ضع اعلانك هنا

وقفه مع الحزب الاشتراكي والهوية الوطنية في ذكراه الـ 47…

الكاتب / محمد علي المصنعي…

لا يمثل ال13 من اكتوبر تاريخًا عابرًا في الذاكرة اليمنية، بل يحمل دلالة سياسية ووطنية عميقة، هي ذكرى تأسيس #الحزب_الاشتراكي_اليمني، الذي انطلق عام 1978 ، حاملاً مشروعًا سياسياً متكاملاً، لم يكن هدفه الوصول إلى السلطة فحسب، بل إعادة تشكيل المجتمع والدولة، وصياغة هوية وطنية يمنية مدنية وجامعة، تتجاوز الولاءات الضيقة والانقسامات الموروثة .

ورغم التحديات والانقسامات التي واجهها الحزب على مر العقود، إلا أن أبرز ما يمكن الوقوف عنده اليوم هو دوره التاريخي في ترسيخ الهوية الوطنية عبر أدوات متعددة : على رأسها ( التعليم، الثقافة، السياسات الاجتماعية، والفن ) فقد كان الحزب، في مرحلة مفصلية من تاريخ اليمن، حاملًا لمشروع وطني تقدمي، أراد أن يجعل من الانتماء إلى اليمن هوية تتجاوز المنطقة والطائفة والقبيلة

ففي الجانب التعليم عمل الحزب الاشتراكي، في الشطر الجنوبي من الوطن ( قبل الوحدة )، على إعادة تشكيل الوعي الجمعي عبر المناهج الدراسية، لتكون وسيلة لتعزيز قيم الانتماء الوطني بدلاً من الولاءات الضيقة ومن أبرز الأمثلة. :

– مقررات التاريخ حيث ركّزت على سرد موحد للتاريخ اليمني بوصفه تاريخًا وطنيًا لا مناطقيًا، حيث تم دمج رموز من مختلف مناطق اليمن، وتقديم صورة شاملة لحركات المقاومة ضد الاحتلال والاستبداد.
– مادة التربية الوطنية زرعت في الأجيال مفاهيم مثل: المواطنة، المساواة، وحقوق الإنسان، وسعت لتغذية انتماء الإنسان إلى الدولة وليس إلى القبيلة.
– التوسع في التعليم المجاني ليشمل كافة فئات الشعب، بما في ذلك الفتيات وسكان المناطق النائية، باعتبار ذلك حقًا وطنيًا، وأساسًا لتحقيق العدالة الاجتماعية والوحدة الوطنية.

وفي الجانب الثقافي والفني لعب الفن والثقافة دورًا جوهريًا في ترسيخ الوعي الوطني المشترك ، فقد شهدت عدن ومدن جنوبية أخرى ازدهارًا للحركة المسرحية، حيث كانت المسرحيات تتناول قضايا الانتماء الوطني، والعدالة، ومخاطر الانقسام القبلي والطائفي. ومن الأعمال البارزة، مسرحية “الرحلة الأخيرة” التي ناقشت بأسلوب رمزي تمزق الهوية اليمنية بفعل النفوذ الخارجي والانقسامات الداخلية، وضرورة استعادة الوعي الوطني المشترك.

وفي الإذاعة والتلفزيون تم تسخير الإعلام الرسمي لخدمة مشروع الهوية الوطنية، من خلال:
– برامج أطفال تعزز الانتماء للوطن من خلال القصص والأساطير الشعبية.
– نشر الأغاني الثورية والوطنية التي تمجّد وحدة الشعب اليمني، مثل “يا بلادي أحبك فوق الظنون” و”يمانيون في المنفى ومنفيون في الوطن”.
– استضافة مثقفين وأدباء من مختلف أنحاء اليمن، للتأكيد على وحدة الثقافة اليمنية وتنوعها الغني

وفي السياسات الاجتماعية، سعى الحزب إلى تفكيك البنى التقليدية للهويات الفرعية، وتعزيز مفهوم المواطنة المتساوية من خلال :
– الحد من نفوذ القبائل في مؤسسات الدولة، لصالح بناء جهاز إداري مدني محترف.
– نشر الخدمات الصحية والتعليمية بشكل متساوٍ بين المدن والقرى، والمركز والأطراف، لتكريس الشعور بالانتماء إلى دولة واحدة لا تميّز بين مواطنيها.

واليوم، في ظل الانقسامات العميقة التي تعصف باليمن والنعرات المناطقية التي تتصاعد يوماً بعد آخر والاستهداف الممنهج للهوية الوطنية من قبل مليشيا الحووثي الارهابية تبدو الحاجة ماسة لاستعادة ذلك المشروع ، لا بوصفه ماضياً يُستعاد، بل كأرضية تُبنى عليها رؤية مستقبلية لوطن يتسع لكل أبنائه

ختامًا
نبارك للرفاق في الحزب الاشتراكي بمناسبة الذكرى ال47 للتأسيس ونتمنى لهم التوفيق والنجاح في مسيرتهم السياسية على النهج الذي رسمه القادة العظماء الاوائل للحزب وكل عام والوطن بخير

*رابط قناة الحزب الاشتراكي في الواتساب*
https://whatsapp.com/channel/0029VaGiDrN3GJP6tpE7th3h

ضع اعلانك هنا