِ الثورية
اللائي يقفزنَ كلما همستُ لكِ :
أحبكِ .
مع كل هبوطٍ للمساء
أخاطب طيفكِ المرتعش
أتضرع شفتيكِ
أبتهل
أستذكر إرتجاف ماضيَ
أستعيد شفا الهاوية وصراخي
أوغل في فناء المقارنة ،
ثمَ أستغفرَكِ طويلاً ..
أبتسم
أسأل
أي تحولٍ ؟
أخيرًا
أدركت أن للسماء لوناً ثابتً
”عينيكِ”
أدركتُ ان التعاقب الزمني منتظماً
نبضكِ
أدركت سر مغادرة الشمس كل مساء
لتفسح للمساءات التَبركَ بكِ ،
وهذه السماء المخضبة بالنجوم
لم أكن أعرف تشكيلتها الهندسية المثيرة هذه
لولاكِ…
أخيرًا
اصبح هذا العالم مفرغاً
من عويلي ،
نحيب اصابع صوتي،
صمتي ،
ومني …
اواه …
مذ متى وانا أسجن هذا العالم تحت أظافري
أستبيح بكارة الأسحار
أزهق أرواح الياسمين بعتمتي
أسفك ضوء المصابيح على أرصفة بؤسي ؟؟
أين كُنتُ ؟
هل كل هذه الأشياء ولَدت بقدومكِ؟
الزهور
الفصول الجميلة
الظروف الزمنية المتعاقبة بنظام مثالي
الصباحات
العصافير
القصائد
والبحر …
أي نعم ولدوا غضون مَقدمكِ …
أخيرًا تكشف لي ما جَهلتهُ
أخيراً
أخيراً ..
٣
“أنظر اليك
من كل جانب
شخص ما أخبرني
بأن الزهرة
يمكن أن تشاهد
من ألف زاوية
ومن تلك الزوايا المتعددة
أجد لك
طرقا تبحث عن القمر”
هكذا قالت :
اميليا ستانسكو
ها انا ذا أنظر لكل شيء أصادفهُ
ويصادفني
لأرأكِ ..
أحدق فيكِ لأرى كل شيء ،
فحيث كنتُ
فثمة وجهكِ …
لم أقرأ من قبل الأداب الإغريقي
لا أدري لما كنتُ أعتقد بأنه مصنوع من الفخار
الأن أقرأه بك
وأقرأكِ فيه من جميع الإتجاهات المتباعدة المزروعة بي ..
سيدتي
أصبحت خطواتي كبيرة
وهذا الزمان متقارباً
كل شيء أصبح مُجدياً ،
وذو قيمة ،
وهذا العالم صار صغيراً
بحجم غمازتْكِ التي تثقلُ خدكِ الأيسر..
غمازتكِ التي شطرها أولي وجهي
أسكب على محيطها عباداتي ،
أصب في حرمها صلواتي كُلها،
أتلو عليها أياتٍ حبينا
واشدو بترانيمٍ مُقدسة بحضرتها
إلى أن تكبر تكبر تكبر
فتلتهمني كثقبٍ أسود ،
لأغوص بخشوعٍ حتى أبلغ وجهة صلواتي
سدرة منتهاؤكِ كغيمةٍ ..
سيدتي
لا أتضجر من ماضيَ
لقد نسيتهُ تماماً
كما ينسى الرمل الماء
نسيتهُ كعناءٍ
كما تنسى البحار الأصداف المقذوفة
النائمة على وسائده .
لا اتضجر منه
صدقيني
إني محزوناً عليه …
أوااه ..
ذهبَ ولم يُحظى برؤيتُكِ
يا لسوء طالعهُ …
٤
بدون الحُب
ينام القلب كمتشردٍ في اي زاويةٍ وان لم تكون بحجمه
يمر كعابر سبيل
غريباً … بلا وطنٌ
لا أحد يحتويه
راكداً يبدو كبركة متجلط ماءها
عن قريب سيحضن أنفهُ الريح بالسبابه والإبهام وهو يمر عليه ..
هكذا او يزيد عن ذلك .
الكثافة هذه التي تُجدف بي،
كمية الأحلام المتجددة الغارقة في أحداقي
وكل هذه المحيطات اللذيذة المتداخلة بأمسياتي النائمة
كل
كل شيء هنا
يُغني لكِ … يا أنتِ كما انا متدفقاً بك
تنبثق من الأرض أصابع الملائكة
تشير نحوي ..
وأصوات يرتد صدائها
حببببب
بببببببببب
ببببيبببببببب
أغمض عيني تماهياً معها
واغطس في وجدان هيامي بكِ
أنظر كيف يتصاعد منسوب ذلك الحب
اشبه بالبرصاة …. هكذا أرى تسارع الأرقام..
امضي حافياً .. لا أود الحراك
كي لا أقلق سكينة هذا العالم.
قلبي بكِ حيٌ متجدد …،،،،
بتأنٍ
أخاطب مسامع القصيدة
أقطف منها عصافير القوافي المتكررة
وأضع اكاليل من قُبل على خارطة كونكِ الملتهب
دعي كواكبهُ يرووا على مسامع المجرات
حكاية حُبنا الأبدي.
……
الشاعر اليمني
حسين مقبل