ضع اعلانك هنا

الاشتراكي الهارب من قّوته ..!!

كتب فهمي السقاف

” اهداء .. لأخي وصديقي ورفيقي النبيل الراااااائع الأديب والشاعر الاستاذ / وضاح حريري .. “

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

صباح الأمس السبت 10 نوفمبر 2018م كنت ألبي دعوة من الحزب الاشتراكي اليمني لحضور حفلاً خطابياً وفنياً أقامه الحزب احتفاءً بذكرى ثورتي سبتمبر وأكتوبر وذكرى الاستقلال الوطني وايضاً ذكرى ميلاده “تأسيسه ” .

أُقيم الحفل في مديرية المعلا م/عدن ، الحق ان اشياء كثيرة لفتت انتباهي في هذا الحفل الذي أقامه الحزب الاشتراكي اليمني أولها الحضور والحشد الذي حضر ليشارك في الاحتفال من قادة ومناضلي الحزب وأنصاره من الجنسين  ومن القوى السياسية الأخرى التي تربطها بالاشتراكي قواسم مشتركة كثيرة .

كان الحضور طيفاً متنوعاً من ناحية الفئات العمرية للمشاركين كانت كل الأجيال حاضرة لتشارك الاشتراكي ساعات من الفرح والاحتفال والبهجة التي افتقدوها كثيراً وغابت عنهم في راهن حياتهم اليوم وما تحفل به هذه الحياة من كوارث الحرب وتداعياتها المختلفة على كل سبل الحياة إلا ان الفرح والبهجة أصرا على ان يكونا المفتتح والمنطلق صوب وضع حدٍ للحرب وتداعياتها في حياة اليمن واليمنيين انه منطق وقوة الحياة في وجه الموت والخراب والدمار وهكذا تنهض الأمم والشعوب .

امتلأت القاعة بالحضور قعوداً ووقوفاً بل ان من هم خارج القاعة يناهزون عدداً من هم داخلها . 

ألقيت كلمات في الحفل كلها عن الحزب وقطاعاته الحزبية المختلفة ولم تُلقى أي كلمة عن أي من الأحزاب والقوى السياسية لأسباب لا يعلمها إلا الرفاق في الحزب ولكنني اظن ان الرفاق لم تخطر ببالهم فكرة إشراك أي من القوى والأحزاب لا لشيء وانما لإعتبارهم ان الحفل خاص بهم وحدهم وهذا حقهم لا ريب في ذلك .

من الواضح ان جمهور المشاركين في الحفل كان يقط الوعي وترى يقظة الوعي في ردود فعل المشاركين وتفاعلهم مع مايُلقى عليهم او يُرسل إليهم من مسرح او منصة الحفل فيعبرون عن تفاعلهم واستحسانهم بالتصفيق او بترديد شعاراتهم الخاصة بهم التي تلخص مسيرة نضال الحزب ودوره في صناعة التحولات الوطنية فتجلى هذا الوعي في انصع صورة حين ألقى واحداً من كوادر الحزب كلمةً بدا فيها نشازاً عن رفاقه ولم يكن مغرداً كرفاقه بل كان ناعقاً حين ذكر في كلمته محيياً ابناء الجنوب العربي ران على القاعة صمت مطبق هو أقرب إلى صمت الموت والحداد ولم يتفاعل معه إلا نفراً لا يتجاوزون عدد اصابع اليد الواحدة فكيف لا يكون ذلك هو ردّ فعل الحضور والحفل يُقام في ذكرى لأحداث ثورات واستقلال وميلاد حزب هم أتوا لكنس مشروعاً بريطانياً ولد ميتاً متعفناً.

التقيت رفاق ورفيقات و صديقات واصدقاء واساتذة مرّ على لقائي بهم زمناً شكراً للحزب الأشنراكي على انه اهداني هذه الساعات الحميمية وهي حقاً ساعات في منتهى الروعة والفرح والبهجة والجمال في زمن الحرب وكوارثها وهمومها ،الفنانون الشباب من الجنسين ايضاً صحبوا الحضور وحلقوا بهم في قضاءات أغاني الزمن الجميل من الأغاني الوطنية والعاطفية فحين كانت الأصوات الجميلة تصدح بالأغاني الوطنية كأغنية ” ألا ياثورة الشعب كوني منارا ” على سبيل المثال لا الحصر وغيرها من الأعاني كنت أرى أغلب إن لم يكن كل الحاضرين يرددون مع الفنان / ة كلمات الأغنية واعناقهم وهاماتهم مشرئبة تكاد تلامس السماء شموخاً وإباءً وعنفواناً .

سائلت نفسي متحسراً إلى متى سيظل الحزب الاشتراكي هارباً من قوته ؟؟!! بوسع الاشتراكي ان يصنع فرقاً في الأحداث الجارية الآن في الوطن لصالح اليمن واليمنيين فهؤلاء الذين تفاعلوا مع دعوة الاشتراكي في أصعب الظروف المعيشية التي يمر بها الناس ولبوا دعوته وتجشموا عناء الحضور بل ان بعضهم حضروا رغم تقل أمراضهم واعاقتهم الجسدية هؤلاء حضروا لأن هناك في نفوسهم أملاً يتقد يرون الاشتراكي جذوته التي لا تخبو .

أجزم ان الاشتراكي إن أراد لفعل ولكن احسب ان معضلة الاشتراكي ودائه العضال  والوبيل هي في قياداته الفوقية لا في اعضائه وانصاره فقياداته استمرئوا القعود والكسل و أشياء آُخر غير ماتقدم ذكره .

ضع اعلانك هنا