قِفْ شَامِخًا لا تنْحَنِ
قصيدة مهداة للاستاذ نبيل الهندي مدرس اللغة الإنجليزية في ثانوية الاهدل بدار بدار سعد في عدن والذي تعرض للضرب من قبل طلابه قبل رمضان بايام
قِفْ شَامِخًا لا تنْحَنِ … أنتَ السماءُ بِهامتِك … وبقامَتِك لو طاولوكَ بعزتِك… أنتَ الكريمُ بنُ الشريفِ أنتَ العفيفُ المُخلصُ.
قُمْ شامِخا… كَما عَدن… شمسانُ لا يترنّحُ … فو اللهِ لدرّاجتُك الحزينةُ المُرْتعشة أشرفُ عِندَ اللهِ والناسِ وأكرم مِن مجنزراتِهم ومصفحاتِهم وحصونِهم والمواكبُ الملوثة بالدّم وبؤسِ الناسِ.
كَمْ أحرقوا قلوبَنا بمكرِهم وعربدتِهم، ولا عتبَ على الطلابِ؛ إنّما على منِ اخترع تلكَ الفريّة للابتزاز وسوّقها، وأنهاها بمسرحيّةٍ تثيرُ الغثيان وأظهر الطلابَ كالمدافعين لدينِ اللهِ أبطالا.
لو كان لك ظهرُ قبيلةٍ يا رفيقي يحميك أيّها المتمدِّن لثأرَت وشهدنا تحكيمًا قَبَليًا بالملايين والأسلحة (موضة) تثيرُ الغثيانَ… كيفَ لثقافةِ القبيلةِ أنْ تنخرَ في أعرقِ مدينة في الجزيرة كيف؟ … لكنّها عدن قبيلتك وناسك … قف شامخًا كما عدن! … شمسانُ لا يتزعزع وإنْ كان فقيرا.
كمْ مِنَ الأيامِ قضيتها في اكتئابٍ وأسىً يا نبيل، وتوجُّسٍ؟ ولأوّل مرةٍ أراكَ كسيرَ الأحزان … أسير ظنونهم في رعبٍ، … كم هو خبيثٌ من بَهتك وليس بالذكي لأنّ السحرَ انقلبْ وقريبًا على الساحر الأفّاك….
شَاهدتُك يا مُعلمي النبيلَ بعد زمنٍ كُنتَ العزيزَ الواثقَ الشامخ منكسرًا مقهورا، ورسول الحق والإنسانية تعوّذ بالله من قهر الرجال… دمعك جمرات عندي والأحرار…
أتذكّرُكَ وآخر لقاءٍ جمعني بِكَ في مقهى الشجرة (مُكرِد العزعزي) الشيخِ عثمان… فكنتَ رغم الظروف قويًّا صلبًا مفعما بالحيويّة والنشاط وقطب اللقاءات والحوارات الثقافية والاجتماعية…. والمعلمُ نبيل لا ينافقُ ولا يُجامل … لا يحبّ السياسة ولا الجدَل الفلسفي ممتعضًا من عبث الساسة وجهلهم …ما يحبُّ مجالس القات ولا يتعاطاه.
هَلْ من يرعى بإخلاصٍ أمَّهُ العليلةَ؟ ويسهرُ على راحتِها لا يفارقُها إلّا للعملِ أو شراء الدواء لها مشكوك في دينه… وخُلقه … مالكم كيف تحكمون؟
وكانَ قبلُ بارًّا بوالده الذي يرافقه إلى مسجدنا (التوبة) كلّ يومٍ …كل الناس والجيران تشهد وطلابه لأكثر من عشرين عامًا، فاشهدوا هل برّ الوالدين والصلاة من مقدّمات الكفر والإلحاد ونتائجها؟ …. لو كان معلمنا نبيل كما زعموا وافتروا لتمّت تصفيته ( والسيكل يدور).
المُشكِّكون ممّن لا يعرفونني اتهموني بأنّي قد ألّفتُ خبرَ صداقة المعلم نبيل يوسف القديمة برئيس الوزراء بن مبارك، كي أحميَ صديقي من تهمة الإلحاد التي أشاعوها، مُحتارين من سلبية بن مبارك وهو المتفاعلُ مع القضايا والطوّاف وسط الناس، ولم يتطرق المعلم نبيل عن هذه العلاقة في اللقاء الحدث (ناس عدن) أيضًا. …
ما قاله المعلم نبيل في (ناس عدن) أقل بكثير مما يجبُ أن يُقال؛ فكلّ الحبّ والامتنان للقائمين عليه وأفخر بهم وبكل ناس عدن.
لكنّي مع هذا أحسنُ الظنّ وواثق بأنّ الإشاعة قدْ حجبت اللقاء المرتقب والحجاب الحذّاق.
وسيأتي بن مبارك مقبِّلًا يدَ أمّ المعلم نبيل التي أطعمته بنفسها ذاتَ يوم في جيبوتي.
قُمْ شَامِخا لا تنثنِ… ولو بهتوك بعارٍهم وفسَّقوك بكفرِهم ؛ فالحقّ يَعرفُك وكلّ عدنَ تُحبُّك وسيولُ الوفاء تدفَّقتْ حُبًا ونصرةً؛ لكَ المجدُ لك … المجدُ لنبيلِ المُعلم ولكلّ معلّمٍ… ولتاريخِ المدينة المُعظّم ومدنيّتها.
مجيب الرحمن الوصابي دكتور اللغة العربية كلية الاداب جامعة عدن