ضع اعلانك هنا

في رحاب أحمد الجابري

في رحاب أحمد الجابري

 

من الشعراء الغنائيين القلائل الذي يولد اللحن من رحم قصيدته وكأنه قال القصيدة بلحنها ذلك اللحن الخالد الذي حفره في وجدان اليمني البسيط وهو المجدد في كتابة الأغنية اليمنية بلون خاص

 

من كتاباته :

أخضر جهيش مليان حلا عديني

بكر غبش شفته الصباح بعيني

 

في رحلة غرامه المليئة بالهجر والتناسي يلقى شاعرنا طيرا حزينا يخاطبه :

طير اشبك تشتكي قل لي أنا مثلك غريب

كلنا ذقنا هوانا واكتوينا باللهيب

 

لكن الصبر والرضا بالمكتوب هو الملجأ الذي يتحتم عليه دخوله

فيقول

غصب عني ايش اسوي كل شي قسمة ونصيب

أنت عارف ايش بقلبي أنت ياللي مش غريب

كان هوانا حب جارف والدموع كانت عذاب

 

وفي عالم الليالي الموحشة المصحوبة بآهات الجابري واشتياقه لعرائس اللحن يقول :

ياعاشق الليل ماذا أنت تنتظر

نامت عيون العذارى واختفى القمر

تسامر النجم والاطياف حائرة

تحوم حولك لاتدري فما الخبر

 

لكن شاعرنا كان دائماً عنده أسلوب النصح لمن يحب مثله أو لمن سيحب

كفكف دموعك ان الحب تقتله

هذه الدموع على هذيك تنحدر

واصدح به الليل أنغامًا مجنحة

فالحب هذا الذي يشدو به البشر

 

والى محبوبه في صنعاء يرسل أشواقه مع طير

 

ألا ياطير لو تندي الجناح

باشله يوم وباحمل به الجراح

الى المحبوب في صنعاء غزاله في الجبل يرعى

يعدد في النجوم تسعة وماحد منهم سمعه

 

وعلى لسان المرأة الريفية التي هجرها حبيبها للعمل في عدن تلك الايام وهي معاناة ام يفك شفراتها ويتكلم بها الا شاعرنا يقول

عدن عدن ياليت عدن مسير يوم

شاسير به ليلة ماشرقت النوم

مر الغمام قالوا عدن قباله

لو به جناح شاطير اشوف خياله

 

وفي السبعينات عندما وصل الجابري إلى تعز اتصل به صديقه الشيخ محمد علي عثمان ليخبره أن الفنان أيوب طارش يريد منه أن يكتب أغنية على وزن أغنية الفضول (وافي العهود) لتكون بديلة لها فكتب الجابري أغنية أشكي لمن

 

أشكي لمن وانجيم الصبح قلبي الولوع

لاذقت راحة ولاجفت بعيني الدموع

من حين غاب خلي واعذابي أنا

والشوق ذائب بقلبي في حنايا الضلوع

 

وفي مناجاة الصبايا على آبار الماء يكتب الجابري هذه الرائعة التي ابدع أيوب في تلحينها والتي مالبثت الى أن سكنت في قلب كل يمني :

 

واصبايا فوق بير الماء والدنيا غبش

من يسقي في الهوى قلبي ويروي لي العطش

لاجل روحي ترتوي بالحب رشني رشش

واسكبين العطر من قطر الندى الندى حالي الورش

 

وفي سبيل اللوعة والشوق والوفاء يكتب ينظم كلمات تشبه اللؤلؤ المنضود ويبدع كالعادة أيوب في تلحينها

 

خذني معك وياحبيبي شاتبعك خذني معك

خذ من عيوني ماتشاء شافديك بروحي يارشا

كيف شافرقك وانت الذي ساكن بقلبي في الحشا

ولعت قلبي في الهوى واضنيتني في ذا الجوى

هالك بحبك ماعليك ظامي حبيبك ماارتوى

 

وفي رائعة (ايش معك) ينظم الجابري هذه الكلمات التي استعاد بها ذكريات أسى رحلة العمر والطريق الحزين الذي مر به فيقول :

ايش معك تتعب مع الأحباب ياقلبي وتتعبنا معك

لاالضنا يروي ضما روحي ولاالدنيا بعيني توسعك

لامتى شاصبر وانا أجري وراء حبك أطيعك وأسمعك

ايش بقى لي في الهوى غير الشجن زاد يلوعني معك

 

عاصم العسالي

ضع اعلانك هنا