فخر العزب
أتعرفُها ؟ هي القمرُ
أمامَ الكونِ تفتخرُ
لها في كلِّ مفخرةٍ
إذا قالَ الهوى أثرُ
***
أتسألُ عن فضائلِها !؟
هي الثوراتُ والفِكَرُ
هي الكلماتُ والألحانُ
والإبداعُ والصورُ
هي الإبهارُ والإدهاشُ
والميلادُ والقدرُ
هي الإعجازُ لو تدري
ونارُ الحقِّ والشررُ
كأنَّ سحابةً فيها
بمزنِ المجدِ تنهمرُ
***
أتسالُ عن عظائمِها !؟
سيأتي الردُّ والخبرُ
هي المجدُ العظيمُ إذا
تعلّى عنده الظفرُ
على أفيائها قومٌ
يقاومُ كان والحجرُ
وتحت سحابِها مهجٌ
وفي ومضاتها دررُ
يخطُّ لها قصائدها
بحبرِ شجونِها الشجرُ
***
أتسألُ عن صماصمِها !؟
ففوق عرينِها بشرُ
بكلٍ عزيمةٍ وقفوا
إلى قممِ العلا عبروا
وقد أمروا طرائقهم
فسارت مثلما أمروا
أداروا الحربَ في ثقةٍ
وخطَّ طريقَها قدرُ
وقاموا في شدائدها
أمامَ الموتِ ما انكسروا
فما بانت نواياهم
وما خانوا وما غدروا
وما هانت عزائمهم
ولكن صابروا صبروا
فخطَّوا ألفَ معجزةٍ
ورافق طهرَها الحذرُ
أسودٌ للوغى وثبوا
سراعاً حينما انتشروا
فكم من هجمةٍ صدوا
وكم من شوكةٍ كسروا
وكم من ساحةٍ رسموا
وكم من خندقٍ حفروا
وتحت النجمِ كم سجدت
جماجمهم وكم سهروا
وساروا في ملاحمها
فكم قتلوا وكم أسروا
وكم طعنوا وكم جرحوا
وكم داسوا وكم قبروا
وقد قاموا لربِّ العرشِ
في تكبيرةٍ شكروا
فهم أبطالُ ملحمةٍ
أرادوا النصرَ فانتصروا
***
أتسألُ عن أعاديها
شوانيها الألى غدروا !؟
أرادوا كسرها لكن
على أسوارها انكسروا
وفوق ترابها هزموا
ومن أفيائها اندحروا
وبين جحيمها سقطوا
وعند عرينها انتحروا
تحطمَت الشرورُ بها
كما وتحطمَ الخطرُ
وقد دُفنَ العدى فيها
ولم يبقَ لهم أثرُ
فقد مكرَ الإلهُ بهم
كما برجالِه مكروا
فإن سخروا بمن فيها
فقد خسروا كما سخروا
***
أتعرفها ؟ هي الأرواحُ
والأسماعُ والبصرُ
بلادٌ في تدللها
تلوحُ فيهطلُ المطرُ
يلذُّ على روابيها
بهاءُ الليلِ والسَحَرُ
وتحلو في لياليها
لحونُ الدانِ والسمرُ
ويحلو نحو حضرِتها
رواحُ الروحِ والسفرُ
فخر..