فتحي منجد
استكمالاً لما نشرته سابقاً عن شخصية الأمين العام السابق لمجلس الوزراء حسين منصور، أنشر هذه الرسالة الشخصية التي أرسلتها إليه حينما حاول البعض حسداً وغيظاً أن ينزع الثقة التي كانت بيننا، فكانت بمثابة اعتذار وتجديد العهد، وايضاً من باب رد الجميل لأن (من لايشكر الناس لايشكر الله) ولا يرعى العهود إلا الكريم. كتبت له هذه الرسالة تتضمن كل مشاعر الوفاء لهذا الرجل الذي كان في نظرنا عظيماً – كموظفين عملنا تحت ادارته عدة سنوات – حتى وإن خالفنا البعض في الرأي.عندما التقيت بالدكتور بن دغر وقد أصبح رئيساً لمجلس الشورى قرأتها عليه فأُعجب بها وأثنى عليها وطلب إرسالها إليه وقال سأحتفظ بها وأدونها كعادة الدكتور في التشجيع والتحفيز حتى وإن كانت كلمات متواضعة.نص الرسالة: أتمنى أن تكون بصحة وعافية وددت أن أقول لك أستاذنا العزيز أننا نكن لك كل تقدير واحترام ولا يمكن يوماً من الأيام أن ننسى جمايلك وخدماتك لنا ووقوفك معنا، ومهما قلنا لن نفي بحقك نحونا، أنا أعرف أنه لايعجبك المدح والثناء لكن وجدنا أنفسنا ملزمين في هذا الوقت بالذات أن نعترف بجزء من واجباتنا نحوك وتقصيرنا تجاهك.لذا ثق أنك كنت وما زلت ولا تزال وستبقى في نفوسنا كبيراً وفي أعيننا عظيماً، وفي الوظيفة العامة نعم القائد الإداري والإنسان الرحيم وحتى إن قسوت أحياناً فهو لتحقيق هدف نبيل.وأعلم أنك بالنسبة لنا كلنا بمنزلة الأب، ولا يمكن أن نتنكر لك يوماً من الدهر، ونقول في غيابك وفي حضورك أنه لولاك – بعد الله – ما كنا حصلنا على شيئ مما نحن فيه.. وبيننا وبينك من الاحترام والثقة المتبادلة ما هو أرفع من مجرد علاقة موظفين صغار أمام مسؤول كبير في حجم أمين عام.ولقد جسدت في مسيرة عملك كل معاني الشخص الناجح والإدراي ذو الكفاءة، ومنك تعلمنا حسن الإدارة وقوة الإرادة، وصحيح قد يتنكر البعض لجهود شخصٍ ما ويتناسون خدماته، لكن تظل مواقفه راسخةً رسوخ جبل حديد الذي لولاك ما كنا نمشي يومياً بجواره.تقلبات الزمن قد تبدل جزء من مجريات التعامل في الحياة لكنها لا تسطيع محو الفضائل والمناقب.أؤكد لك أن موظفك الصغير الذي يخاطبك الآن لا يمكن أن يأتي يوماً من الأيام يسيئ لك بقول أو فعل مهما كان الثمن.. وفي الجانب المهني نحن وإياك موظفي دولة والعمل الوظيفي له قواعد وقوانين تكون هي الملزمة في الأداء والتعامل.نحن وإياك تفاجئنا بواقع جديد لم يكن في حساباتنا، وفي هذه الحال وجدنا أنفسنا ملزمين بالتعامل معه ليس أمامنا خيار ثالث.. وبكل تأكيد يختلف وضعنا عن وضعك تماما في حال تغيرت علينا المواقف والاختلاف من ثلاث جهات منصباً ومكانة اجتماعية وبيئة عمل تحكمها الصراعات.عملك الوظيفي لا يقدم ولا يؤخر في شيئ بالنسبة لمكانتك ونفوذك سواءً في قيادة الدولة المتمثلة بالرئاسة أو في القاعدة الشعبية المتمثلة وتحديداً في إقليم عدن الذي أنت أحد أبناءه الأفذاذ.على سبيل المثال نشرت قبل أيام محادثة مفبركة مزورة تحكي أني رددت على أم شهيد تطالب تذاكر سفر بكلام مسيئ لها ولرئيس الوزراء السابق والحالي، دافع علي من يعرفني وأساء إلي وتهدد من لا يعرفني من قبل.أذكر مرة في حقبة الدكتور أحمد عبيد بن دغر أساء إليّ أحد الناس فأقمت عليه الدنيا حتى جاء وأعتذر أحسست بقوتي حينها لكن الآن الوضع مختلف تماماً ليس أمامنا الا السكوت والدفاع عن أنفسنا بصوت خافت.واعتقد انه في هذا الموقف عرفنا من هو (حسين منصور) بالنسبة لنا.. لذا نحن نحاول فقط أن نعيش في مظلة دولة كيفما كانت لنعيش في كرامة دولة حتى ولو بلا وطن.عندما نتعرض للأهانة معناها لا كرامة ولا وطن وسيصبح من يعيش تحت سلطة الميليشات احسن حالاً منا على الاقل يعيش في وطن ولو بلا كرامة.. أتمنى أن تتفهم وضعنا جيداً وما أظنه خافٍ عنك.. ولك علينا في المجال الوظيفي ألا ننفذ توجيهاً دون أن توجه بتفيذه أنت أو من فوضته في غيابك أو نفشي سراً مع أنه لايوجد أي خلل في مسيرة عملنا منذ 2016 وحتى اليوم، والحمدلله كلها صفحات ناصعة البياض.ومع ذلك نكرر لك أننا نبادلك الوفاء والاحترام والمعزة والتقدير، وثق بأن ما يصلك إما مزور أو مفهوم خطأ.. وإذا شعرت بشيئ من تقصيرنا نحوك فهذا من طبيعة البشر يخطئ ويصيب.لا أخفيك سراً أننا وصلنا إلى حد الملل والاحباط ولم يعد تمسكنا بالعمل الوظيفي الا للأسباب التي ذكرتها لك أعلاه.. أتمنى كما وقفت معنا في البداية أن تقف معنا حتى النهاية.. والأيام دول، والتاريخ كفيل بذكر كل إنسان بما قدمه من خيرٍ أو شر.ختاماً.. هذا ما وددت كتابته إليك وهي أول رسالة بهذا المحتوى لمسؤول علينا رفيعأتمنى شاكراً قراءتها وإدراك معانيها.. دمت ودام الوطن الذي لانملك فيه موطن قبرٍ بألف خير.