*نسخة مصححة*
امين عام الاشتراكي: هناك تحولات جرت في سياق الحرب عملت على تغيير مضمون التسوية السياسية المرتقبة
منشور برس / الاشتراكي نت
اكد الدكتور عبدالرحمن عمر السقاف، الامين العام للحزب الاشتراكي اليمني ان هناك عدد من التحولات جرت في المسارات الصراعية في سياق الحرب التي امتدت تسع سنوات عملت على تغيير مضمون التسوية السياسية المرتقبة لإنهاء الحرب في اليمن.
وتحدث خلال جلسة نقاش افتراضية حول “افاق التسوية السياسية في اليمن”، نظمها مركز صنعاء للدراسات Sanaa Center For Strategic Studiesالجمعة، عن عدة مسارات تحولية جرت في المسارات الصراعية في سياق الحرب التي امتدت تسع سنوات عملت على تغيير مضمون هذه التسوية ليس كما يحلم بها اليمنيون.س
واوضح ان التسوية ستأتي على قاعده الصفقة التي يمكن لها ان تتم بين القوى الخارجية المتنافسة في اليمن، سواء كانت السعودية او الامارات او ايران او بريطانيا او امريكا او لأسباب الغياب اليمني في ميزان القوى العسكري والسياسي سنظل نراوح في وضع اللا سلم واللا حرب، مع توقع اكيد من انفجار حرب مجددا.
وقال بأن السياق الذي سيحتضن هذا الصراع ايضاً عندما نأتي الى المرحلة الثالثة من خارطة الطريق، هو الحديث او التفاوض الذي سيناقش فيه شكل الدولة ومضمونها موضحاً ان هناك خارطة جيوسياسية جديده رسمت في اليمن، تم نسجها بذكاء خلال تلك الاحداث في تلك الاعوام التسع .
وتطرق امين عام الحزب الاشتراكي اليمني خلال الجلسة التي ادارتها الاستاذة ميساء شجاع الدين، الى وضع الشرعية وامكانية لملمة صفوفها، وامكانية انشاء تكتل سياسي يمني موسع للاحزاب والقوى الاجتماعية والمدنية كلها،والقضية الجنوبية، والتنافسات الاقليمية في اليمن، والوضع الحزبي الداخلي في الحزب الاشتراكي اليمني والدور الذي تلعبه المرأة في العملية السياسية وغيرها من الموضوعات.
وفيما يلي النص الكامل لمداخلة الامين العام:
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
* ميساء شجاع الدين: هل سيتم التوقيع على التسوية؟
د.عبدالرحمن عمر: الصورة كما تحدث عنها الاستاذ الدكتور ابوبكر القربي، ان الجميع ليست لديه معلومات وافية او كاملة مما يسمى بالتوقيع على خارطة الطريق والمكونة من ثلاثة مراحل
في الحقيقة انا اعيد هذا الامر إلى القوى السياسية كلها فهي لم تشارك في هذه المناقشات واقتصر الامر فقط على مجلس القيادة الرئاسي.
المشكلة ليست في مسألة التوقيع، فالأمر سيتم ، وسيتم التوقيع اليوم او غداً او لو تأخر حتى بعد شهر، لكن ما هو مضمون التسوية؟ هل هي تلك التي ترضي اليمنيين كلهم؟ او الطموح الذي كان لدى الجميع في 2016؟
انا اعتقد ان هناك عدد من التحولات جرت في المسارات الصراعية في سياق الحرب التي امتدت تسع سنوات وعملت على تغيير مضمون هذه التسوية، ليس كما يحلم بها اليمنيون، وسأذكر هنا ثلاثة او اربعة مسارات تحولية
المسار الاول: توقف المفاوضات اليمنية – اليمنية أو المباحثات اليمنية اليمنية التي تمت في الكويت .
