ضع اعلانك هنا

المهمشات الاكثر عرضة للتحرش الجنسي في اماكن العمل

المهمشات الاكثر عرضة للتحرش الجنسي في اماكن العمل

 

محمد عبده سعيد

كانت الساعة تشير إلى الثامنة والنصف صباحاً ، كانت وزيرة تقف في جولة العواضي تقوم بعملها في تنظيف الشوارع ورفع المخلفات منها ، بينما هي تؤدي واجبها مر بجوارها شابان ينظرون إليها نظرة جنسية ، لم تعرهم اهتمام واستمرت في عملها لكنهم تمادوا اكثر واطلقوا السنتهم عليهم قاموا بالتحرش بها لفظياً بكلمات خادشة للحياء ، بل تمادوا اكثر طالبين منها قضاء ليلة معاهم وحاولوا لمس جسدها .

لم تكن وزيرة وحدها في ذات المكان بل تكتظ الجولة بالناس العابرين وكان بعضهم يسمعون تلك الكلمات النابية تخرج من افواه ذلك الشابان لكنهم لم يحركوا ساكنً بسبب النظرة الدونية من قبلهم لوزيرة وطبقتها كما تقول حتى انها كانت تحاول الاستنجاد باحدهم عسى يجيبها لكن كانت تعرف ردة الفعل مسبقاً .

يشكل المهمشون نسبة 12 ٪ من نسبة سكان اليمن بحسب تعداد السكان في العام 2004م ، يتوزعون في مختلف مناطق اليمن ، لكنهم يتواجدون بكثرة في المناطق الجنوبية والوسطى والساحلية .

النساء اليمنيات تواجه المراه التحرش الجنسي بشكل يومي في اماكن العمل او في الشارع لكن تبقى المراه المهمشة الاشد ضعفاً في المجتمع ، لا تستطيع حماية نفسها او الاستقواء باهلها او قبيلتها لحمايتها ، وبهذا تكون المراه المهمشة بكل حركاتها للتحرش الجنسي طيلة اليوم ، بسبب تواجدها في الشارع طلية اليوم ولساعات متاخرة من الليل بسبب طبيعة عملها في تنظيف الشوارع ورفع المخلفات .

إلى جانب وزيرة وليلى تقول فائقة قاسم إن قريبة لها كانت تعمل في إحدى المرافق الخدمية الخاصة في مدينة تعز كعاملة تنظيف وتتقاضى على ذلك العمل مبلغ زهيد تعيل بها طلفتها البالغة من العمر سنتين والتي تركها والدها دون مصروف بسبب انفصاله عن امها .

تقول فائقة إن قريبتها كانت تتعرض وبشكل مستمر للتحرش الجنسي من قبل الزوار إلى المرفق او من قبل العاملين فيه ، بل ان احدهم حاول الاعتداء عليها جسدياً لكنها تمكنت من إنقاذ نفسها عبر الصراخ ، واضطرت بعدها إلى ترك العمل هناك رغم حاجتها الماسة له .

التحرش الجنسي في اماكن العمل لا وجود لقوانين تجرم التحرش الجنسي لكن هناك مواد في القانون اليمني وهي رقم 270 و 274 من قانون الجرائم والعقوبات تقول إنه على من اتى فعل فاضح او مخالفاً علانية يحكم عليه بالحبس مدة لا تزيد عن ستة اشهر او بالغرامة المالية ، وتزيد مدة الحبس لتصبح عام إذا تم إجبار المراه علو القيام بامر غير اخلاقي

ليست الشوارع وحدها من تتعرض فيها المراه المهمشة للتحش فيها ، بل حتى تصل المضايقات إلى منازلهن البسيطة ، تقول في السياق ليلى احمد سيف ، من سكان عصيفرة تعز إن المضايقات والتحرشات بهن وصلت إلى منازلهن المكونة من طرابيل وكراتين ، يمر ما تسميهم ليلى بالقبائل بالقرب من منازلهن فيحاولون الاعتداء عليهن جسدياً ويطلقون الشتائم والالفاظ النابية تجاههن .

رغم وجود قوانين في الدستور اليمني تجرم الافعال الفاضحة والخادشة للحياة لكنها تستثني منها المهمشات حيث لا تستطيع المراه المهمشة او اسرتها حماية نفسها من التحرش او الاعتداء عليها من قبل المجتمع المحيط بها بسبب النظرة الدونية لها ولنا في قضية الطفلة رسائل عبدالجليل التي تتنمتي لتلك الفئة مثال ، حيث تعرضت رسائل للاغتصاب من قبل عدد من الشبان في منطقة الكلائبة بمحافظة تعز قبل سنوات ، وتم رفع قضية قد الجناة بعد ان تحولت القضية الى قضية راي عام ، لكن اسرة رسائل تعرضت للتهديد بالتهجير من منطقة الكلائبة إذا لم تتنازل عن القضية ، وهو ما يؤكد عدم نزاهة المجتمع والامن والقضاء اليمني وعنصريته والذي وقف في صف الجناة .

بامر قضائي تم الإفراج عن اربعة اشخاص من المغتصبين وتم إحالة الخامس إلى المحكمة ثم بعدها تم عقد جلسة صورية ، افرج على إثرها المتهم الخامس بالضمان رغم ثبوت الادلة عليه ، وذلك بسبب إن المتهمين لديهم نفوذ قبلي ، وان والد احد المتهمين يطلق عليه شيخ قلبي في المنطقة.

وستظل النساء اليمنيات المهمشات الاكثر عرضة للتحرش الجنسي والاعتداء في ظل مجتمع تسوده الاعراف والتقاليد الاجتماعية المختلفة التي تصنف المجتمع إلى طبقات متفاوتة الحقوق والواجبات والحماية والمواطنة .

ضع اعلانك هنا