الصراحة : عن الزبيري 

الصراحة : عن الزبيري

 

محمد محمود الزبيري أو كما يصفه البعض ابو الثوار أرتد عن الثورة والجمهورية وذهب إلى حشد قبائل الهضبة للوقوف ضد الوجود المصري المناصر للجمهوريين ، وكان يصر على أن السلطة يجب أن تكون في يد القبيلة المذهبية القوية القادرة على الحسم، وجعل من إطالة الحرب ونزيف الدم اليمني سببا للإنقلاب على الجمهوريين والجيش المصري بمعية الأرياني والنعمان ، وأصبح المهندس الأول لمشروع التسويات وتقاسم الجمهورية مع أعدائها ، ويعد مؤسس حزب الله في اليمن وجيش عمران القبلي الذي كان يشرف عليه عبدالله بن حسين الأحمر ، وعلى الجميع أن يدرك حقيقة أن الزبيري سقط برصاص جمهوري وتخطيط مصري أثناء تحشييده قبائل الهضبة في خمر .

 

الزبيري كشاعر لا يمكن الانتقاص منه ، لكن كثائر كان منحازاً للتعديلات الدستورية في إطار القالب الملكي كما هو حال حركة الأحرار قبل أن يضعهم تنظيم الضباط أمام الواقع الجمهوري الذي أطاح بالقالب دون أن يكمل ثورته في التخلص من القلب .

.

 

وهذه شهادة النعمان على إنقلاب الزبيري وأنضمامه إليه على الجمهورية والثورة والجيش المصري ، وإعلانه حزب الله (نواة جماعة الأخوان في اليمن) والدولة الاسلامية ، وهذا مقطع من نص رثاء كتبه النعمان على رفيقه الزبيري .

 

ما ذنب دين حرفته حكومة

ينحى عليها لائم بملامِ

إن الزبيري بعد صحوة شعبه

جمع الصفوف وكان خير إمامِ

فدعا (بعمران) إلى ميثاقه

ميثاق صدق أخوة ووئامِ

متبرئاً من كل وهم سابقٍ

وعروبة من مصر أو من شامِ

إن العروبة صدرت من أرضنا

لسنا بأكراد ولا أروامِ

ومضى إلى (برط) كأعلا قمة

علماً على علمٍ من الأعلامِ

يدعو لحزب الله فانبعثت له

كتل من الغابات والآجامِ

وذهبت والأخوان عن طلب له

طلب بإلحاحٍ وفي إلزامِ

وتعانقت أرواحنا وقلوبنا

والشعب في طرب وفي أنغامِ

متهللاً لضيوفه ومرحباً

يحميهم بمهند وحسام

يومان في (برط) ويوم ثالث

في ذي حسين كأشأم الأيام

سقط الزبيري بالدماء مضرجاً

بيد الخيانة من ذوي الإجرام

فحملت والأخوان عنه رسالة

كانت لها (خمر) أعز مقام .

 

طبعاً ولا يمكن إنكار نزق مصر حينها وإنحرافها بشكل غير مباشر عن اسباب وجودها وظهر ذلك في توافق ناصر مع السعودية على فشل الجمهورية واتفقا على قيام دولة اسلامية كان مزمع الإعلان عنها في مؤتمر الخرطوم .

.

فاروق السامعي