المسار الثاني : جرت في عام 2017 تحولات كبيرة في مجمل جغرافية الصراع تمثلت في تقهقرات عسكرية بعد أن كانت قوات الشرعية قريبة من صنعاء ، ثم سقط في هذا العام التحالف الحوثي العفاشي، الامر الذي ادى الى استئثار انصار الله على مجمل القضايا التي هي في الطرف الاخر .
المسار الثالث : ظهور قوى سياسية وعسكرية جديدة في نفس العام في الجنوب، والاعلان عن قيام المجلس الانتقالي الجنوبي .
المسار الرابع : تم تبديل في العام 2017 المبعوث الدولي (ولد الشيخ) بضغوط شديدة مارسها الحوثيون (انصار الله)، وعين بدلا منه البريطاني (مارتن جريفتش) كما عين في هذه الفترة ايضاً نائب للمبعوث الاممي الذي هو معين شريم، وظهر صراع مكتوم بين دولة الامارات ومؤسسة الرئاسة في الشرعية اليمنية.
المسار الخامس : في العام 2018 ازدادت التدخلات الإقليمية في العملية العسكرية والسياسية في اليمن ومن ضمنها توقف المعارك على بوابات الحديدة الى نقطة معينة، اعقبه الذهاب الى ستوكهولم ، ما نتج عنه تعديل ملموس في ميزان القوى العسكري لصالح الحوثي.
وكانت كل تلك المسارات المستجده على طبيعة الصراع اليمني اليمني تؤسس في وجهه نظري الشخصية، رسماً لحدود وانصبة المصالح الحيوية سياسياً واقتصادياً بين دول التحالف العربي والمصالح الدولية الاخرى.
وفي ذات السياق ايضاً وفي فترة لاحقه تم انسحاب القوات العسكرية التابعة لحراس الجمهورية وقوات العمالقة الى الخلف، بامتداديصل لنحو 71 كيلو متر…
* ميساء شجاع الدين: لو تختصر يا دكتور..
د. عبدالرحمن عمر: سأختصر بنقاط معينة..
المسار السادس : من العام 2019 الى 2022 حصلت تحولات في ميزان القوى السياسي والعسكري في اصطفاف الشرعية، ادت إلى اعادة صياغة الادوار والاحجام والاوزان للاحزاب والمكونات السياسية وبالنظر الى هشاشة القوى السياسية والكيانات اليمنية انا اتوقع نقطتين فيما يتعلق بالتسوية
النقطة الاولى: ان هذه التسوية ستأتي على قاعده الصفقة التي يمكن لها ان تتم بين القوى الخارجية المتنافسة في اليمن، سواء كانت السعودية او الامارات او ايران او بريطانيا او امريكا وللاسباب التي ذكرناها سابقاً وما أدت اليه الى غياب اليمنيين في اتخاذ القرار ، فإن المراوحة في وضع اللاسلم اللاحرب قد يمتد طويلاً مع توقع انفجار الحرب مجدداً .
اما السياق الجديد والذي سيحتضن هذا الصراع ايضاً بتشابكاته الداخلية والخارجية ، اعتقد أنه سيكون في المرحلة الثالثة من خارطة الطريق عند المباحثات او التفاوض الذي سوف يُناقش فيه شكل الدولة ومضمونها .
نستخلص من كل ذلك ان خارطة جيوسياسية جديده رسمت في اليمن، ولا تزال مستمرة تم نسجها بذكاء خلال تلك الاحداث في تلك الاعوام التسع التي مرت .
