ضع اعلانك هنا

قراءة المدن تستنفذ الروح، لكنها تعمل ترجيع للملاح، ثمة بياض يتدفق يشعرك بعض الدفء

قراءة المدن تستنفذ الروح، لكنها تعمل ترجيع للملاح، ثمة بياض يتدفق يشعرك بعض الدفء

 

في الطريق إلى “بروسلي” تنتابك حالة قلق بعد عبور “رأس مربط” إذ هذا المربط ترسو فيه سفن الزيت العالمية للتزود بالوقود وعلى مقربة منه رصيف السياح حيث تتالى الوفود لتطالع العروسة وحسنها الفتان.

على تلة صغيرة يقع القصر المُدور-دار الرئاسة في نهاية الشارع على اليسار يقع مقر اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني حالياً مقر قيادة المنطقة العسكرية الرابعة على اليمين منتجع العروسة، يتصل الشارع بساحل جولد مور مايسمى الساحل الذهبي.

بروسلي تبدأ عند بوابة “الفتح” هذا المعتقل الرهيب الذي شيدته بريطانيا “الداخل مفقود والخارج مولود” آخر النفق لا ضوء ولا ملاذ إلا “فتح من الله ونصر قريب. ”

أسلم الرفاق مسميات كُثر بمقابل حي لينين وبروسلي وقد ذهبوا لأسطرة القوة مثلاً معسكر الدروع اتخذوا له اسم “صلاح الدين” القاعدة الجوية والمطار العسكري “قاعدة بدر” “مُعسكر طارق” وهذا الذي قال عنه الرفيق علي عنتر أن موسكو أصغر من معسكر طارق عندما وصفوا له موسكو من نافذة الطائرة.

أعلى رأس مربط منزل الرئيس علي ناصر محمد ومحمد علي أحمد وأحمد مساعد حسين والتلاتة أبطال مقصلة 13 يناير الدموية.

يعوم بحر البنفسج كما لو يتجدد الأريج تعبق هنا سوسنة الفجر تورف في عنان السماء والسنا زهر الروح وقد تسامى الخمر والعطر أعناق الرجال حينما شربوا الموت والميلاد وقت إندلاع القتال.

ذهبوا ولم يعد منهم أحد.!

لا أحد يجروء على الاقتراب من الفتح جميعهم يتذكر مشاهد مأساوية ويفتح على نفسه باب الجحيم من يقلب أوراق الفقد ويستعيد مشاهد الصراع.

منتجع العروسة صار في لحظة فارقة منتجع للموت اشتعل البحر قبل البر والجو كذلك اقلعت طائرات الزمرة اليسار الانتهازي بتوصيف إذاعة عدن وقت تبدلت كفة موازين الصراع بعد تدخلت الجبهة الوطنية من الشمال لتنقذ الموقف لصالح اليسار التقدمي الذي فقد أركاناته في لحظة طيش قررها أحمد مساعد حسين رئيس جهاز أمن الدولة عندما أعطى الأمر لمجموعة من الصف والضباط بتصفية أعضاء المكتب السياسي الذين تواجدوا تمام العاشرة صباحاً بينما غاب جناح ناصر وقد أدار المذبحة بعناية فائقة ليذهب والجنوب للانفتاح والانتفاخ ظناً منه بإصدار أحكام طارئة عبر محكمة أمن الدولة سيحكم فيما بعد على أنقاض الجماجم.!

في الطريق إلى الفتح الف فَخ وهنا تنتهي اليمن وتبدأ عدن.!

 

#بلون_البنفسج_رواية

 

احمد النويهي

ضع اعلانك هنا