*هل يستطيع الحوثيون مهاجمة السفن المتجهة إلى رأس الرجاء الصالح؟*
◼️عن “النهار” اللبنانية
تقرير / عبدالرحمن انيس :
بعد يوم واحد من نشر وكالة “نوفوستي” الروسية خبراً عن إجراء ميليشيا الحوثي تجربة لصاروخ “فرط صوتي”، خرج زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي بخطاب تلفزيوني توعّد فيه بمنع عبور “السفن المرتبطة بإسرائيل” من المحيط الهندي إلى رأس الرجاء الصالح.
جدل واسع أثاره وعيد زعيم الميليشيا الحوثية الذي كان يتحدث في خطاب متلفز مساء الخميس، فيما استغرب خبراء عسكريون ترويج الإعلام الروسي لامتلاك الحوثيين صواريخ “فرط صوتية”، معتبرين ذلك رسالة روسية للغرب.
وكان عبدالملك الحوثي قد هدّد بتوسيع نطاق الهجمات إلى “مدى لا يتوقعه العدو” حسب تعبيره، زاعماً أنّ عمليات الحوثيين هذا الأسبوع نُفّذت باستخدام 58 صاروخاً باليستياً وطائرة مسيّرة.
مضيق باب المندب. وكل ما فعلته هو قرصنة أو تهديد أو ضرب بعض السفن التي اقتربت كثيراً من السواحل التي يسيطر عليها الحوثيون، أو التي تصلها نيران صواريخهم في خليج عدن.
*حرب بالوكالة*
اما سياسياً، فيرى العميد ثابت أنّ الحوثيين لا يتحرّكون إلاّ بأوامر إيرانية ومعاركهم منضبطة، كما هو حال الصراع بين الغرب -وبخاصة أميركا- مع إيران (الحرب بالوكالة)، وعلى أراضي العرب.
ويضيف: “المضايق الدولية مصلحة حيوية لكل دول العالم وليس فقط للدول المطلّة عليها، وتدرك إيران والحوثيون أنّ ذلك لعب بالنار التي قد تحرقهم في عقر دارهم”.
*قدرات الحوثيين متواضعة*
الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية علي الذهب، قال لـ”النهار العربي” إنّ الحوثيين لا يمتلكون تقنية انتاجية من هذا النوع، مضيفاً: “ليس لديهم قدرة على إنتاج صواريخ باليستية أو صواريخ الكروز المجنّحة”.
وتابع قائلاً: “الحوثيون جماعة بسيطة من ناحية القدرات العسكرية، ولكن أتاحت لها الظروف وطبيعة المواجهة مع خصوم كبار أن يحصلوا على الأسلحة من خصوم خصومهم”، مشيراً إلى أنّ هناك أطرافاً دوليين يناصبون الولايات المتحدة وبريطانيا العداء، ولديهم الاستعداد الكامل لمنح الحوثيين فرصة المواجهة مع واشنطن، وأن يُنسب للحوثيين هذه المواجهة.
ويرى الذهب انّ الحوثيين لا يستطيعون إدارة هذه الأسلحة بمفردهم، لأنّهم لا يملكون استدامة إنتاجها ولا الحفاظ على هذه التقنية، لذا فهذه الأسلحة ستكون برعاية الدول التي أمدتهم بها.
*ثغرة دفاعية*
ويكشف علي الذهب أنّ الحوثيين أثاروا ثغرة دفاعية لدى القطع البحرية الأميركية والغربية في البحر الأحمر، وهي أنّه عند لحظة إطلاق السفن الحربية للصواريخ تتعطّل الوسائل الدفاعية الذاتية على متن هذه القطع، مضيفاً: “لهذا هدّدوا بأنّ لديهم صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، وهي رسالة بأنّهم يستطيعون الوصول للهدف في فترة الثغرة الأمنية الموجودة داخل السفن الحربية الأميركية، ولكن الحقيقة انّ هذه السفن حتى وإن أوقفت دفاعها الذاتي لحظة إطلاقها للصواريخ، فإنّها محاطة بوسائل دفاعية أخرى في محيطها كسفن أخرى وزوارق دفاعية ترافقها وتتواجد في محيطها”.
ويضيف الذهب: “تحضير الصواريخ الفرط صوتية بحاجة إلى وقت للإعداد والتجهيز والتصويب والإطلاق، وهذه القوات لن تمنح الحوثيين أو سواهم الفرصة لاستغلال الفجوة الأمنية التي أثاروها بشأن السفن الحربية الأميركية”.
*لا يخوضون المعركة وحدهم*
ويختتم الذهب حديثه بالقول: “يريد الحوثي تعزيز فكرة أنّ المواجهة في البحر الاحمر وخليج عدن مرتبطة بما يجري في غزة، لكن الحقيقة أنّ بعض خصوم أميركا وبريطانيا وجدوا في الحوثيين فرصة للنيل من خصومهم، سواءً بإمدادهم بالأسلحة أو الذخائر أو تبادل المعلومات، فالحوثيون لا يخوضون المعركة وحدهم”.