طوفان الاقصى ،،، واراء ملطخة بالانهزام الداخلي* .
*د. عمـر العـودي.*
من يتابع اراء النخب الثقافية العربية او النقاشات التي تدور بين الحين والاخر والانطباعات التي يظهرها البعض حول طوفان الاقصى. الذي بدا في السابع من اكتوبر 2023 م انقسمت الاراء الى عدة اتجاهات. فمنها. من يرى ان حماس قد تسببت في قتل الفلسطينيين وانها تتبع الاخوان لذلك لا يمكن الثقة بها على الاطلاق لانها انشقت عن السلطة الوطنية الفلسطينية واحدثت انقسام في الشارع الفلسطيني وتسببت في ضياع القضية الفلسطينية على اعتبار انها قدمت ذريعة للصهاينة للتهرب من التزاماتها تجاه السلطة الفلسطينية التي على راسها ابو مازن والى آخره من الحجج التي يطرحها هذا البعض. واراء اخرى تقول ان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وان حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني. وبالتالي فما تقوم به يعتبر امتدادا للارهاب الاخواني وهي منظمة ارهابية ولا يمكن الوثوق بها. ويحاجج هذا الراي بميثاق حركة المقاومةالاسلامية حماس الذي يؤكد ان حماس هي جزء من تنظيم الاخوان المسلمين وانطلاقا من هذه الحجة فانها لاتقوم باي عمل الا و يعود بالضرر على الشعب الفلسطيني ولعلنا جميعا قد عشنا اكثر من ثلاثة عقود تحت وطأة الاعلام الصهيوني الذي غرس فينا الهزيمة النفسية التي جعلتنا لا نستطيع التحدث الا بابجديات الاعلام الصهيوني دون ان نشعر بالمقابل تراجعت فينا الذاكرة النضالية المقاومة للعدو الصهيوني التي اصبحنا من خلالها نكرس ثقافة الاستسلام ونشجب فعل المقاومة ونتباكى على الضحايا ونطلق اللوم على االضحية ونتماهى مع الجلاد.. هناك راي لازال ينطلق من روح النضال الثوري وعدم الخنوع او التاثر بالهزيمة النفسية الذي يعتمد على الايمان المطلق بعدالة القضية الفلسطينية وعن قناعة كاملة بان المفاوضات مع الصهاينة لن تعيد الارض المغتصبة وما أخذ بالقوة لا يمكن استعادته بغير القوة وفي الحقيقة نتفق او نختلف مع حركة المقاومة الاسلامية حماس من حيث كونها حركة اسلامية مؤدلجة ذات طابع اصولي الا اننا نرى ان حركات التحرر الفلسطينية الاخرى في اطار منظمة التحرير الفلسطينية لازال البعض منها يؤمن بالكفاح المسلح من اجل استعادة حق الشعب الفلسطيني وتتشارك مع حماس في حربها في عملية طوفان الاقصى وهذا ما بعبر عن تطلعات الشعب الفلسطيني وخياراته الوطنية اضافة الى انه في محل ترحيب من كافة الشعوب العربية ولايهم ابدا موقف الحكام العرب بمن فيهم ابو مازن الذي حول منظمة التحرير الفلسطينية الى مكون مفرغ من الروح المقاومة للعدو الصهيوني وجعلها تمشي في فلك التطبيع المجاني مع الصهاينة مقابل امتيازات شخصية يحصل عليها مع رموز السلطة الفاسدة الذين معه وهم مع بقية الانظمة العربية الذين يقدمون الخدمات للصهاينة خلال فترة الاحتلال لارض فلسطين على مدى يزيد عن سبعين عاما.
من المؤسف جدا ان ترتفع اصوات هنا وهناك تتبنى موقفا سلبيا من طوفان الاقصى، ذلك ان تلك المواقف السلبية لا يمكن الا ان تكون ملطخة باثار الهزيمة النفسية الداخلية التي ترسخت في عقليات البعض لردحا من الزمن من واقع الاعلام العربي المنهزم والمدافع عن الكيان الصهيوني ، و ما نامله في ان المواطن والمثقف العربي سوف يتخلص من هذه الروح المحبطة والمنهزمة داخليا التي فقدت عزيمتها النضالية وطبيعتها الثورية و تتعلم من بطولات المقاومة التي كسرت حاجز الخوف وحطمت اسطورة الميركافا والجيش الذي لايقهر ولعل طوفان الاقصى قد هدم ما بنته الصهيونية على مدى سبعين عاما من زرع الهزيمة النفسية للشعوب العربية اضافة الى انها كشفت خداع الصهاينة امام شعوب العالم التي من خلال تلك الخدع والاكاذيب تستدعي تعاطف تلك الشعوب معها وهاهي اليوم تلوح في الافق ملامح ثورة اخلاقية لدى شعوب العالم في عقر دار الرأسمالية الداعمة للكيان الصهيوني وعاد الالق للقضية الفلسطينية من جديد وفشل الصهاينة في تحقيق الاهداف المعلنة في القضاء على المقاومة والقضية الفلسطينية برمتها. ان الفلسطينيين اليوم هم الرجال عندما غاب الرجال وهم الابطال في زمن الخنوع والاذلال الذي اظهره الحكام العرب فلا عزاء لاولئك الذين يقفون موقفا سلبيا من السابع من اكتوبر ومن طوفان الاقصى ونطلب منهم ان يصمتوا على اقل تقدير ويتركوا الشعب الفلسطيني يحمل قضيته وليس مطلوبا منهم اي شيئ فقضية فلسطين والمقدسات فعلا لها رجالها.