كتب / عدنان حجر …
تتعامل جماعة الحوثي مع محافظة الحديدة، الواقعة على الساحل الغربي لليمن، بوصفها منطقة استراتيجية لا بوصفها مجتمعاً له حقوق وهوية، وفقاً لتقارير محلية وحقوقية، وسط تصاعد الانتهاكات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بحق سكان المحافظة، خصوصاً أبناء تهامة…
وتُظهر الممارسات اليومية للجماعة، وفقاً لمصادر ميدانية، نظرة استعلائية وعنصرية تجاه سكان الحديدة، تتجاوز الإطار السياسي لتلامس أبعاداً طبقية ومذهبية، في محاولة لإعادة تشكيل الواقع الاجتماعي والديني بما يخدم أيديولوجيا الجماعة…
وتُعد الحديدة بموانئها الرئيسية – الحديدة، الصليف، ورأس عيسى – شرياناً اقتصادياً حيوياً للجماعة، حيث تستخدم هذه الموانئ كمنافذ لتهريب السلاح والوقود، بالإضافة إلى كونها مصادر دخل كبيرة لا تخضع لأي رقابة محلية أو مركزية…
وفي الريف الساحلي والزراعي، تمارس الجماعة سياسات جباية قسرية بحق المزارعين والصيادين والتجار، تحت مسميات مثل “المجهود الحربي” و”دعم الجبهة”، إضافة إلى احتكار تجارة الأسماك والوقود، وفرض إتاوات على حركة النقل والبضائع…
وبحسب شهادات محلية، تستخدم الجماعة أبناء تهامة، لا سيما الفقراء، كمخزون بشري للتجنيد، بما في ذلك تجنيد الأطفال والطلاب بشكل إجباري. كما تم نقل مخازن السلاح إلى داخل الأحياء السكنية، ما يجعل المدنيين عرضة مباشرة للقصف، ويمنع كثيرين من مغادرة مناطقهم إلا بإذن مسبق من مشرفي الحوثيين…
تنظر الجماعة إلى أبناء تهامة، خاصة من الطبقات المهمشة، نظرة دونية، وتمنعهم من تقلد المناصب القيادية في الأجهزة الإدارية أو العسكرية. ويرتبط ذلك بما تصفه مصادر حقوقية بـ”التمييز السلالي” الذي تحتكره الجماعة للمنحدرين من السلالة الهاشمية أو العنصر القُرشي…
في الجانب الديني والثقافي، تسعى الجماعة إلى فرض هوية مذهبية دخيلة على النسيج التهامي، عبر نشر الفكر الزيدي – الإثني عشري، على حساب المذهب الشافعي السائد في تهامة. وتشمل هذه الجهود إغلاق المدارس والمراكز الدينية غير الموالية، وإجبار المعلمين على حضور دورات طائفية فكرية…
استغلال الموانئ والمواقع في التهريب والحرب الاقتصادية بفرض جبايات واستنزاف الموارد البشريةالاجتماعيتهميش واحتقار طبقي وعنصريالديني والثقافيطمس الهوية واستبدالها بهوية مذهبية دخيلة..
وتعكس هذه السياسات توجهاً ممنهجاً من قبل جماعة الحوثي نحو السيطرة على الحديدة ليس عبر إدارة عادلة وشراكة مجتمعية، بل من خلال إخضاعها العسكري والاقتصادي، وتفكيك نسيجها الاجتماعي والديني..