خيوط
الكلمات: علي عبدالرحمن جحاف
اللحن والغناء: أيوب طارش العبسي
يقول الفنان أيوب طارش عن أغنية (عليل أمهوى) والمعروفة شعبيًا بـ(وا طائر أمغرب): “وجدت كلماتها أثناء رحلة لجمع التراث أنا والأستاذ عثمان أبو ماهر في لواء حجة ناحية كشَر وقد أعجبتني كثيرًا، وعملت جاهدًا كي أجد لها اللحن المناسب، ولما صارت بذلك اللحن أردت أن أسجلها في شريط جديد؛ إلا أنني احترت كيف أسجلها دون الاستئذان من صاحبها، وهو الشاعر الكبير علي عبدالرحمن جحاف، ولم أكن قد تعرفت عليه، وبقيت أسأل عنه حتى وجدت بعض أهله في صنعاء، وأرسلت له عن طريقهم رسالة استأذنه كي اسجلها، وإذا به يرد عليّ ردًّا جميلًا يثلج صدري، قال : لقد كبرت في نظري كثيرًا، إذ لم أكن أتوقع مثل هذا، وخاصة في هذا الزمان الذي إن كتبت فيه شيئًا من خواطري على ورق السجارة، أو منديل القات لم آبه له إلا حين يأتيني من يقرأ علي شعري، وقد نسبه لنفسه، وصار يفتخر به أمامي فلا أملك إلا أن أضحك بيني وبين نفسي من زمان ضاعت فيه الكثير من القيم والأخلاق، فأنا أشكرك كثيرًا على رسالتك، وأقول لك: من الآن فصاعدًا أي قصيدة تقع بين يديك من قصائدي اعتبرها مجازة لك تتصرف في لحنها كما تشاء وكيفما تشاء”(1).
كلمات الأغنية:
وا طائر امغرب ذي وجهت سن أمتهايم
قلبي ضناه امعذاب
أحيان في امزيدية وأحيان منها وشايم
شيّب وعاده شباب
سقِّم أشا اتسايلك واخو امطيور امحوايم
عسى ترد امجواب
كن شي نحاكن ولي
يزهد يوطي تمايم
يفتح لقلبي امكتاب
لكل معلول دوا
دله تحطه يحاوي
إلا عليل امهوى
ما شي لجرحه مداوي
وامقلب لا قد غوى
نا خوك ما ها تساوي
دايم زماني وانا بين امجفا وامغلايب
ما ذقت طعم امسعادةْ
ميان له امعز من فارق ديار امحبايب
وكيف يهناه زاده
من سيّب امزهب واموادي وهوش امزرايب
وخيمته وامقعادةْ
يدعس على امزرب يتكشم سموم امصايب
من عاف عيشة بلاده
وعن هواها شرد
بعد امطمع في سواها
صدق لشور امشود
وقال ما عاد يشاها
يهناه عيش امنكد
ما دام بارح رباها
عهدي بعيش امهنا التامس ولي قلب سالي
يهوى امطرب وامتنفاس
في امخبت وأنا بته امدبعه محمَّل جمالي
من امخميس لا جبل رأس
في كل معقاب الاقي امزخم يخطر قبالي
أحيد بو غصن مياس
يرقص على نغمة الشحرور بين امدوالي
يهمس امأرض هماس
واباه ما احلى امتجوال
وما ألذ امتسالي
يا ليتني عشت جمال
أعيش وأرعى جمالي
وأنا على غير ذا امحال
مستور لا بي ولا لي(2)
* * *
عن الفنان
خلال أكثر من خمسة عقود، استطاع الفنان اليمني الكبير (أيوب طارش) أن يفرض مكانة بين اليمنيين قلّما حازها غيره من الفنانين، فخارطة حضوره تمتد من صعدة إلى المهرة، وأصبحت أغانيه جزءًا من الممارسات اليومية في الحياة العامة، ليس لأنه فقط عبَّر عن وجدان الشرائح الأوسع في المجتمع، وإنما لكونه الأكثر شبهًا بناسها، ومارست أغانيه حضورها بعيدًا عن الصنعة المتحذلقة، فكانت بسيطة ومفهومة. ولا يمكن تناوله بعيدًا عن سياق تكوينه الفني، وواقعه ومحيطه الاجتماعي والثقافي والسياسي.
جاء أيوب من جذور ريفية، وليس معيبًا في حقّه تلك الجذور “القروية”، لأنه مثل معظم أبناء جيله، أحد أولئك الذين انتقلوا من الريف إلى المدن. وبخلاف طغيان لهجته التعزية على غنائه، يمتاز دائمًا بأنه غنّى لكل اليمنيين؛ فمفرداته اللحنية شكّلت مشتركًا لكثير من العناصر الموسيقية اليمنية، مضفيًا عليها جزءًا من تأثره بفنانه المُفضَّل محمد عبدالوهاب. ونجح في جعل هذا التأثر خفيًّا، لكنه سيظهر في تكوين أدواته اللحنية، وموهبة صوته.
ولعل أيوب استفاد من عناصر متواجدة في منطقة الحجرية، مثل: “المهاجل” أو “الملالات”، غير أنّه استطاع أن ينفح فيها مصادر عديدة، أنتجت شخصية غنائية لا تشبه غيره، واستطاعت الوصول إلى كل بيت في اليمن. وهكذا أصبح أحد الرموز الكبيرة في الغناء اليمني(3).
عن الشاعر
ؤلد الشاعر علي عبدالرحمن جحاف، في قرية الشرف بمحافظة حجة عام 1944، وتوفّي في مايو 2016. كتب القصيدة العامية والفصحى، وغنّى له العديد من المطربين، وعلى رأسهم أيوب طارش العبسي في أغنيته المعروفة (وا طائر امغرب) التي كتبها باللهجة التهامية.
أصدر العديد من المجاميع الشعرية، منها: كاذي شباط، فل نيسان، رياحين آذار، ورود تشرين.
قال عنه الدكتور محمد أحمد جرهوم (وزير الثقافة والإعلام السابق):
“ولد شاعرنا الكبير علي عبدالرحمن جحاف في بيئة أسرية وطنية وأدبية متميزة، في محافظة حجة وأقام فيها وعدة مدن ومناطق كحجور والشرفين وعمران وتهامة والمحويت وصعدة، وكلها فضاءات اجتماعية وثقافية ثرية ومتنوعة. نهل منها شاعرنا بشغف، واستزاد من قواميسها الطبيعية والفنية واللغوية موروثات شعبية ومحيطات أدبية زادت قاموسه اللغوي العذب غِنى وأصالة. وأسهمت تقاليد آل جحاف التي أنجبت عددًا من الأدباء والشعراء والشخصيات البارزة في العمل الوطني، في صقل وتنمية شخصيته منذ أيام طفولته الأولى. كما صبغت الطبيعة المتنوعة في المدن والقرى والسهول والوديان والبحر روح قصائده ونفحات أشجانه”(4).____________________________________ (1) أيوب طارش العبسي لسان الوطن والحب، مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة، تعز 2013، ص320.
(2) نفسه، ص193-194.
(3) ينظر: جمال حسن، “أيوب طارش” الأكثر شبهًا باليمنيين وتفاصيل أيامهم. https://www.khuyut.com/blog/ayoub-tarish
(4) ينظر:https://althawrah.ye/archives/419358•
••المادة خاص بمنصة خيوط