تصاعدت المخاوف من تأثير الغارات الأميركية على الحوثيين في اليمن على أمن البحر الأحمر وحركة الملاحة الدولية، وسط قلق مصري من تراجع إضافي في إيرادات قناة السويس…
وتأتي هذه التطورات بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن عملية عسكرية “حاسمة وقوية” ضد الحوثيين، عقب تهديداتهم باستئناف الهجمات على السفن الإسرائيلية والمرتبطة بها…
ورغم التصعيد العسكري، يشكك خبراء في إمكانية أن تؤدي الضربات الأميركية إلى القضاء على الحوثيين أو الحد من هجماتهم. فقد أكد اللواء سمير فرج، الخبير العسكري، أن “الضربات قد تضعف الحوثيين، لكنها لن تقضي عليهم”، مشيراً إلى أن أي تصعيد عسكري في البحر الأحمر “سيؤثر سلباً على الملاحة وقناة السويس، التي تُعد المتضرر الأكبر من هذه التوترات”، وفق صحيفة الشرق الاوسط..
وحسب الصحيفة ذاتها، يتفق معه السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، الذي يرى أن “الضربات الأميركية ستزيد من حدة التوتر في المنطقة بأكملها”، لافتاً إلى أن الحوثيين “يعملون ضمن استراتيجية إيرانية، ما قد يجعل الضربات جزءاً من لعبة التفاوض بين واشنطن وطهران”…
سبق أن حذرت مصر من تأثر حركة الملاحة في قناة السويس نتيجة الاضطرابات في البحر الأحمر وباب المندب. وتشير التقديرات الرسمية إلى أن إيرادات القناة انخفضت بنسبة تجاوزت 60% مقارنة بعام 2023، ما أدى إلى خسائر تقارب 7 مليارات دولار خلال 2024…
وفي هذا السياق، أوضح اللواء محمد عبد الواحد، الخبير الأمني المتخصص في الشأن الأفريقي، أن “الضربات الأميركية ستزيد من حالة عدم الاستقرار، مما سيدفع شركات الشحن العالمية إلى البحث عن مسارات بديلة أكثر أماناً، وهو ما قد ينعكس سلباً على قناة السويس ويعمّق الأزمة الاقتصادية لمصر”. ..
وفي ظل استمرار التوتر، يرى المدون المصري لؤي الخطيب، عبر منصة “إكس”، أن التدخل الأميركي قد يفتح الباب أمام “صراع طويل الأمد في البحر الأحمر”، مشيراً إلى احتمالين لإنهاء الأزمة بسرعة: “إما أن تتمكن الضربات الأميركية من تدمير القدرات الاستراتيجية للحوثيين بالكامل، أو أن تضغط إيران للجلوس على طاولة المفاوضات مع واشنطن”…
وكان وزير الدفاع الأميركي قد صرح لقناة “فوكس نيوز” بأن الحملة العسكرية جاءت ردًا على “عشرات الهجمات الحوثية ضد السفن منذ نوفمبر 2023″، مؤكداً أن واشنطن لن تتهاون مع تهديدات الحوثيين، كما وجّه تحذيراً مباشراً لإيران لوقف دعمها للجماعة…
مع استمرار الضغوط العسكرية، يظل مستقبل الملاحة في البحر الأحمر غير واضح، إذ تعتمد تطوراته على مدى تصعيد الولايات المتحدة عملياتها، وردود الفعل الحوثية، وكذلك التحركات الدبلوماسية المحتملة لاحتواء الأزمة. وفي ظل هذا المشهد، تبقى المخاوف قائمة بشأن تأثير التوترات المتصاعدة على الاقتصاد العالمي، ولا سيما على قناة السويس باعتبارها شرياناً رئيسياً للتجارة الدولية…