الكاتب / خالد سلمان …
نحتفل بخروج جثة من اسر الخطف ، نحتفي بأشلاء ممزقة تغادر قضبان أكلت عمرها ، سوط نهش في لحمها ، مطاردة ساحرات دمرت منظومتها النفسية ، نحتفل بإطلاق الخاطف بعد أن اكملت إنتصار محكوميتها القهرية الظالمة.
ماذا ابقوا لإنتصار ، كي يتملكها الزهو وهي تتنفس نسمات حرية زائفة لم تعد تمتلكها ، ماذا خسرت إنتصار ، يل ماذا خسرنا نحن بتركها عشاء لصدأ قفص الزنزانة ، مأدبة للجدران الرطبة ، ضحية ل نحن الجمعية الصامتة.
لم ننتصر لفتاة كانت ضحكتها فراش ملون ، أدرنا ظهرنا ، وأهديناها لجماعة الموت رواد طحن الفرح .
ماذا على إنتصار أن ترممه بعد سنوات خمس ،بلا ضوء بلاء شمس بلا حرية أو حياة؟
روحها المنكسرة؟
غدها الذي صُدر؟ ،
أم اوجاع أمها واخواتها الصغار ، أم نحن الذين استبدت فينا ثقافة عنصرية، باركنا خطفها ببصمة اللامبالاة وقلنا هي ليست منا ، أو هي نصف منا ، أو هي لاشيء منا ، هي حبشية الأم وكأننا نقتسم مع الخاطف كراهية اللون ونفرز في سياقه تراتبية الإنتماء ، لجماعة عنصرية لاتعترف بسواها وتؤمن بنقاوة الدم والإصطفاء ، وهكذا مع ترك إنتصار تنزف وحيدة فعلنا.
إنتصار لعنة في وجه منظمات الحقوق ، وصمة عار في جبين السياسة ، غصة تغرقنا جميعنا بالعجز حد الإختناق.
هذا الذي نزع جناحيك ليس وطنك إنتصار ، على الإنسانية أن تمنح إنتصار وطنها البديل ،حيث تتفتح مجدداً وتزهر وتنثر عبقها خارج هذا المستنقع ،بعد أن باركنا موتها ، وقلنا للجلاد هذا اللحم الطري لك افعل به ماتشاء.
إنتصار جرحنا الذي صببنا فيه الملح كي لا ننسى ، مرآة أنانيتنا وإنكسارنا الأبدي.
فليباركك الله ويمنحك وطناً آخر يليق….
منشور برس موقع اخباري حر