أثارت تقارير متداولة عن توقف الدعم الإقليمي لليمن ردود فعل واسعة، وسط مطالبات بحل مجلس القيادة الرئاسي، الذي يُتهم بعض أعضائه بالفساد، ما أدى – بحسب مراقبين – إلى تعليق دعم دول إقليمية لليمن. وربطت تلك الدول استئناف دعمها بضرورة حل المجلس ومنح صلاحيات واسعة لرئيس الوزراء الدكتور سالم بن بريك، لإجراء تعديل وزاري شامل وتعيين كفاءات بعيدًا عن المحاصصة الحزبية.
وفي هذا السياق، طالب الصحفي عدنان الأعجم التحالف العربي بحل مجلس القيادة الرئاسي، مشيرًا إلى أن المجلس، منذ تشكيله قبل ثلاث سنوات، “لم يحقق أي إنجاز يُذكر”، في ظل تدهور العملة، وانقطاع الكهرباء، وتعثر جهود السلام. وأكد أن المجلس بات “مجرد أداة للتعيينات والصراعات على المناصب”.
وفي منشور آخر، قال الأعجم: “من يريد التظاهر فليتظاهر والعليمي ما زال هنا.. نغيّر المنكر الآن، لا بعد رحيله”، مضيفًا أن “العليمي بات يُحكم السيطرة على القرار، حتى أنه وافق على الإفراج عن قرارات تعيين نواب وزراء كانت محتجزة في مكتبه منذ عامين، مقابل التصويت على إقالة بن مبارك”.
من جانبه، قال الصحفي ياسر محمد الأعسم: “تغير رئيس الشرعية وتغير أكثر من رئيس حكومة، لكن البؤس مستمر والأزمات تتفاقم”، معتبرًا أن “النظام السابق عاد إلى عدن بكل أدواته ووجوهه القديمة”، وأن “الدولة لم تعد، بل حلت محلها طبخة فاسدة وفاشلة تقود البلاد نحو الهاوية”.
وتابع الأعسم: “العليمي يلوّح من سلم الطائرة ولا ندري لمن، يعيش نرجسية مفرطة إن ظن أن الشعب يبادله الثقة”، مؤكدًا أن زياراته الخارجية “مجرد بهرجة فارغة دون أي مكاسب حقيقية”.
وأشار في منشوراته إلى أن العليمي “يمر في شوارع عدن بحراستنا، ويقيم في معاشيق تحت حمايتنا، ومع ذلك يقود منظومة فساد تفقّر الشعب وتجوعه”، وهاجم ما وصفه بـ”تواطؤ بعض شركائه في السلطة”، الذين يبالغون في قمع البسطاء بدلاً من مواجهة أسباب الأزمة.
ودعا الأعسم القيادة الجنوبية إلى الوقوف مع الشعب، قائلاً: “عليها أن ترفع المعاناة عنه، وإن لم تستطع، فعليها على الأقل ألا تقمع الاحتجاجات الشعبية”، مضيفًا: “نعيش في أحقر حقبة سياسية، ولم يجرؤ مسؤول واحد على تقديم استقالته”، مطالبًا القيادات باحترام الشعب أو الاستعداد لمواجهة غضبه.
الصحفي فضل الجونة علق بالقول: “إسقاطهم واجب وطني، وإزالتهم ضرورة ملحة”، فيما رأى الناشط بومبارك ضياء المحورق أن “المشكلة ليست في العليمي وحده، بل في المحيطين به الذين يتمادون في حمايته والتقرب منه رغم معاناة المواطنين”.
أما الناشط صالح الشعيبي، فقد قال إن “مجلس القيادة سبب في انهيار العملة وتعطيل الخدمات وغيرها من الأزمات”، بينما شددت الناشطة منى الخدشي على أن “الحل بيد القيادات الجنوبية، وأول الخطوات أن لا تُقمع المظاهرات”، مضيفة أن “المصالح الشخصية غلبت على الواجب الوطني”…