بيان صادر عن المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني
بمناسبة الذكرى السابعة والخمسون لانطلاقتها المجيدة ، وجددت الجبهة بهذه الذكرى، العهد والوفاء لتضحيات شعبنا وللشهداء وللأسرى الأبطال والقادة العظام
اصدر المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطييني بياناً بمناسبة الذكرى السابعة والخمسون لا نطلاق الجبهة .
وقال المكتب السياسي انه في الخامس عشر من تموز 1967، انطلقت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، من قلب القدس، لتشكل فصيلاً وطنياً فلسطينياً مقاتلاً في صفوف الثورة والحركة الوطنية الفلسطينية، وتشكل حضورها الفاعل في منظمة التحرير الفلسطينية وفي مسيرة نضال شعبنا على طريق الحرية والاستقلال وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة.
مشيراً إلى ان 57 عاماً من النضال، ومازالت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، والى جانب كل القوى الحيّة وبين صفوف الجماهير، مع شعبنا البطل العظيم وهو يخوض معارك الدفاع عن المشروع الوطني الفلسطيني وعن الأرض والهّوية والوجود، في مواجهة أشرس الحروب الهمجية التي تشنها دولة الاحتلال العدوانية والفاشية وبدعم مباشر ومتواصل من قبل الإدارة الأمريكية، ويقدم شعبنا التضحيات الغالية، ثابتاً على خياره التاريخي بالتمسك بالحقوق الوطنية العادلة والمشروعة وبالنضال بكل أشكاله، من أجل انتزاع حقوقنا الوطنية المشروعة، وتقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وكاملة السيادة وعاصمتها القدس، على حدود 4 حزيران 1967، وتطبيق القرارات الدولية وعلى رأسها القرار الأممي 194، الذي يكفل للاجئين من أبناء شعبنا، حقهم الثابت في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها قسراً، منذ نكبة العام 1948 .
اكد انه وفي خضم اللحظة التاريخية والفارقة التي تمر بها قضية شعبنا، والتي في ظلالها تحيي جبهة النضال الشعبي الفلسطيني الذكرى الـ57 لانطلاقتها المجيدة، نؤكد أن المهمة الأساسية اليوم بمواجهة كافة المخططات والمشاريع الاحتلالية وكافة الأوهام الأمريكية في اطار تقويض المنجزات الوطنية وفرض وقائع جديدة على الأرض تنفيذاً لسياسات وإجراءات حكومة الاحتلال العنصرية والفاشية بقيادة مجرم الحرب بنيامين نتنياهو ومن معه من أقطاب الائتلاف اليميني الفاشي، الى جانب مهمة الدفاع عن شعبنا، بكل ما يلزم في التصدي للحرب الهمجية وللإبادة الجماعية وكل فصول العدوان والغطرسة الاسرائيلية، وكسر الحصار عن قطاع غزة المستباح، وإمداده بكل ما يلزم لإنهاء حالة الجوع والعطش والموت البطيء، في ظل انهيار المنظومة الصحية، وتوفير الشروط الملائمة لتقديم المآوي للنازحين في أماكن سكناهم، وكسر مشروع التهجير القسري، والتمسك والتأكيد على ضرورة ضمان إعادة إعمار ما دمره العدوان الهمجي، لتستعيد الحياة دورتها في قطاع غزة، صامداً وموحداً، وافشال كل مخططات فصله عن الضفة الغربية لقطع الطريق أمام إقامة الدولة الفلسطينية.
وفي ظل هذه الظروف والتحديات المصيرية المحدقة بشعبنا وقضيتنا الوطنية، علينا بذل مزيد من الجهود وتعزيز الإرادة للاستجابة لضرورات إنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة الداخلية، تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، بموجب رؤية برنامجية كفاحية وطنية جامعة، توحد مركز القرار الوطني، وتنهي حالة التشتت والتشرذم، وتكرس القرار الوطني المستقل، وتغلق الأبواب أمام كل مظاهر العبث بالمرجعية الوطنية، تحت أي عنوان كان، واسقاط كل الأوهام الرامية الى خلق بدائل أو أطر موازية، والحفاظ على منجزاتنا الوطنية التاريخية التي تحققت بالنضال وبالدماء.
نرفض وبشدة ثمن تحويل جزء من حقوقنا المالية المسلوبة كل ثلاثة أشهر، المزيد من شرعنة الاستيطان ومصادرة الأراضي والضم الفعلي والتدريجي، فكم من الوقت يحتاج الوزير الإرهابي سيموترتيش وعصابته من الفريق الحاكم في “إسرائيل” لابتلاع الضفة الغربية بالكامل، وإنهاء الكيانية الفلسطينية، وكل هذه الإجراءات المعادية والمستفزة تتم بالتوافق المفضوح مع الإدارة الأمريكية، وصمت البعض الأوروبي ومباركته، ان لم يكن مشاركته، في حين النظام الرسمي العربي يقف عاجزاً عن تنفيذ قرارات القمة العربية الأخيرة التي لم يجف حبرها بعد، ومضافاً عن العجز عن اتخاذ أي موقف، وانخراط البعض منها في مشاريع بعضها لخلق أطر بديلة أو موازية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومحاولات الوصاية البائسة والنيل من القرار المستقل، والبعض الآخر لتكريس فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية والإعلان عن الانضمام لأية صيغة لليوم التالي لمستقبل قطاع غزة يكون طرفاً فيها، بديلاً عن الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وولايته الجغرافية والسياسية على الأراضي الفلسطينية المحتلة في الرابع من حزيران 1967 بما فيها القدس الشرقية.
