ضع اعلانك هنا

قصيدة “ثورة الغضب”

قصيده بعنوان “ثـــــورة الغضـــب” لشاعر الثورة المرحوم صالح سحلول رحمه الله قالها أثناء العدوان الأميركي على العراق ونشرت عام 1992م

|إلهي لك الحمد الجزيل الذي وجب
| |على عبد مُخطئ اعترف بالخطأ وتاب |
|وبك نستعيذ من كلّ غاسق إذا وَقَب
| |ومن شرّ ما تخلق من الناس والدواب |
|أبو جبر قال النوم من اعينه هرب
| |وقلبي من الكربه تقطع ألم وذاب |
|ودمي نشف في الجسم وانهارت العصب | |وضاقت بنا الدنيا وآفاقها الرحاب
|

|فلا تسألوني يا عرب ما هو السبب
| |فتتفجر أورادي ويتفجر الإهاب
|
|فأنتم سبب آلامنا وانتو الذرب
| |ومصدر عيا القلب الذي داخل الحجاب
|
|ورغم الألم في قلب سحلول والكرب
| |فقد عاد شعري بعد أن طول الغياب
|
|فقلنا علومك قال حدد لي الطلب
| |فقلت احكِ لي من أول أحداث شهر آب |
|فألَّف قصيدة اسمها ثورة الغضب
| |ومعذور إن أخطأ ومشكور إن أصاب |
|بدأها بما قال فارس القوم والأدب
| |إذا مِتُّ ظمآناً فلا أمطرت سحاب
|
|عرب يا عرب قلدكم الله يا عرب
| |لماذا تضاربتوا وشططتوا الجراب |
|وأدخلتوا الأعداء إلى حائط العنب
| |وخليتوا الجندب صرب زرعكم صراب
|
|لصالح من أنفقتوا قناطير من ذهب
| |وعملات نقدية مبالغ بلا حساب |
|فما كان ضر الكاف لو أنه اجتنب
| |صراعه مع بغداد والفخر والعتاب
|
|لما كان غزو الجار للجار يرتقب
| |ولا كان أصاب الناس من الشر ما أصاب |
|ومش مشكلة لو أن مولى السمو وهب
| |عُشر عِشر مما راح وأرضى به الصحاب |
|وما كان ضر الغزو لو أنه انسحب
| |قبيل المعارك با يكون أشرف انسحاب
|
|لكان اغتنم حب الجماهير واكتسب
| |وقار الدول واسلم بلاده من الخراب
|
|وما كان أشرفنا لو القاده العرب
| |لحل القضية رفعوا الروس والرِّقَاب
|
|ولكن أصحاب الزعامات والرُّتَب
| |شبيه النعامة دسُّوا الروس في التراب
|
|لحتى السلاح الغربي أمريكي التهب
| |فأخرس لسان المدَّعي والذي أجاب |
|إذاً فلنقول هذا الذي ربنا كتب
| |لنا يا عرب والله يكتب لنا الثواب |
|أبيتوا تؤدوا شكر ما ربكم وهب
| |لكم يا عرب حتى استحقيتوا العقاب |
|وما هو بعاجز أن يصب العقاب صب
| |على من دعاه إبليس للشر فاستجاب |
|لصالح مَن التدمير والقتل في رجب؟
| |أحد أشهر الله الحُرُم أشهر المتاب |
|غلطتوا في المحسب وفرغتوا الجعب
| |ولم تحرزوا مكسب سوى الشتم والسباب |
|وناقتكم الدسمه حلبها الذي حلب
| |وعاد اللبن في شكل نيران والتهاب |
|فما أحقر المكسب وما أكثر التعب
| |وما أتفه المطلب وما أعظم المصاب |
|إذاً عظَّم الله أجركم يا أبا لهب
| |وأحسن عزانا والجزاء واحسن المآب |
|شرف بعضنا يُحمل على نعش من خشب | |وبعض العرب يرقص على نغمة الرباب |
|أخي التائه المعجب أنا وأنت في دبب
| |وكل العرب في سجن مالهش أي باب |
|فلا يضحك الأحدب على صاحب الكنب
| |وهو مثل أخوه يحمل على ظهره الزهاب |
|فمن يفرح أو يعجب إذا جاره انتكب
| |فلا بد له أن ينتكب أسوأ انتكاب |
|وصرف العرب من جيب واحد ومن مَسَب | |بصرف النظر عن ذاك هاشم وذا شهاب |
|مَن الرابح الأول من الحرب يا عرب؟
| |ألا إنها إسرائيل دون أي ارتياب |
|صليبية المطلب قريظية النسب
| |مجوسية المذهب أوربية الحساب |
|إذا ما خدمتوها وحققتوا الإرب
| |فلابد تكنسكم كما يكنس الذباب |
|ففي قلبها حقد أم حمَّالة الحطب
| |على حمزه القاتل أبوها اكبر الكلاب |
|فويل العرب من يوم شره قد اقترب
| |إذا لم يكن حاكمهم الشرع والكتاب |
|ويتوحدوا من خلف طنجه إلى حلب
| |وإن كانت الوحده لَمِن أصعب الصعاب |
|فحقد الصليبيين ذي طالما احتجب
| |كشف من خلال الحرب عن وجهه النقاب |
|وقلب الأسد عوَّد إلى ساحة الرّحب