* ميساء شجاع الدين: دكتور عبدالرحمن السقاف الاستاذ عبدالله نعمان كان اقترح في مداخلته، انه الشرعية تمتلك الخيار انها لا توقع على الاتفاق، او انها حتى لو وقعت الاتفاق فانها تحتاج ايضاً الى اعادة تنظيم قواها هل تعتقد ان هذا ممكن؟ انها تعيد تنظيم نفسها بعد ثمانية سنوات من الصراع الداخلي داخل هذا المعسكر؟ معسكر خصوم الحوثي؟
د. عبدالرحمن عمر:الإجابة على هذا السؤال يحتاج ان نتناوله من مداخل كثيرة وليست اجابه اوتوماتيكية لمعرفة انها قادرة او غير قادرة، واقصد بذلك النقطة الاولى اذا تم التوقيع على خارطة الطريق، واتخذت المملكة العربية السعودية وضعية الوسيط بين اليمنيين هذا يعني انها نجحت في جعل الحوثي يتفاوض مع الشرعية لأنه هو اصلاً كان رافض من البداية ان يتفاوض مع الشرعية، او يتفاوض مع طرف يمني، باعتبار انه قد حسم امر الحرب لصالحة ، وانه من ناحية موازين القوى هو الاعلى والاقوى .
لكن ان تتخذ دور الوسيط فيها مسألتين:
المسألة الاولى : ان السعودية نجحت في التفاوض مع الحوثي ووفقاً لخارطة الطريق المقدمة من قبلها وتمكنت في ذات الوقت أن يقبل الحوثي بالتفاوض مع الشرعية وهذا موضوع ذو أهمية .
المسألة الثانية: ان تكون المملكة العربية السعودية وسيط هذا لا يعني ان تعزل نفسها او تمارس سياسة انعزالية تجاه اليمن، لأن الامن القومي لليمن وللمملكة العربية السعودية، فيه تداخلات كبيرة، الامر الذي لا يجعل أياً منهما يقول للأخر (باي باي)، هي صعبة من الناحية الموضوعية
هناك موضوع آخر ايضاً.. والذي نادى به الدكتور القربي، وقصده لابد من القيام بتحالفات او تجمع او تكتل سياسي يمني موسع يتجاوز الاحزاب حتى الى القوى الاجتماعية والمدنية كلها، ويتأسس لعملية انقاذ كما اشار اليه .
ومن المهم في هذا الصدد ايضاً في طرحه ان هذا التكتل ممكن يقوم على اساس برنامج معين، وليس ضد خصم محدد، الا اذا كان طرفاً ما اصّر على نفسه ان يكون خصم للجميع .
ممكن بمؤازره هذا النوع من التكتل السياسي ربما تستطيع الشرعية ان تفعل أي شيء رغم ان الوقت قصير جداً .
* ميساء شجاع الدين: فيما يتعلق بالجنوب الإشكالية الإقليمية طبعاً في الجنوب تبدو حادة وواضحة وحضرموت هي آخر الساحات .. التوتر السعودي الاماراتي.. ايضا المهره فيها نفوذ عُماني.. فيها بعض التنافس العُماني السعودي.. يبدو الجنوب ساحة لتجاذبات اقليمية كثيرة.. هل ممكن حماية الجنوب من هذه التوترات الإقليمية؟
د. عبدالرحمن عمر: اولاً سواء كانت القضية الجنوبية او الوضع السياسي عموماً في اليمن، داخل ضمن تنافسات اقليمية.. هذا امر لابد من أخذه في الاعتبار، لان الحضور في حضرموت في المهره للدول الإقليمية وبشكل تنافسي وصراعي وارد وموجود
وأي تنافس غير مضبوط بأهداف تراعي مصلحة الامن القومي في اليمن، سوف يصنع فوضى.. هذا امر مؤكد.. ولن ينجو منه احد.. وانا هنا مع التعقيدات التي قالها الاستاذ عبد الله نعمان في ان اهميه الموقع الاستراتيجي لليمن يحمل وجهين، وجه ممكن يرسخ السلام، ووجه آخر ممكن يصنع الفوضى.. الموقع الاستراتيجي لليمن موقع خطر.. فصناعة اي فوضى فيه تحت أي مبررات سوف يصيب بالضرر صانعية .