كما اشار البيان إلى ان جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، نؤكد على ضرورة إعلان حالة التعبئة الوطنية بين جماهير شعبنا وقواه السياسية والمجتمعية استناداً إلى خطة وطنية شاملة لمواجهة كل التحديات، والتي من شأنها أن تستنهض الإرادات السياسة في مواجهة الاحتلال، والتوقف عن السياسة الإنتظارية لصالح المواجهة الشاملة، والمبادرة إلى تأطير القيادات الوطنية الميدانية الموحدة التي يشارك فيها الكل الوطني، وتحمل المسؤولية بالحرص والعمل على حماية الوحدة الوطنية وتعزيزها متجاوزين حالة الانقسام البغيض الذي أضر بالحركة الوطنية الفلسطينية وقدرتها على تصعيد المقاومة الشعبية وتحويلها إلى انتفاضة شعبية شاملة، وتعزيز المقاومة الشعبية ضد الاحتلال وسياساته وإجراءاته، مع تأكيدنا على ضرورة توفير كافة متطلبات الصمود، واستنهاض الحالة الجماهيرية في التصدي لممارسات الاحتلال وما يخطط له لفرض ما يسمى بسياسة الضم ومصادرة الأراضي وبناء البؤر الاستيطانية والتوسع الاستعماري لأسرلة الأرض الفلسطينية.
اننا نؤكد على أهمية وضع رؤية سياسية موحدة لمواجهة الإجراءات الأحادية الجانب التي تقوم بها حكومة الاحتلال، والتي تلغي كل الاتفاقيات الانتقالية، وعلينا أن لا نبقى الطرف الوحيد الملتزم بهذه الاتفاقيات، في الوقت الذي يتنصل الاحتلال منها، ومن هنا نطالب بدراسة الخطوات العملية الملموسة التي تحافظ على الكيانية السياسية الفلسطينية، وتستفيد من الزخم الدولي المتصاعد الداعم والمؤيد للحق الفلسطيني، سواء بالاعترافات الثنائية أم بالأمم المتحدة، أو بالمحاكم الدولية، وعلينا أن نعزز هذه الإنجازات ونعمقها وننتقل بها، لنبني على هذا الزخم وهذه الاعترافات بالذهاب لخطوة تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض الفلسطينية المعترف بها طبقاً لقرارات الشرعية الدولية، وأن نخوض معركة تجسيد الدولة بمؤسساتها الدستورية بإعلان دستوري يحدد هوية الدولة وطابعها التعددي الديمقراطي، ويحّول المجلس المركزي لبرلمان مؤقت لهذه الدولة، وأن نصوغ وحدتنا الوطنية على قاعدة المحددات السياسية التي رسمها برنامج منظمة التحرير الفلسطينية، وإنهاء الانقسام، والشراكة السياسية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية.
منوهاً إن إحياء ذكرى الانطلاقة المجيدة للجبهة، تضع على عاتقنا مهام كفاحية جديدة على الصعيدين السياسي والاجتماعي حتى نستطيع الحفاظ على ماضٍ عريق تحملنا فيه مسؤوليات جسام في الحفاظ على المسيرة النضالية لشعبنا، ومستقبل واعد نجسّد فيه آمال وتطلعات شعبنا المشروعة في التحرر والاستقلال والعودة، وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس، دولةً مدنية وديمقراطية تضمن التعددية السياسية، واستقلال القضاء وتشيّد ركائز المجتمع المدني، وتصان فيها الحقوق لكل شرائح ومكونات المجتمع الفلسطيني.
وجددت الجبهة بهذه الذكرى الخالدة، العهد والوفاء لتضحيات شعبنا وللشهداء وللأسرى الأبطال والقادة العظام الذين أسسوا وكرسوا هذه الفقرة الباقية، وفي مقدمتهم القائد المؤسس الخالد فينا الرفيق د. سمير غوشة، وكل الشهداء الذين قدموا دمائهم في سبيل الحرية الناجزة، ونعاهد الشهداء والأسرى، ونعاهد شعبنا العظيم في كل مكان أن تبقى رايات النضال عالية، وأن نستمر في هذه المسيرة نحو دحر الاحتلال وتحقيق أهدافنا الوطنية وفي المقدمة حق شعبنا في تقرير مصيره وفي بناء دولته المستقلة، وبناء أسس الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وترسيخ هويتنا الوطنية الحضارية والتقدمية، لتبقى جبهة النضال الشعبي الفلسطيني رائدة الحركة الاشتراكية واليسار الاجتماعي تعزيزاً للأسس والمبادئ والقيم التي قامت عليها منذ الشرارة الأولى لانطلاقتها.
عاش نضال شعبنا .. عاشت الذكرى الـ57 لانطلاقة جبهتنا
جبهة النضال الشعبي الفلسطيني
المكتب السياسي
15-7-2024