إستفتاء الدبيبة… إقتصادي في الظاهر وسياسي في الباطن
عائد عميرة
أثار قرار رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة غرب ليبيا، عبد الحميد الدبيبة، مطلع الشهر الجاري رفع الدعم عن المحروقات غضب الشعب الليبي، وأعرب الشعب عن رفضه لهذا القرار بينما تصر حكومة الدبيبة على فعالية وإيجابية قرار رفع الدعم عن المحروقات، وتقول إنه سيحد من نشاط التهريب وستكون مردوديته المالية في صالح المواطنين، لكن الليبيين يعتبرون أنهم لا يتحملون مسؤولية فشل الحكومة في محاربة التهريب وتأمين الحدود والقضاء على الفساد، وأن رفع الدعم سيزيد من متاعبهم المعيشية والإقتصادية.
المثير للجدل هو تعامل الدبيبة وحكومته مع هذه الأزمة وهذا القرار المفاجئ والمربك للمواطن الليبي دون اي مقدمات والذي نزل على رؤوس المواطنين كصاعقة، وبعدما أكد الدبيبة أن القرار لا رجعة فيه، قرر أن يقود إستفتاءً للشعب لمناقشة القرار، وهو ما أثار الشكوك حول أهداف هذا الإستفتاء الحقيقية نظراً لسرعة التجهيز والشروع في إستفتاء الشعب حول القرار بعد أقل من إسبوع من إعلان رفع الدعم.
وفي يوم الأحد بدأت حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، في إستفتاء الليبيين حول إلغاء الدعم عن المحروقات، في خطوة للوصول إلى وضع حدّ للجدل المثار حول هذا الملف المثير للجدل والخروج بقرار نهائي ونافذ. هذا التحرك السريع من جانب حكومة الدبيبة دفع الشعب الليبي للتلهف ومعرفة اسباب رد الفعل السريع من جانب الحكومة على رفضهم لهذا القرار، كونهم إعتادوا على مدار السنين الماضية أن الدبيبة دائماً يُماطل ولا يستمع.
وبنفس سرعة رد فعل حكومة الدبيبة، إنكشف الغطاء عن السبب الرئيسي وراء هذا الإستفتاء، ليتبين أنه في ظاهره إقتصادي ويهدف لمعرفة أراء الشعب حول رفع الدعم عن المحروقات، وفي باطنه سياسي يهدف لمعرفة إلى جانب من سيقف الشعب ولمن سيعطي صوته في حال إجراء إنتخابات رئاسية في القريب العاجل.
هذا حيث كشف تسجيل صوتي مسرب لمكالمة بين مواطن ليبي موظفة من مكتب الإحصاء والإتصال المحلي التابع لوزارة الحكم المحلي بحكومة الدبيبة تسال فيه الموظفة عن رأي المواطن حول قرار رفع الدعم عن المحروقات وما فيه من فائدة على المواطنين، وكان رد المواطن أن القرار ليس به اي فائدة له في ظل البنية التحتية المتدهورة وعدم وجود مواصلات وغيره من الأساسيات.
رد فعل الموظفة كان مثيراَ للدهشة حيث قالت أن سبب القرار هو لمكافحة تهريب الوقود الذي تقوم به الميليشيات في المنطقة الشرقية، في إتهام واضح للقوات المسلحة العربية الليبية بقيادة المشير خليفة حفتر، وتغاضي النظر تماماً عن حقيقة ان تهريب الوقود يتم على يد الميليشيات المسلحة المتواجدة غرب البلاد.
بحسب المراقبين فإن الدبيبة قرر أن يستغل الأزمة التي يعيشها الشعب لصالحه وقرر أن يعلن عن إجراء إستفتاء فقط بهدف تشويه صورة أحد أقوى المرشحين من قبل الشعب لرئاسة البلاد في حال الوصول لإنتخابات رئاسية وهو المشير خليفة حفتر.