جلال احمد الشيباني
قال لي احدهم اكتب عن ايوب طارش احترت ، فكرت ، ذهبت بعيدا .
دارت برأسي صور وأغاني واناشيد كثيرة تبدو البداية غاية في التعقيد والصعوبة ويبدو الرجل اكبر من كل تفاصيلنا الأنسانية والكتابة عنه كمن يدخل محيطا بأكملة دون أن يمتلك أدوات الغوص في أعماق المحيطات.
لكنني سأغامر!!!! حدثت نفسي : يعيش ايوب طارش كل تفاصيلنا الانسانية منذ الصباح الباكر وحتى ذهابنا إلى النوم ويمسح كل أوجاعنا ويستمر معنا كحلم جميل نصحو على صوته مرددين (بكر غبش بالطل والرشاشي) يصنع أسم ايوب طارش لحنا مبهجا في حياة اليمنيين الحزينة.
يختلف اليمنيون على كل شئ في الحياة ويتحاربون على اتفه التفاصيل ولا يتفقون الا على ايوب طارش عبسي ، إنه مصدر من مصادر توحدهم الروحي على أمتداد أرضهم الفسيحة.
انه حلم الثورة وانشودتها البهية والصافية.
انه الشلال المتدفق من سفوح الجبال ليروي ظمأ ارضنا (ومكانني ظمأن) .
هو تعبير صارخ عن حلم اليمنيين الذي يسكن في أعماق أعماقهم في مسيرة البحث عن مساحات الحب والجمال الانساني البديع .
هو اكبر من كتاب ، واكبر من كل كلمات الدنيا انه نشيدنا الوطني الذي نردده كل صباح، وراياتنا الخفاقة التي ترفرف في أعالي السماء .
في هذا الصباح الذي يبدو جميلا من اوله .فتحت الراديو في الصباح الباكر على صوت ايوب طارش.
(الا معين يالله يارازق الطير ) شعرت بسعادة بالغة وقلت : (سحاب نفسي ظامئة وسحاب )كل أغنية من أغانيه تعتبر قصة من قصص الجمال الأنساني البديع .
تستوقفني اغنية (وطائر أمغرب ) كثيرا.
يمتد ايوب طارش على أمتداد مساحة اليمن كاملة فهو السهل والجبل، الحزن والفرح ، الغربةواللقاء ، الأرض والسماء والمطر ، الأمل والمستحيل ، الليل والنهار ،الثورة والعنفوان هو مدارب السيل التي تمنحنا الحياة والتجدد (وطاب البلس واعذارى طاب) .
هو كل شئ في حياة اليمنيينهو المساحة الخضراء الممتدة في حياتنا المجدبة (وإن أظماؤا روض زهري كنت الندى والظلال) وأن قال مهلنيش قلنا له بالفعل (مهلنيش بين السلى والافراح)حدثني صديقي العامل التهامي البسيط وقال : إن اغنية وطائر أمغرب تمسح كل ضجيج العالم من داخل رأسه قبل أن ينام وقال لي بصوت حزين : (دايم زماني انا بين امجفا وامغلايب ماذقت طعم أمسعادة) وتسألت انا كيف أستطاع ايوب منح كلمات الرائع علي عبد الرحمن جحاف كل هذا الأحساس الأنساني البديع ، تبدو اللحظة فارقة ، ويبدو اللحن عالم من صفاء الروح وتراتيل عشق تمنح العابرين الأمان والسفرخارج المكان .
لقد لملما معا كل أوجاع التهامي البسيط(من امخميس لا جبل راس) في سيمفونية انسانية بديعة ليصنعا لحنا جميلا يعبر عن كل أحلامه ووجعه.
قلت انا (وامقلب لا كد غوى ناخوك ماهاتساوي ) ورد على صاحبي التهامي الحزين بوجع أكبر (شيب وعاده شباب)….