الان القضية الجنوبية او قضية شعب الجنوب، اصبحت مؤكده سياسياً واصبح لها وزن سواء كان ضمن موازين القوى السياسية والقوى العسكرية
فمتى ما وجدت هذه القضية تفهم من قبل القوى والاحزاب السياسية مجتمعه او منفرده وبشكل ايجابي، ستكون القضية الجنوبية هذه مدخل الى السلام في المنطقة كلها بشكل شامل، مع الاخذ في الاعتبار انه من الصعب جدا اليوم تجاوز المجلس الانتقالي لانه يمثل وزن سياسي وعسكري مُعتبر .
والاشياء التي تحصل في محافظة حضرموت او تحصل في محافظة المهره او اي محاولات لبناء او اعداد استعجالي لقوى سياسيه اخرى لمواجهته، مساله لن يكون لها أي حظ من النجاح
وبالتالي التعامل مع هذا المجلس بطريقة تتبنى فيها خصومات ضده او تضعه في اصطفاف (مع الامارات وحسب) لهذا الغرض أمر غير سليم .
فالامارات نعم بالتأكيد تدعم هذا المجلس باكثر مما تدعم غيره من القوى ، وهذه مسألة جداً طبيعية.. فاي قوى داخلية في وضع صراعي تبحث لها عن اسناد او عن شيء من هذا القبيل .
لكن ما نشير اليه الان انه من الصعب الان تجاوز هذا المجلس الانتقالي بما يمتلكه من وزن سياسي وجماهيري وعسكري.. والان هو قد نجح حتى في اثبات قدرته على مكافحة الارهاب بشكل كبير، واستطاع ان يجعل من الجنوب امتداد جغرافي واحد بدلا من تقطيعه ببؤر إرهابية .
انا شخصياً في وجهه نظري أرى انه لابد من اعاده النظر للتعامل مع المجلس الانتقالي ليس على أساس خصم.. بل على أساس انه يشكل نقطة مهمة في ميزان المعادلة في الوضع السياسي اليمني ككل.
* ميساء شجاع الدين: لكن هل هذا ممكن؟ المجلس الانتقالي حالياً جزء من الحكومة وجزء في مجلس الرئاسة لكنه ايضاً يطالب بدولة مستقلة بما يتناقض مع مرجعية الدولة اليمنية ككل.. هذه نقطة.. ويتناقض حتى مع مرجعية العمل السياسي ككل.. وهذه اشكالية كبيرة عندما تتكلم على مطلب يتناقض كلياً مع هذه المرجعية فعلى أي أساس ممكن يكون في توافق؟اضافه الى هذا وهذه مشكله يمكن في القوى السياسية كلها وليست فقط في المجلس الانتقالي.. وهي مسألة (رجل في المعارضة ورجل في الحكومة) ان اكون انا جزء من السلطة وانتقد السلطة التي انا جزء منها.. لكن مشكلة المرجعية هنا اعتقد انها تفرض نفسها.. انه على أي أساس ممكن الاتفاق او التوافق مع او التفاهم مع في الوقت الذي المرجعية كلها تختلف؟
د. عبدالرحمن عمر: الحقيقة كما فهمت انا.. وكما كنا نناقش نحن احزاب التحالف الوطني الداعمة للشرعية مع الأخوة في المجلس الانتقالي من باب احياء الشراكة مع بعض.. ثمة تعديلات في الرؤية السياسية لديهم، ناتجه عن الممارسة الواقعية للسياسة، ونتيجة للخروج من حالة الشعبوية في ممارسة السياسة وممارستها كحالة ثورية في سياق عمل سلمي وجزء من الدولة .
