كتب /مختار القاضي
لقد شرعت العقوبة لأجل مصلحة تعود إلى كافة الناس وتعود نفعا على المجتمع بشكل عام ولهذا من أهم أهداف العقوبة الزجر والردع ومحاربة الجريمة ،فإذا ضاعت أو ضُيعت هذه الأهداف عمدا انتشرت الجريمة بكل انواعها وعم الفساد وكثر القتل وضاعت الحقوق وطبق قانون الغاب البقاء للأقوى في ضل فقدان النظام والقانون.
ولايخفى على أحد حقيقة الوضع الذي نتعايشه في مجتمعنا اللحجي بشكل خاص فنسمع بين فينة وأخرى عن حوادث وقضايا يشيب لها الولدان من قتل وجرائم نخجل من كتابتها
ولايمكن أن يرتدع الجاني وينزجر عن جنايته إذا لم تطبق العقوبة المناسبة له ويتم إيلامه بها،ولكن في مجتمعنا اللحجي أصبح السجن هو ملاذ الجناة فهو كمثل فندق سبعة نجوم إذ يضل المتهم لفترة طويلة داخل السجن دون حاجة لذلك رغم إكتمال ملف القضية ،ولم يتبقى سوى تنفيذ حكم الإعدام.
لقد صدمت لحج بالتحديد في مديرية يافع قبل أكثر من عام بحادثة شنيعة ومروعة خرج المئات يطالبون الجهات المختصة بسرعة إنزال العقوبة المناسبة على القتلة والمخططين والداعمين لقتل رجل الأعمال الجنوبي رجل الخير الشيخ /محسن صالح الرشيدي ونجله ومرافقية الذين تعرضوا لكمين مسلح غادر في سوق 14 اكتوبر في منطقة لبعوس حيث أن تلك الجريمة التي أظلمت سماء لحج والجنوب بها لم تكن الأولى ونخشى أن لا تكون الأخيرة
والسبب الرئيسي في ذلك يعود إلى بطئ الإجراءات الجنائية و عدم تطبيق العقوبات وقد تبقى القضايا حبيسة الأدراج لفترات طويلة نتيجة التقصير والتلاعب في تنفيذ القصاص حسب اللوائح والقوانين الدستورية.
حيث ان جريمة اغتيال الرشيدي ومرافقية في ذلك العام تحولت إلى قضية رأي عام، لكونها مست السلم الأجتماعي اليافعي ، فخرجت يافع عن بكرة أبيها مطالبة بسرعة القصاص العادل،وكشف ملابسات الحادثة ،وسرعة إتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة ضد مرتكبي الجريمة ومن يقف معهم.
في الحقيقة نحن نعيش في واقع مؤلم للغاية عندما نرى الباطل ، والظلم منتشر ، ونحن لا نستطيع أن نفعل أي شيء ، والله واقع محزن عندما نرى محافظتنا الحبيبة لحج في ظلم كبير ، ونحن كناشطين ضمائرنا تؤلمنا حيال ذلك،ودوما ندعوا إلى محاسبة من يقف وراء الفوضى والقتل التي باتت مستمرة حتى يومنا هذا ،بل أن هناك إهمال كبير من القضاة وفي المحاكم ، وكل من يرتكب الجريمة يكون الحبس منزله ، ومع ذلك نرى توسع في الجرائم ، وأصبحت جرائم القتل والسرقة وغيرها جميعها تكون العقوبة لها السجن فقط ، بينما لا نرى تطبيق لشرع الله والعقوبة المقررة قانونا، من يقتل مسلم بغير حق فحكمه الإعدام ، أليس هذا الحكم يا قضاة محافظة لحج !
الى متى السكوت والى متى الإهمال والتخاذل ؟؟! أرواح الناس تسفك والجرائم منتشرة بشكل كبير ومع ذلك لا نرى أي عقوبة لهم !
إن الإسراع في تنفيذ العقوبة ضد الجاني بمجرد ثبوت الأدلة عليه وجعله عبرة لمن اعتبر لهو واجبٌ وحتمي ،أما التلاعب والإهمال رغم وجود الأدلة والإثباتات وإيداع الجناة في السجن لسنوات طويلة دون تنفيذ حكم الله فيهم
قد يدفع غيرهم ممن لا يخافون الله لارتكاب جرائم أخرى لعلمهم أن أقصى عقوبة قد تحل بهم هي السجن.
