• • كتب / الاستاذ السفير ياسين سعيد نعمان..
المشروع الإيراني التوسعي الذي اختطف اسم” المقاومة” من صانعيه الحقيقيين ، لم يترك أمام أذرعه من خيار غير خيار الموت من أجل إيران .
سلح حزب الله وأعد قياداته إعداداً أيديولوجياً وطائفياً لهذا الغرض ، وسلح المليشيات العراقية الطائفية وأعدها لهذا الغرض ، وسلح الحوثي وأعده إعداداً انتهازياً لهذا الغرض ، وابتز حماس موظفاً التباينات الفلسطينية في التعاطي مع المنهج المناسب لمسار المقاوم الفلسطينية بين الفصائل المناضلة المختلفة ليزرع مشروعه المدمر ..
عمل حزب الله على تخريب التفاهمات الوطنية لبناء الدولة اللبنانية ، ووجه سلاحه لقتل السوريين واليمنيين المقاومين للانقلاب الحوثي المدعوم ايرانياً ، وقتل كل من يناضل من أجل الدولة الوطنية الرافضة للهيمنة الايرانية في المنطقة العربية ، ولم يقتل سلاح حزب الله جندياً اسرائيلياً واحداً في معارك اسناد غزة ، بينما قتل في اليمن وفي سوريا ولبنان الآلاف .
الحوثي بصواريخ ايران المنطلقة من مناطق سيطرته قدم خدمة للعدو الاسرائيلي بتعزيز رواية اسرائيل أنها محاصرة وانها تواجه حرب الابادة من جيرانها ، بينما تقول الحقيقة ان هذه الصواريخ لم تقدم أي اسناد لصمود غزة في وجه الابادة الوحشية الاسرائيلية . ولم تصل صواريخ الحشد الشعبي إلى أي منطقة في اسرائيل إلا وقد نفذت طاقتها التفجيرية لتسقط كومة من رماد محترق .
كان على هؤلاء أن يموتوا من أجل ايران ، وأن يفجروا ويرسلوا صواريخهم ومسيراتهم حسب ما تقتضيه الحاجة التي يحددها النظام الايراني . وكان لا بد من إخراس أي صوت ينتقد أو يعارض هذا التوظيف القبيح لمفهوم المقاومة الذي سخر دماء العرب في هذه البلدان لحماية نظام ولي الفقيه .
في اليمن رفض الحوثة أي مشروع للسلام لا يتفق مع المسارات السياسية والعسكرية التي قرر النظام الايراني أن ينتظم في إطارها ما يسمى مشروع المقاومة ، وكان أن كرس الحوثة خيار الموت كخيار وحيد أمام اليمنيين ، تماماً كما فعل حزب الله امام اللبنانيين ، وغيرهم في أكثر من مكان .. وحينما جاءت اللحظة التي كان فيها على ايران أن تختار بين الوطن وأذرعها قررت أن تختار الوطن .. هذه هي فارس التي لا زالت ترى العرب مجرد لخميين يحمون حدودها ،
وكانت قيمة نصر الله خمس أيام حداد لا أكثر ، تماماً مثلما كانت قيمة هنية وعوداً بالانتقام انتهت بحديث عذب عن الاخوة الامريكان .
يا حوثي إقرأ المشهد جيداً ، تعال إلى كلمة سواء ، فاليمن يتسع للجميع ، والمرجعيات الثلات ، وخاصة نتائج الحوار الوطني ، هي الطريق الى السلام .