حذّرت وزيرة خارجية الاتّحاد الأوروبي كايا كالاس،، من “التحدّيات الهائلة” التي تواجهها العملية الانتقالية الجارية في سوريا بعد رحيل الرئيس بشار الأسد، مناشدة السوريين عدم تكرار “السيناريوهات المرعبة” التي حدثت في كل من العراق وليبيا وأفغانستان.
وقالت كالاس خلال جلسة استماع أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل: “نحن أمام حدث تاريخي وعلينا أن نهنّئ الشعب السوري”، وأضافت: “لكنّ هذا التحوّل يمثّل أيضاً تحدّيات هائلة لسوريا والمنطقة”.
وأوضحت أنّ “هناك مخاوف مشروعة بشأن أعمال العنف بين جماعات دينية، وعودة التطرف، والفراغ السياسي”، وتابعت: “علينا أن نتجنّب تكرار السيناريوهات المرعبة في العراق وليبيا وأفغانستان”.
ودعت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية إلى حماية حقوق “جميع السوريين، بما في ذلك حقوق الأقليات”، مشدّدة على ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي سوريا واحترام “استقلالها وسيادتها”.
وقدّمت كالاس دعمها الكامل لغير بيدرسن، مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا.
وأعلن رئيس الوزراء الجديد في سوريا، توليه رسميا مسؤولية حكومة انتقالية مدعومة من جماعات المعارضة المسلحة التي أطاحت بالرئيس السابق بشار الأسد قبل ثلاثة أيام.
وعبر مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن، عن اعتقاده بأن المجتمع الدولي سيعيد النظر في تصنيف هيئة تحرير الشام منظمة إرهابية، بعدما قادت الجماعة المعارضة السورية للسيطرة على سوريا قبل يومين والإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
وقال بيدرسن في مؤتمر صحفي في جنيف “أعتقد أن المجتمع الدولي سيعيد النظر في مسألة تصنيف هيئة تحرير الشام منظمة إرهابية”، مشيرًا إلى أن الجماعة وفصائل المعارضة الأخرى أرسلت حتى الآن رسائل إيجابية إلى الشعب السوري.
وحذر بيدرسن من أنه إذا لم يتم إشراك أوسع نطاق من المجموعات العرقية والأطراف السورية فهناك احتمال اندلاع المزيد من الصراعات، مشيرًا إلى أن الصراع في شمال شرقي سوريا لم ينته بعد.
وفي الساعات التي أعقبت سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد وتمكُّن المعارضة السورية بقيادة هيئة تحرير الشام من دخول دمشق، ظهرت في الأفق مجددا تخوفات من ظهور تنظيم داعش وهو سيناريو مُعقّد قد تشهده الساحة السورية خلال الفترة المقبلة، لا سيما بعد الإفصاح عن هذا الهاجس من خلال أطراف عدة، أبرزها الولايات المتحدة الأميركية، وتركيا، بل وحتى المعارضة السورية نفسها التي كانت على خلاف مع هذا التنظيم في ظل فترة حكم الأسد.
المخاوف تشير، بحسب شبكة “الغد”، إلى إمكانية سعي تنظيم داعش، الذي كان يُسيطر على مناطق واسعة في شمال وشمال شرق سوريا، إلى استغلال الفوضى والعودة من جديد ثم التخطيط لعمليات داخل سوريا وخارجها، وبالتالي إرباك المشهد الذي لم تتضح ملامحه بعد…