ضع اعلانك هنا

اغتيال الثقافة برصاصة الحرب

اغتيال الثقافة برصاصة الحرب

خلال سنوات الحرب أنتجت الساحة الأدبية كماً هائلاً من الكتابات التي اختصت بتناول الحرب وبعض تفاصيلها ضمن نصوص شعرية وسردية علاوةً على اجتزاء فن الرواية بعضاً من تلك القصص والتفاصيل التي غابت عن العيون المتابعة نتيجة عوامل كثيرة أبرزها اهتمام المواطن بتوفير لقمة العيش.

وذلك ليس عيباً فمن الطبيعي أن تحضر الحرب على متن صفحات ديوان شعري أو مجموعة قصصية شرط أن تكون ضمن وظيفة إدانة نار الفتنة والدعوة إلى السلام ،لكن ما شهدناه منذ بداية الحرب التي تسعى فيها جماعة دينية امتلكت السلاح بشكل خارج عن القانون وباتت تقايض العالم واليمنيين على حريتهم بضرورة اتباع محددات طريقها الضيق الذي منذ ولادته وحتى خروجه كان سبباً لمشكلات كثيرة حتى وصلت الجغرافية اليمنية إلى ماهي عليه اليوم نتيجة ضجيجها البشع وهي تقتات دماء وأموال اليمنيين بشكل فاضح ؛هو على العكس من ذلك حيث استطاعت الحرب التي استدعتها جماعة لليمن بكلها أن تحرف مسارات كثيرة من بينها الدور الوظيفي للكثير من الكتاب والأدباء،فمن البقاء في صندوق الصمت القاتل إلى إنتاج شخصيات تقود نشاط ثقافي حسب مزاجيتها ومتطلباتها في تكريس ثقافة اللون الواحد والصورة الواحدة بشكل أو بآخر وصولاً إلى محاولة إيجاد نزعة مجتمعية على مستوى الأسرة الواحدة ،تحت مسميات كثيرة أبرزها أن الأفضلية والحق في الحكم للأحفاد المنتجبون.

الحرب تضاريسها وكل تفاصيلها يعيشها اليمني بشكل عام سواءً كان داخل اليمن أو خارجها لكن الخيارات الأسوأ هو أن ترى كمية المحاولات التي تسعى في الوصول إلى أقصى ذروة ممكنة لها وهنا كانت الحرب بدرجتين إلى جانب حضورها كرصاصة غادرة اغتالت حلم اليمنيين البسطاء في آخر مراحل تحققه جاءت في مسارات ثقافية ضيقة الأفق ولا تعطي سوى العنف ، فكل شبر في مدينة تعز يرى بشاعة التصوير الحاصل لها بكل الوسائل التي جاءت إليها أنياب كثيرة طوال سنوات الحرب ولم تستطع فعل شيء كونها جغرافية ذات مشروع سيادي هو أكبر من أن يقطفه ظالم متغطرس يراها بأسنانه السوداء قبيحة فيما هي تنثر أمام كل حالم الوردة والقصيدة .!

لغة الحرب وكتب كثيرة وشخصيات يتم إعادة إنتاجها من أجل العودة إلى ماقبل شروق الشمس ،من أجل أن يعطيك كتاباً يحفظ استمراريته في كرسي الحكم الذي وصل إليه بخراب وكان ذلك الخراب بدرجة أقسى على النشاط الثقافي الذي يتم أسره وتقويضه بشتى الوسائل كي لا يبقى لليمنيين حياة أو فسحة أمل تعيد لهم اليمن ضمن جغرافية موحدة السيادة فيها سوى لخارطة الجمهورية والشرعية الدستورية المتعارف عليها.

عمران الحمادي.

ضع اعلانك هنا