ضع اعلانك هنا

تراجع الحركة الثورية اليسارية ضد الراسمالية 

تراجع الحركة الثورية اليسارية ضد الراسمالية

 

*د. عمـر العـودي*

 

*أسباب التراجع:*

 

1. انهيار الاتحاد السوفيتي: كان الاتحاد السوفيتي رمزًا للأيديولوجية اليسارية، وانهياره عام 1991 أدى إلى تراجع كبير في الحركة الثورية اليسارية لان كثير من الاحزاب والتنظيمات اليسارية لم تعتمد على نفسها في ارساء قواعد متينة مبنية على اسس اقتصادية بل على الدعم من الاتحاد السوفيتي الذي ادى سقوطه الى تراجع اليسار الثوري وفقد قدرته على الدفاع عن نفسة في وجه هجمة الراسمالية الشرسة عقب سقوط الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية.

 

2. النمو الاقتصادي العالمي: شهد العالم فترة من النمو الاقتصادي في العقود الأخيرة الذي تصاحب مع تطور كبير في وسائل الانتاج وادخال التقنيات الجديدة مثل الكمبيوتر والتحكم الالي في الات التصنيع مما جعل الاضرابات العمالية غير مجدية في مواجهة الصلف الراسمالي ، ومن ناحية اخرى أدى إلى تراجع الاهتمام بالأيديولوجيات اليسارية في وسط السيطرة الكاملة على الاعلام من قبل الانظمة الراسمالية.

 

3. صعود الفردية: أدى صعود الفردية إلى تراجع الاهتمام بالأفكار الجماعية مثل الاشتراكية وعدم تطوير اليسار الثوري من ادواته النضالية الاستراتيجية والتكتيكية مما جعل الكفة تميل لصالح قوى الثورات المضادة

 

4. هيمنة الرأسمالية:

أصبحت الرأسمالية هي النظام الاقتصادي المهيمن في العالم، اضافة الى هيمنتها على الاعلام والانتاج الثقافي والفكري وحملات التشويه ضد اليسار والنظام الاشتراكي برمته مما أدى إلى تراجع الحركات التي تسعى إلى تغييرها.

 

*مظاهر التراجع:*

 

1. انخفاض عدد الأحزاب اليسارية: انخفض عدد الأحزاب اليسارية في البرلمانات حول العالم.

 

2. تراجع التأييد الشعبي:

 

تراجع التأييد الشعبي للأفكار اليسارية وضعف قدرات الاحزاب اليسارية على التواصل مع الجماهير وجذبها.

 

3. تراجع النشاطات الاحتجاجية:

 

تراجعت النشاطات الاحتجاجية التي تقودها الحركات اليسارية. بسبب التطور الكبير في ادوات الانتاج ووجود امكانية لاستمرار في الانتاج باقل عدد من العمال مما جعل الاضرابات والاحتجاجات العمالية وسيلة غير فاعلة في مواجهة الصلف الراسمالي اضافة الى تعرض الحركات اليسارية للقمع من قبل السلطات الراسمالية وظهور قيادات يسارية انتهازية تمكنت السلطات الراسمالية من تدجينها وقولبتها في اطر محدودة لا تستطيع تجاوزها . ومن اساليب السلطات الراسمالية هي دمج قيادات الاحزاب اليسارية في نظام المحاصصات السياسية على المناصب في الحكومات وهذا ادى الى تراجع العمل التنظيمي والفكري السياسي بين صفوف قواعد الاحزاب اليسارية وانصارها.

 

*استمرار بعض الحركات اليسارية:*

 

لا يعني تراجع الحركة الثورية اليسارية أنها قد انتهت تمامًا.

فما زالت هناك بعض الحركات اليسارية التي تنشط في مختلف أنحاء العالم.

 

*مستقبل الحركة الثورية اليسارية:*

 

من الصعب التنبؤ بمستقبل الحركة الثورية اليسارية.

فمن الممكن أن تستمر في التراجع، أو أن تعود إلى الظهور مرة أخرى.

يعتمد ذلك على العديد من العوامل، مثل الأوضاع الاقتصادية والسياسية في العالم، وظهور قادة جدد للحركة اليسارية.

 

*بعض النقاط الإضافية:*

 

يجب التمييز بين الحركة الثورية اليسارية والحركات اليسارية الإصلاحية.

 

لا تزال هناك بعض الأحزاب اليسارية التي تشارك في العملية السياسية وتسعى إلى إصلاح النظام الرأسمالي من الداخل.

 

من المهم تحليل أسباب تراجع الحركة الثورية اليسارية لفهم مستقبلها.

ضع اعلانك هنا