تعز – تامر الزكري
يتوافد المئات منهم إلى المدرسة من ثلاث عزل (الزكيرة، المقارمة، المساحين)، الواقعات ضمن نطاق مديرية الشمايتين جنوبي محافظة تعز، قاطعين مسافات طويلة مشيا على الأقدام.
ومع دخول فصل الشتاء تزداد معاناتهم، فلسعاتُ البرد القارسة في الصباح الباكر لا تثني عزيمتهم ، يحدوهم حبٌ كبير للتعلم، واكتساب المعرفة، ولكنهم يصلون إلى مدرسة شبه خاوية؛ إذ لا أثاث فيها ولا حتى أبسط الوسائل التعليمية.
يقول عبدالحميد علي أحد أولياء الأمور في المنطقة في حديثه لـ “الاشتراكي نت” أبنائنا يفترشون الأرض ومدرستهم من غير أي أثاث مدرسي ومنهم من أصيب بالروماتيزم وغيره خصوصا مع دخول البرد.
ومع ذلك لاتزال المدرسة تمثل رافداً متميزاً للتعليم في مديرية الشمايتين وللعزل الثلاث بالرغم من كل الظروف بحسب ما يقول الأستاذ هزاع الحرق احد أهم الكوادر التعليمية في المنطقة.
ويضيف عبدالحميد علي “المدرسة حتى هذا العام حصل طلابها على المراتب الأولى في المديرية بالرغم من كل الظروف كما حصل أيضاً مديرها على تقدير أفضل مدير في مديرية الشمايتين في العام 2009-2010م وتم تكريمه من قبل مكتب التربية.
وبجهود كبيرة من قبل إدارة المدرسة ومساهمة الأهالي اعتمد الصندوق الاجتماعي للتنمية توسعة للمدرسة في عام 2011 حيث كانت قبلا عبارة عن ثمانية فصول متواضعة حتى أصبحت 20فصلا بالإضافة إلى إدارة للمدرسة ومكتبة ومعمل دراسي.
يقول مدير المدرسة سعيد محمد أحمد بهذا الخصوص لـ “الاشتراكي نت” “واجهنا الكثير من الصعوبات حتى وصلت المدرسة إلى ماهي عليه اليوم وكانت المشاركة المجتمعية من قبل بعض المخلصين في المجتمع جزء أساسي ورئيسي في عملية اعادة التأهيل للمدرسة”.
ويضيف: عملنا على إنجاز العمل بالرغم من كل العراقيل وبالرغم من الظروف التي تعيشها البلاد حتى أنني اضطريت لرهن قطعة أرض زراعية من أرض والدي بمبلغ 600ألف لاستيفاء الجزء الأخير من اعادة التأهيل ولم يتبقى معنا غير التأثيث.
ويثمن الأهالي في المنطقة الدور الكبير الذي قامت به إدارة المدرسة وحرصها على عدم إيقاف العملية التعليمية والعمل في أصعب الظروف سواء في ملحق المدرسة في مرحلة البناء أو في مبنى المدرسة الحالي الذي تم افتتاحه في مطلع العام 2015م ، وسط فرحة غامرة من قبل أبناء المنطقة، لكن فرحتهم، ستكتمل عندما يرون أبناءهم على مقاعد الدراسة في جو دراسي متكامل.
من جانبه يقول الإخصائي الإجتماعي في المدرسة إبراهيم المقرمي “حرصنا جميعاً على ألا تتوقف العملية التعليمية اثناء اعادة تأهيل المدرسة لشعورنا بالمسؤولية تجاه طلابنا، واليوم ندعوا الجميع للإلتفات إلى معاناة الطلاب في توفير مقاعد دراسية وتأثيث المدرسة.
كما دعا مدير المدرسة الجميع سواء السلطة المحلية في محافظة تعز ممثلة بالأخ المحافظ أمين محمود أو منظمتي اليونيسيف واليونسكو وأيضاً رجال الخير من أبناء المنطقة الذي يثق الجميع بعطائهم وحرصهم الكبير على أبنائهم للإلتفات الحقيقي لمعاناة الطلاب وتوفير كل متطلبات العملية الدراسية في هذه المدرسة.
ويؤكد وجهنا رسائل عدة لوزارة التربية والتعليم بحكم أنها المعنية بهذا الأمر وللصندوق الإجتماعي وللكثير من المنظمات وغيرها لكن دون جدوى، موضحا ان الصندوق في رده قال “أنه يعمل حالياً في المشاريع الطارئة فقط”.
واقع تعيشه مدرسة 26 سبتمبر ربما تتشابه فيه الكثير من مدارس البلاد خصوصا في المناطق الريفية، في حالة تعكس وضع العملية التعليمية في البلاد بشكل عام، “تعليم على البلاطة” وفق التعبير الشعبي الدارج.
نقلاً عن الاشتراكي نت