ضع اعلانك هنا

المغترب ليس قريبًا من أهله رداءة خدمة الإنترنت وحظر تطبيقات التواصل

المغترب ليس قريبًا من أهله

رداءة خدمة الإنترنت وحظر تطبيقات التواصل

 

سارة الخباط

 

 

 

 

من المعروف أن تقنية المعلومات ووسائل الاتصال الحديثة، أسهمت في تسهيل وتعزيز وتسريع إمكانية التواصل، وخاصة بين المغتربين والمهاجرين وعائلاتهم في بلدهم الأصلي.

 

ومع ذلك، يعاني المغتربون اليمنيون يوميًّا من صعوبات مزعجة في التواصل مع عائلاتهم في اليمن؛ وذلك بسبب مشكلة مركبَّة، سياسية وتقنية واقتصادية. ويمكن القول إن أهم ثلاثة عناصر في المشكلة هي ضعف البنية التحتية للاتصالات وفرض القيود لأسباب سياسية على تطبيقات التواصل الاجتماعي، والتكاليف العالية لخدمة الإنترنت في البلاد.

 

ويذكر التقرير الصادر عن منظمة سام، بعنوان “القيود المفروضة على خدمة الإنترنت في اليمن”، نماذج للقيود على الإنترنت، منها احتكار الخدمة من قبل المزود الوحيد للإنترنت “يمن نت”، وصولًا إلى التحكم بها من خلال الحجب والتصفية، وتضييق نطاق الخدمة، بالإضافة إلى رفع أسعار الباقات، والتشديد على ملاك “شبكات الواي فاي التجارية”، وغيرها من القيود التي أعاقت شريحة واسعة من اليمنيين، وحرمتهم من إمكانية التمتع بخدمة إنترنت مناسبة.

 

في أنحاء العالم، عندما يحتاج المغترب إلى التواصل مع أهله في بلده، كل ما عليه أن يفتح تطبيقات، مثل: الواتساب أو الإيمو أو الدو، ويتحدث معهم صوتًا وصورة بسلاسة وانسياب، ما عدا اليمن، فكثير من هذه التطبيقات محظورة من سلطات “الحوثيين”، بينما الاتصال المرئي الممكن فقط عبر تطبيقي google meet أو zoom، وهي ليست بسهولة وخفة التطبيقات المحظورة، إذ تتطلب روابط وإنترنت بسرعة عالية وتكلفتها أكبر، ونحن نعرف أنّ الوجه الآخر للمشكلة يتمثّل في ضعف شبكة الإنترنت.

 

تفيد التقارير أن سرعة الإنترنت في اليمن، هي من بين الأبطأ في العالم، حيث تأتي اليمن في المرتبة الـ134 من أصل 141 دولة من حيث ترتيب سرعة الإنترنت عالميًّا، وتأتي أيضًا في المرتبة قبل الأخيرة، تليها سوريا من حيث ترتيب سرعة الإنترنت في الدول العربية.

قيمة خدمة الإنترنت في اليمن مرتفعة جدًّا بالمقارنة مع رداءة الخدمة، وبحسب موقع كابل، المختص برصد أسعار الإنترنت في العالم، فقد رصد تكلفة إنترنت الهاتف المحمول في العام 2023 في اليمن، بمعدل 15.68%، وهي أغلى دولة عربية من حيث الأسعار، وقد كان هذا الرصد قبل دخول تقنية الجيل الرابع G4، كما تشير بيانات شركة يمن موبايل في موقعها الرسمي إلى أنّ سعر 1 جيجا بايت أقل من واحد دولار في إنترنت الجيل الرابع.

 

يقول عبدالله، وهو طالب يمني يدرس في تركيا، تعيش أسرته في مدينة تعز، لـ”خيوط”: “ضعف الإنترنت يسبب لي مشاكل نفسية؛ لأني أريد قضاء وقت طويل في الحديث مع أهلي، لكن للأسف لا أستطيع، لهذا أغلب تواصلي مع أهلي بالكتابة أو بتسجيل صوتيّ، نظرًا لضعف الإنترنت، وأيضًا ارتفاع أسعار الباقات بالنسبة لأسرتي”.