نحن كناشطين نستنكر تخاذلكم لأنكم لم تعطوا القضاء حقه في نصرة المضلوم ،،
(قلمٌ لا يُعيدُ البَاطِلَ وصاحِبَهُ إلى مَكانهِ الصَّحيحِ؛ لا خيرَ فيهِ)
وتعد جريمة الرشيدي من أبشع الجرائم على الإطلاق الذي حصلت في محافظة لحج، حيث قتل الرشيدي ومرافقيه بطريقة وحشية تدل على انتزاع الضمير الإنساني من هذه الوحوش البشرية،ولكي لا تتكرر مثل هكذا جرائم بشعة وشنيعة تعود على المجتمع اللحجي بمردودات سلبية نطالب الجهات المختصة بتطبيق القانون دون مماطلة لكي تثق الناس في القضاء ويلجؤون إليه ويبتعدون عن أخذ حقوقهم بالطرق السلبية كثأر ،ولهذا فإن تطبيق القانون سيكون له دور فعال في خلق شعور الأمن والأمان والاستقرار النفسي لدى السكان في لحج فهل ستكون قضية الرشيدي إنطلاقة لنهضة مجتمعنا الحجي !؟
هل هذه النهضة والصحوة في المجتمع ستحرك ضمائر النيابات والقضاة للقيام بدورهم ؟
أم أنها ستصحو ثم تعود في سباتها !
هل سيتم إغلاق هذه الجريمة كما تم إغلاق الجرائم السابقة والتي ملئت السجون من الجناة ولم يتم تنفيذ العقاب ؟ أم انه سينفذ القانون وتنفذ العقوبة ويرتدع الجناة!
إلى متى سيظل سفك الدماء المعصومة وإزهاق الأرواح الطاهرة وانتهاك الحقوق المصانة ؟ إلى متى سيظل المجرمون مستمرون في اجرامهم وعنفهم ؟ إلى متى أيها المجتمع الصامت عن المطالبة بالحقوق والعيش الكريم في ظل أمن وأمان ؟
ألا يكفي يا مجتمعنا اللحجي هذا الصمت ؟ إلى متى سنظل نسمع صرخات الأمهات ودموع وحسرة الاباء وعجز الأخوان وقهر الأخوات ؟!
كم نشاهد الظلم ونسكت عن الباطل ألا يكفينا رعب إلى الان! ألا يحق لنا أن نعيش بأمان ؟
سنرفع أصواتنا ونهتف بالحق دون أي خوف ! فنحن صوت الضعفاء والمساكين، نحن صوت الحق ضد الباطل نحن صوت من لا صوت له نحن أقلام حرة في وجه الطغاة نعم سيعيش أطفالنا واباؤنا وامهاتنا بالأمن والسلام .
سينتصر الحق، ويهزم الباطل، لن نسكت ولن نقف عاجزون إلى أن تاخذ العدالة مجراها والحق يعود لأهله.
لن نكف عن الكتابة والمطالبة بتحقيق العدل من هؤلاء القتله المستبدين، سيتم معاقبتهم عن كل روح ازهقوها وكل كرامة انتهكوها.
سنكتب حتى تكف تلك الأيدي العابثات من العبث في أرواح الأبرياء، ومن إهدار الدماء سنكتب ليعلم هؤلاء الذين سوَّلت لهم أنفسهم بأنهم لايستحقون العيش في كنف الحياة،
سنكتب حتى تجف أقلامنا وتنضب محابرنا، سنكتب بدمائنا ولن نصمت ولن نتوقف حتى يتم القصاص العادل من قتلة الرشيدي ومرافقية، وسنطالب بالقصاص علناً لردع هذهِ الفئات من إرتكاب هذهِ الجرائم الوحشية.
إن عديمي الإنسانية مثل هؤلاء لا يرتدعون إلا بتطبيق العقوبات في حقهم فهي كفيلة بزجرهم وردعهم فبالقصاص العادل تتحقق الحياة للجميع قال تعالى (ولكم في القصاص حياة ) وهذا مطلبنا وسنضل دوما ندعوا إلى الحق وتطبيق شرع الله مهما كلفنا ذلك حتى يتم القصاص من القتلة والمجرمين.