في نشرته الدورية المتخصصة SWP-WebMonitor رقم 47/2025 الصادرة بتاريخ 25 يوليو 2025، لفت المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، وهو من أبرز مراكز الفكر في أوروبا، أنظار الباحثين وصناع القرار إلى واحدة من أكثر القضايا الإنسانية إهمالا في اليمن، وذلك من خلال إشارته إلى مقال بعنوان شعب تهامة في اليمن قصة منسية تحت حكم الحوثي. المقال نشر على منصة فكرة التابعة لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وشارك في تأليفه الصحفيان عبد المجيد زبح وعبد الجبار سلمان، وكلاهما من الأصوات التهامية التي تنقل معاناة المنطقة بصدق ودقة.
المعهد الألماني أوصى بقراءة هذا المقال ضمن قائمته للمصادر المهمة لفهم أحد الجوانب المعقدة للأزمة اليمنية، خاصة ما يتعلق بالبعد الإنساني والسياسي في تهامة، وهي منطقة ساحلية غنية بالموارد تعيش أوضاعا مأساوية.
المقال يكشف سلسلة من الانتهاكات التي يتعرض لها أبناء تهامة، حيث وثق إعدام تسعة من أبناء المنطقة في سبتمبر 2021 بينهم قاصر، بعد محاكمات صورية وانتزاع اعترافات تحت التعذيب. كما يروي تفاصيل أحداث مايو 2024 التي شهدت اختطاف 11 من أبناء تهامة واتهامهم بالتجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل، إضافة إلى اعتقال أكثر من 60 شخصا في صنعاء تعرضوا للتعذيب والتشهير العلني بأسمائهم.
ومن بين الحوادث المروعة التي أوردها المقال، اختطاف امرأة تهامية تبلغ من العمر 45 عاما من مخيم نزوح في الدريهمي بمحافظة الحديدة في ديسمبر 2024، والعثور عليها لاحقا مقتولة في الصحراء وعليها آثار تعذيب. كما أشار إلى أن الألغام المزروعة من قبل الحوثيين تواصل حصد أرواح المدنيين، خصوصا النساء والأطفال، ما يزيد من مأساوية الوضع الإنساني في المنطقة.
المقال تناول أيضا إخفاق تنفيذ اتفاق ستوكهولم الموقع في 2018، والذي كان من المفترض أن يضمن انسحاب الحوثيين من الحديدة، لكنه بقي حبرا على ورق، تاركا سكان تهامة تحت الحصار والعنف المستمر.
بتسليط الضوء على هذا المقال، يسعى المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية إلى وضع مأساة تهامة في بؤرة الاهتمام الدولي، والتذكير بأن الصراع في اليمن لا يقتصر على جبهات القتال والسياسة، بل يمتد إلى حياة ملايين المدنيين الذين يجدون أنفسهم ضحايا الإهمال والتهميش والانتهاكات الممنهجة..