في (تشا تام هاوس) لندن مثلاً، شارك فيها رئيس المجلس الانتقالي الاخ عيدروس ووجد ان هناك ثلاثة معطيات، اما ان يكونوا ضمن دولة اتحادية او بالعودة الى الدولة السابقة قبل الوحدة او ضمن دولة واحدة في اليمن وهذا طبعا سوف يستدعي الاستفتاء.. هو لم يعد فقط ( المجلس الانتقالي ) يرفع شعار واحد في هذا الجانب، وهذا ما يجعل من القوى السياسية ان تتحدث معه وتقترب منه، لان الممارسة الحقيقية للسياسة على الارض وعندما تتحمل المسؤولية يضعك امام تصورات اخرى غير التي كانت في ذهنك.
جانب اخر مما ذُكر يذكرني بأحد الغربيين عندما تحدث عن الاعلام في اليمن وقال ان هذا الاعلام ليس إعلام للناس بالحقيقة هذا اعلام روائي يختلق الاحداث ويختلق المواقف..، ولهذا فكثير مما يقال هو غير صحيح او لا وجود له والكل يتعامل بنفس الشكل للأسف الشديد .
* ميساء شجاع الدين: فيما يتعلق بالاحزاب من الداخل.. هل الحزب الاشتراكي قام بمراجعة والاشتراكي كانت له تجربة مراجعة بعد 86م لكن هل قام الحزب الاشتراكي حالياً بمحاولة لإعادة ترتيب اوراقه من جديد خصوصاً ان الحزب الاشتراكي كان عنده عبء انه يمثل الجنوب.. وحاليا يبدو ان المجلس الانتقالي سحب البساط من تحته.. ويبدو الحزب ليس في احسن حالته؟
د. عبدالرحمن عمر: أريد ان الفت نظر الدكتور القربي عندما تحدث عن الاحزاب في مداخلته الاخيرة، ذكر الاحزاب فقط التي منشأها من الشمال واغفل ذكر الحزب الاشتراكي
على اية حال نحن جزء لا يتجزأ من الحركة السياسية الوطنية اليمنية، وفي سياقاتها لدينا مسؤولية سياسية وأخلاقية خاصه بشأن القضية الجنوبية ولا نتجاوزها طبعا، هذا امر مهم معرفته.
انعقد مؤتمر الكونفرنس الحزبي للحزب الاشتراكي اليمني في ديسمبر 2014 في معمعه الصراع الذي كان جاري وبالعودة الى وثائقنا نحن لا نقوم بالرجم بالغيب لا.. بالعودة الى وثائقنا ستجدون كل ما حذرنا منه حصل ، وكل ما حذرنا منه ايضا اثبتته الاحداث.. ولا نقول هكذا تبجح بالإمكان العودة الى وثائقنا خلال الفترة السابقة .
مثلا من الاشياء المهمة نحن كنا طالبنا بضمانات لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وتم مع الاسف التحايل عليها من الاحزاب القوية حين ذاك وادى الى انفجار الاوضاع بالعنف .
*ميساء شجاع الدين مقاطعة: عفواً يا استاذ عندي سؤال مهم هنا.. الحزب هو اكثر من مسالة التنظير يعني هذا حزب عليه ان يقوم بفعل سياسي ما علاقتكم بالكوادر؟ الحزب يمتلك كوادره في الشمال وفي الشرق وفي الجنوب في كل مكان.. ما هي قدراتكم على لملمه هذه الكوادر وفي ظل هذا الوضع وانتم لا زال عندكم القدرة على الحركة في بعض المناطق في اليمن؟
د. عبدالرحمن عمر: التنظير هو ممارسة السياسة بإضفاء بعد المعرفة فيها..