 

صعوبات متفاقمة

 

حالما يبدأ المغترب حديثه مع أهله، ينقطع الصوت مرات عدة، وكل جملة يتم إعادتها أكثر من ثلاث مرات، وإذا كان الأمر طارئًا، يضطر إلى تعبئة رصيد اتصال هاتفي دولي يكلفه مبلغًا فوق طاقته. وإذا أراد المغترب اليمني إرسال مقطع فيديو لأهله أو مجموعة من الصور، فقد تظل يومين معلقة إلى أن يتمكنوا من تحميلها، وأحيانًا يقولون له: “لا ترسل فيديو لأنه يستهلك رصيد الإنترنت بسرعة”.

 

من جانبها، تقول دعاء، وهي طالبة بكالوريوس تدرس في تركيا وتعيش أسرتها في حضرموت، لـ”خيوط”: “أغلب الأحيان أتواصل مع أسرتي عبر رسائل الواتساب، وأحاول الاتصال بهم عبر الزوم أو جوجل ميت، لكن بسبب ضعف الإنترنت أضطر أحيانًا إلى استخدام تطبيقات مدفوعة مثل السكايب للاتصال. أصدقائي من دول أخرى يتواصلون مع أهاليهم دون أي عناء، بعكسنا تمامًا”.

 

وبحسب أمّ أصيل، المهاجرة اليمنية في بلجيكا، فإنها تستخدم للتواصل مع أهلها في عدن التسجيلَ الصوتي أو الرسائل النصية عن طريق تطبيق الواتساب عندما يتوفر لهم الإنترنت، ولا تتصل بهم صوت وصورة إلا نادرًا جدًّا.

 

وتضيف: “في اليمن، للأسف يعانون من انعدام المقومات الأساسية للحياة، والنت إذا وُجد انعدمت الكهرباء والعكس”. المعاناة نفسها تواجه نسيم، وهي مغتربة يمنية في أمريكا، تقول: “مضى عليّ في الغربة أكثر من سبع سنوات، وإذا أردت التواصل المرئي مع أمي وأهلي في صنعاء، فإنه يلزم ترتيبات مسبقة واختيار الوقت الذي يكون فيه الإنترنت أسرع نوعًا ما؛ في الصباح الباكر، والكهرباء موجودة كي لا ينطفئ المودم أثناء الاتصال”.

 

تحسين البنية

 

تفيد التقارير أنّ سرعة الإنترنت في اليمن هي من بين الأبطأ في العالم، حيث تأتي اليمن في المرتبة الـ134 من أصل 141 دولة من حيث ترتيب سرعة الإنترنت عالميًّا، وتأتي أيضًا في المرتبة قبل الأخيرة، تليها سوريا من حيث ترتيب سرعة الإنترنت في الدول العربية، بحسب مؤشر سبيد تيست لسرعة الإنترنت حول العالم، الذي تُصدره شركة “أوكلا” الأمريكية. لهذا يواجه المغتربون صعوبة في إجراء المكالمات الصوتية أو الفيديو وإرسال الرسائل والصور بسرعة وبجودة جيدة. هذا يؤثر سلبًا على قدرتهم على التواصل الفعّال مع أهلهم ومشاركة اللحظات الهامّة في حياتهم.

 

من أجل تخفيف معاناة المغترب اليمني في التواصل مع الأهل، في ظل ضعف الإنترنت في اليمن، تحتاج الحكومة اليمنية إلى تحسين البنية التحتية للاتصالات وتعزيز الشبكات اللاسلكية، وتوفير خدمات الإنترنت بأسعار معقولة وسرعة عالية ومستقرة في جميع أنحاء البلاد.

 

•••

سارة الخباط

 

المادة خاص بمنصة خيوط

ضع اعلانك هنا