كتب / العميد الركن أحمد الكوكباني…
الامين العام للحراك التهامي..
تهامة ليست هامشاً يُستدرّ به التعاطف، بل هي المتن الذي تُعاد به كتابة المجد من أول السطر.
تهامة لا تمشي على الأرض، بل تسير على سواعد رجالها، وتنبض بصوت دمائها، وتضيء بصبرها دروب المنكسرين…
تهامة لا تطرق الأبواب، بل تصنع المفاتيح، وتفتح الميادين بفكرة، وتُنجِب القادة كما تُنبِت الأرض سنابلها…
لكنّ في زوايا المشهد من يُصِرّ على حجب الشمس، لأن ضوء تهامة يُعرّي حسابات العتمة، ويكسر مقاييس التوزيع الموروثة…
يخشون بزوغها، لأن طلوعها يسقط أوثان المحاصصة، ويبعثر خرائط الجغرافيا المُزيّفة.
تهامة ليست رقماً في هامش التعداد، بل هي المعادلة التي إن غابت اختلّ التوازن، وإن حضرت استقام الميزان…
صوتها لا يُستعار، ودمها لا يُستَكثر، ورجالها لا يقفون في طوابير التبعية… بل هم صُنّاع الطوابير في معارك البقاء…
هي الأرض التي لا تُشترى، والوفاء الذي لا يُباع، والكرامة التي لا تُعطى إلا لمَن لبسها خُلقاً لا شعاراً
ولأنهم يعلمون أن تهامة إذا نطقت أخرست الأصوات المُصطنعة… يحاولون إسكاتها، فلا يزيدها الصمت إلا رهبة…
تهامة لا تنتظر اعترافاً من أحد… بل يجب أن يعترف بها الآخرون أنها شوكة الميزان والكفة الراجحة حين يناديها الوطن..