ضع اعلانك هنا

الكبير يظل كبيراً

الكبير يظل كبيرا

 

مراد حسن بليم

 

________

 

لم يكن الاستاذ فضل الجعدي مغرما بالمنصب والسلطة وقد كنت شاهدا على الضغوط والمغريات التي مورست وعرضت على الرجل من قبل الرئيس هادي لاثنائه عن الالتحاق بالمجلس الانتقالي الجنوبي وبقاءه محافظا للضالع غير انه لم يقبل ان يتراجع عن موقفه واعلنها بكل وضوح ان المجلس الانتقالي الجنوبي هو الحامل السياسي لقضية شعب الجنوب ولا يمكن ان نتخلى عنه مهما كانت المغريات وهو ما كان وتمت اقالته،وليس بغريب عليه ذلك الموقف لأنه بكل بساطة كلمة وموقف وهي السجية التي عرفناه بها طوال سنوات.

 

عين محافظا لمحافظة منكوبة بالحرب دون اي موازنة تشغيلية وفي ظروف صعبة وكالحة ومع ذلك حين صرف له خالد بحاح رئيس الوزراء انذاك مبلغا ماليا تحت تصرفه الشخصي لتسيير العمل قام بالتوجيه بفتح حساب في البنك الاهلي باسم السلطة المحلية لمحافظة الضالع وايداع المبلغ بالحساب ولا يصرف الا بتوقيعه وتوقيع مدير عام المالية مجسدا بذلك العمل المؤسسي والحفاظ على المال العام وامانة المسئولية التي على عاتقه وتاليا قام بصرف المبلغ لانجاز مشروع رصف طريق المدينة الممتد من فندق النورس الى جانب مستشفى التضامن.

 

لقد جاء المناضل الجعدي من اوساط الناس ومن عمق الثورة الجنوبية التي عاش فصولها ومنعطفاتها وشارك في تأسيس اللجان الشعبية وجمعية المتقاعدين والحراك السلمي الجنوبي ومن يقول غير ذلك فهو متحامل او يجهل مراحل الثورة الجنوبية وتاريخ الرجل الذي حوكم بتهم شتى من قبل نظام عصابات حرب 94 الظالمة وتم اعتقاله مرات عدة والزج به في السجن غير ان ذلك لم يثنه عن مواقفه ولم يحول او يبدل قناعاته، وكان جزء من الكوكبة التي قادت النضال ضد نتائج تلك الحرب القذرة من مقرات الاشتراكي وفي الميادين والساحات.

 

ان محاولة النيل من احد قادة المجلس الانتقالي الجنوبي هو استهداف للانتقالي ذاته وللقضية الوطنية الجنوبية التي يحملها ،وليس من قبيل الصدفة مهاجمة الاستاذ فضل الجعدي بذلك الاسلوب الذي لم يدع للعقل مكانا وبذلك القدر غير المنضبط مع ابداء الرأي واحترام عقل المتلقي، ومع كل ذلك كان تعاطيه مع مهاجميه حصيفا وتصرف كقائد نبيل يدرك تمام الادراك ان لا جدوى من مهاترات عدمية وان القضية اكبر من ان ينال من الايمان بها لغو من هذا او ذاك وان الطريق الى الاهداف العظيمة مليء بالاشواك ورغم كل ما قيل او سيقال يظل الاستاذ فضل الجعدي مناضلا صلبا ومن تلك المعادن النفيسة التي لا تتغير ولا يبهت بريقها ،قامة وطنية سامقة دفعت أثمانا باهضة حيال مواقفها ،وقدمت الكثير والكثير في مسارات النضال الكفاحي الجنوبي ولا يستطيع احد ان يزايد عليه بالوطنية ونزاهة اليد وهو الى جانب ذلك البسيط المتواضع المعجون بقضايا الناس وهمومهم. ومازال حتى اللحظة عند قناعاته التي آمن بها ،يحارب بفكره وقلمه ومواقفه ولم تكسره احلك الظروف.

ان الزمرد لا ينتقص منه شيئا اذا لم يمدح.

ضع اعلانك هنا