* ميساء شجاع الدين: اكيد وهذا وظيفة مركز صنعاء ايضاً
د. عبدالرحمن عمر متابعا: ولكن هناك من يمارس السياسة بعيداً عن التنظير (عن المعرفة) وهناك من يمارس السياسة بناءّ على مصلحته الذاتية الخاصة
وهذه هوية خاصة بالنسبة لنا موجودة.. نحن الان نعمل على انعاش الحياة الحزبية الداخلية ولو تتابعي فسترين منظماتنا الحزبية تنشط باستمرار في معظم المحافظات.. كوادرنا تشارك في كل اللقاءات التي تعقد في الخارج ضمن الورش التي تقوم بها منظمات دولية واخرى.. ونحن حاضرين سياسياً مع كل تحالفاتنا الموجودة في تحالف الاحزاب الوطنية لأننا نؤكد تماما انه لا يمكن لحزب وحده ان يعمل اي شيء في الظروف التي تمر بها البلد
وانا مرة قرأت لك عبارة جداً ممتازة وانا استخدمها دائماً وهي (عندما تسقط الدولة تغيب السياسة وعندما تحضر الدولة تحضر السياسة ايضاً) ونحن احزاب سياسية اليوم لا احد يستمع لك…
* ميساء شجاع الدين مقاطعة: لكن انتم مناط بكم مهمة استعادة الدولة حالياً؟
د. عبدالرحمن عمر: طبعاً.. طبعاً.. نحن الان نعمل على تنشيط علاقتنا بالمنظمات النقابية والمنظمات الجماهيرية وننسج علاقات مع منظمات المجتمع المدني وهذا عمل سوف يستغرق وقت
الى جانب اطروحاتنا التي قمنا بها وذكرها الاستاذ عبد الرزاق ايضاً في انشاء تكتل وطني شامل
يشترك رفاقنا ورفيقاتنا في الدورات التدريبية.. لكن مشكلتنا ان عندنا ضعف الجهاز الاعلامي.. والجهاز الاعلامي طبعا يحتاج الى اموال ضخمة.. والاموال الضخمة طبعاً لا تتوفر في الداخل.. ونحن لا نريد ان نمد ايدينا الى احد في الخارج.. وبالتالي نحن نطمئن الكثير ان الحزب الاشتراكي بالتأكيد سيمارس دوره مع بقيه الاحزاب الوطنية في البلاد.
* ميساء شجاع الدين: هناك سؤال من أسئلة الجمهور حول النساء اين النساء من هذا كله؟
د. عبدالرحمن عمر: طبعاً موقف الحزب الاشتراكي من المرأة معروف.. هو ليس عنده انحياز ايديولوجي ضدها ، نحن اقرينا في المؤتمر العام الخامس واسميناه تحت عنوان (التحيز الايجابي للمرأة) اقرينا ان يكون حضورها 30% على مستوى الهيئات القيادية كلها.. طبعا في ظروف الحرب لم يتحقق تنفيذ ذلك بشكل كامل، عندنا الان الاخت جوهره حمود وهي وزيره سابقة في حكومة باسندوه ممثلة للحزب، هي الان الامين العام المساعد للحزب، وهي الآن تقوم بعمل الاشراف على الأمانة العامة وعندما يغيب الامين العام ترأس اجتماعات الأمانة العامة في وضع الامانة العامة الحالي.. عندنا ثلاث رفيقات في المكتب السياسي وعندنا كذلك 65 امرأة في اللجنة المركزية.. واختصر المسافة.. على المستوى الادنى سكرتيرة منظمه الحزب في مديريه تبن بلحج إمرأة.. وسكرتيرة منظمه الحزب في فوه في حضرموت كذلك امرأة.
* ميساء شجاع الدين: وهو الاهم المستوى الادنى ايضاً لا يقل اهمية؟
د. عبدالرحمن عمر: نعم هو الاهم لان هناك يحصل الصراع والاحتكاك اليومي بالمجتمع
* ميساء شجاع الدين: شكراً جزيلا كان ختامه مسك مع النساء طبعاً
د. عبدالرحمن عمر: سكرتارية محافظه تعز ايضاً توجد لدينا رفيقات في سكرتارية المنظمة الحزبية واتحاد الشباب الاشتراكي في تعز الذي شكل مؤخرا طلع 75% من قياداته من النساء.