| |بخيله وفرسانه وبالهجن والركاب |
|لأن التعاون بيننا غير مُستحب
| |وحب الزّعامه مصدر الشر والسياب |
|ومن أجل حب الذّات عِزَّ الشعوب ذهب | |وآمالهم وأحلامهم أصبحت سراب |
|وتاريخنا الأبيض مدى الدهر والحقب
| |تحول إلى تاريخ أسود من الغراب |
|كفتنا المقالات والخطابات والخُطَب
| |أنا لم أعد مؤمن بخطبة ولا خطاب |
|فأي الشعوب أسهم بماله وما كسب
| |لدحر الصليبيين إيمان واحتساب؟ |
|وأي الشعوب خاض القتال الذي نشب؟
| |وأي الشعوب أضرب عن الأكل والشراب؟ |
|وأي الشعوب الراكعه ثار وانقلب
| |على أعدائه أو حاول قيامه بانقلاب؟ |
|لأن الشعوب أضحت عبارة عن الجلب
| |ورعيانها أضحوا عبارة عن الذئاب |
|ورأي الشعوب مفقود والحكم مغتصب
| |بأسلوب إرهابي ودون أي انتخاب |
|صدق ما كذب من قال إن العرب جرب
| |ومن عيبهم لا يتقوا فعل ما يُعاب
|
|فلولا وثوب جيش العراق الذي وثب
| |لما كان بعد اليوم يحسب لنا حساب |
|ومهما العدو خرب وبالطائرات ضرب
| |مدنها وأنزلها مع أهلها تراب |
|فإن العروبة تعتبر كل ما اخترب
| |وسام الشرف والمجد للشيب والشباب |
|أخي في العروبة لا غرابه ولا عجب
| |مِن أرنب نراه اصطاده الباز والعقاب |
|ولا من سمك في البحر يصطاده الجلب
| |ولا من ضباء يصطادها القوس والنشاب |
|أنا مندهش من ليث تصطاده العُقب
| |فصيد العُقب للّيث من أعجب العجاب |
|ومبهور من عصر العلوم الذي ارتكب
| |جرائم وألقى العلم إرهاب واغتصاب |
|وحوَّل سلام الناس من سلم إلى شغب
| |ومن أمن واستقرار إلى خوف واضطراب |
|وعلمه وتعليمه على أعينه عصب
| |فأضحى الصواب عنده خطأ والخطأ صواب |
|وأضحى الذَّنَب في الرأس والأنف في الذَّنَب
| |وصار الثواب كالذَّنْب والذَّنْب كالثواب |
|لهذا السبب أمن البشر خاف واضطرب
| |وخاب الأمل في مجلس الأمن ثم خاب |
|فلا غرو إذا ما العالم الثالث انسحب
| |من المجلس الغربي وعنه ابتعد وغاب |
|فأمريكه المجلس وما قررت كتب
| |وتصويتها الأغلب ومندوبها النصاب |
|لقد فوجئ العالم بطاهش قذر وثب
| |شرس مفترس له ألف مخلب وألف ناب |
|غداً سوف يتحكم على ثروة العرب
| |ويلقي حقول أرض العرب للوحوش غاب |
|ويطرح بها مليون لوحة بها كتب
| |خطر يا عرب بترول ممنوع الاقتراب |
|ومادمت أسمع ضجة الغرب والصخب
| |عن الأمن أجيبوا يا وحوش الخلا الغضاب |
|فعندي سؤال اقبب من المر والعبب
| |يكمم ويخرس ألسنتكم عن الجواب |
|متى الأمن في أرض العرب يوماً استتب؟
| |أفي القدس أم في سهل لبنان والهضاب؟
|
|هل الأمن في غزه أم الأمن في النَّقَب؟
| |أم الأمن في أرض الخليج والعراق طاب؟ |
|هل الأمن معناه أن أمن الورى ارتعب
| |وأصبح مهدد بالبنادق وبالحراب؟ |
|هل الأمن معناه الصواريخ واللهب؟
| |أم الطائرات ذي سدت الجو كالضباب؟ |
|هل الأمن قتل أبناء فلسطين يا عَيَب؟
| |وإرهابهم والضرب والسجن والعذاب؟! |
|إذا كان هذا أمن فتباً لكم وتب
| |ومن صدَّق الأعداء له الويل والتباب |
|ومن ظن أن الشجب ينفع فقد كذب
| |فسيف الجهاد أمضى وأصدق من الكتاب |
|فماذا أفاد تنديد أو شجب من شجب؟
| |طوال (40) عام والعرب عاب قال واب |
|وأبناء فلسطين في مآسي وفي تعب
| |وفأس العدو في الروس والسيف في الرقاب |
|فهل من أمل في وحدة الصف يا عرب
| |وفي عودة القاده إلى الرشد والصواب؟ |
|وإلا فموتوا واذهبوا بعد من ذهب
| |وأموالكم تذهب ذهاباً بلا إياب |
|فلا خير في الثروات والمال إن جلب
| |لنا المسكنة والخزي والعار والخراب |
|نصلى على أطيب وأغلى العرب حسب
| |محمد حبيب الرب والآل والصحاب |
|فهم خير من جاهد وهم خير من غلب
| |جحافل أعاديهم وهم خير من أناب |

* * *

ضع اعلانك هنا