دولة منزوعة السلاح ،،كيف؟
عبدالله عوبل
دولة منزوعة السلاح، وفق مشروع تقدمت به السلطة الفلسطينية الآن، آخر ما تفتقت عنه جهبذة صاحب “التنسيق الأمني المقدس”حسب تعبيره
لا أعلم إذا كان قد تم طلب تصور من السيد محمود عباس أم إنه تبرع من عنده بهذا التصور العجيب
– منذ ٧ اكتوبر لم يعر أحدًا إنتباها الى السلطة ولم يتم إشراكها في مفاوضات الأسرى الإسرائليين ألم يكن من الأجدر الاستمرار في الصمت بدلا من أن تتبرع بمقترح كانت تريده اسرائيل بالحرب ولم تحققه. هذا الدمار كله والقتل من أجل نزع سلاح المقاومة، هدا هدف إسرائيلي معلن. فأنت الآن بعد أن دمرت نصف قطاع غزة على رؤوس ساكنيها تريد ان تحقق لاسرائيل ماتريد.
إذا كان القتل اليومي والاعتقالات في الضفة الغربية لم تؤثر في نهجك المتعاون أمنيا ، فكيف تقدم إقتراحات لمن لم يستمع اليك ثلاثون عاما ،،
– دولة مستقلة منزوعة السلاح؛!! كيف تركب،، منزوعة السلاح يعني هذه ليست دولة.. ومنزوعة السلاح لايمكن ان تكون مستقلة.
فلا هي دولة ولا هي مستقلة ولا يتوفر لها مقومات البقاء
– يتم الحديث عن ضمانات؛ ألم يكن أتفاق أوسلو أيضا بضمانات..فأين أصبح أوسلو؟
ومن حاسب اسرائيل على عدم التزامها باتفاق أوسلو ؟
– هذا المشروع يحقق لاسرائيل رغبتها ليس في نزع سلاح المقاومة الفلسطينية فحسب ، بل ايضا تصفية القضية الفلسطينية ، لأن الدولة منزوعة السلاح ستكون أسهل فريسة تنقض عليها اسرائيل خلال ساعات ، والمجتمع الدولي الضامن وغير الضامن ليس محايدا، إنه مساندا لإسرائيل ولن يقف ضدها على الاطلاق.
هذه حيلة جديدة جاء بها بلينكن ليسوقها عبر السلطة الفلسطينية التي للأسف تبنتها كما وردت وبعثتها الى الرباعية قبل يومين تحت توقيع رئيس الوزراء الفلسطيني .
في الواقع القضية الفلسطينية مازالت في خطر. ومصدر الخطورة ليس من إسرائيل التي حاولت بالحرب والدمار وقتل كل شيء بتحرك في غزة ،، أربعة عشر ألف شهيد بينهم ٦٠٠٠ طفل وأربعة الاف مرأة ، الخطر هذه المرة من السلطة بمساعدة المطبعين من العرب الذين يتمنون القضاء على المقاومة بعد أن كشفت عوراتهم غزة، وفضحت كل أوجه التعاون بين بعض النظم العربية واسرائيل.
الأمل هو في رفض هذا المشروع وبالتأكيد المقاومة لن توافق عليه،ولكن العالم الذي يعتبر بالسلطة الفلسطينية وهو يعلم بعجزها وفشلها وقلة حيلتها سيعتبر هذا المشروع مقبولا من سل طة شرعية ممثلة لفلسطين. لكن المقاومة الاسطورية التي أفشلت المشروع الامريكي الاسرائيلي من خلال اسقاط اهداف هذه الحرب منذ ٧ اكتوبر والمتمثلة في تصفية المقاومة واعادة الاسرى الاسرائيليين سوف تسقط هدا المشروع البائس.