نظم التحالف السويدي اليمني لرصد إنتهاكات حقوق الإنسان، والمنظمات الحليفة معه من أجل السلام بالشراكة مع الاتحاد العالمي للجاليات اليمنية ندوة بعنوان ” مشاورات السلام حول اليمن ..الواقع والمأمول “، تضمنت وقائع الاحتفال بالذكرى السبعين للاعلان العالمي لحقوق الانسان، بالتزامن مع مباحثات السلام اليمنية هناك.
وقالت الدكتورة حورية مشهورة، وزيرة حقوق الإنسان السابقة المشاركة في الندوة “أن مليشيات الحوثي ارتكبت الكثير من الجرائم التي تعد انتهاكا لمبادئ القانون الدولي الانساني و القانون الدولي لحقوق الانسان” وأضافت مشهور أن افق السلام يضيق و يتعثر في كل مرة بسبب تعنت طرف النزاع الذي انقلب على الشرعية وقوض مؤسسات الجمهورية اليمنية المتمثل بمليشيات الحوثي، مضيفة أن مليشيا الحوثي تواصل انتهاكاتها للقوانين و الاعراف و المبادئ الدولية، و لذلك فإن مهمة المبعوث الاممي (مارتن غريفيث) للوصول إلى حل سياسي في اليمن ليست مفروشة بالورد، و قد أثر ذلك على الاوضاع الانسانية التي باتت متردية، حيث اصبح اليمن مهدد بالانهيار.
وتابعت مشهور القول: أن ميليشيا الحوثي تتحكم بقوة السلاح وبمصير الملايين من اليمنيين في المحافظات الخاضعة لسيطرتها، في حين تخضع غالبية المحافظات اليمنية للحكومة الشرعية، و بالرغم من حدوث إنتهاكات من قبل كافة اطراف الصراع اليمنية كانت ميليشيا الحوثي هي المتصدرة في ارتكاب الانتهاكات والجرائم في اليمن.
واضافت ان الحاجة للأمن والسلام والاستقرار تكتسب أهمية بالغة داخل المجتمعات المدنية، وذلك لتحقيق التنمية لأفرادها، وتحريرهم من الخوف ومن جميع أشكال العنف والشعور بالأمان في حياتهم، مشيرة إلى أن الحوثيين قاموا بتدمير أغلب المؤسسات العامة، ولم يعد هناك أي أمن أو استقرار، وأكدت بأن الميليشيات قامت بتبديل المناهج و تدريس الاطفال الفكر المتطرف، واكراههم على حمل السلاح والذهاب الى ساحات القتال، كما قامت هذه المليشيات بتحويل المستشفيات الى ثكنات عسكري لخدمة أجنداتها.
وأوضحت مشهور إن حقوق الإنسان مسؤولية جماعية مشتركة تسعى من خلالها المنظمات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية والمكونات السياسية وهيئات المجتمع المدني والقطاع الخاص والأفراد الطبيعيين إلى ضمان التحرر من الخوف والفقر وبناء السلم والتفاهم الإجتماعيين وتحقيق العدالة الإجتماعية وإقامة النظام الديمقراطي في يمن آمن ومستقر.
من جابنها؛ قالت الاستاذة بشرى نسر رئيسة مركز سبأ الاستشاري في السويد ان الوضع الاقتصادي والاجتماعي وما آلت إليه الحرب ناتج عن عبث الحوثيين في الاقتصاد اليمني والحقوق الاقتصادية للشعب اليمني، حيث تسبب ذلك في رحيل كثير من التجار وابتزاز الكثير منهم وكذلك الصرافين، وعبثهم بالعملة الوطنية والظرائب المفروضة على الناس والجبايات عن تعاملهم مع المواد الغذائية والمساعدات التي تقدم عبثهم ونهب المساعدات الاغاثية.
الدكتور خالد عبد الكريم رئيس المركز الدولي للإعلام والتنمية، أشار في مداخلته في الندوة إلى إعتبار مشاورات ستوكهولم فرصة حقيقية لبناء الثقة بين فرقاء الحرب في اليمن على أسس تحافظ على حقوق المواطن اليمني السياسية والإجتماعية ، والإعتراف غير المنقوص بإنسانيته، والشروع في مرحلة البناء في ظل يمن إتحادي آمن ومستقر تتوسع فيه خيارات الإنسان في صناعة مستقبله وإمتلاك زمام مصيره.
وأوضح د. خالد عبد الكريم في مداخلته التي حملت عنوان “مشاورات ستوكهولم والآمال المعلقة عليها ” إن هذه الفرصة الثمينة للشروع في بناء السلام ووقف الحرب والتي تأتي برعاية دولية وجهود جبارة من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مارتن جريفيث وبإستضافة كريمة من مملكة السويد، إنها لحظات مضيئة ستخلد في سفر تاريخنا اليمني بوصفها لحظة تجاوز مآسي الحرب، ومحاولة الإمساك بخيط الأمل نحو السلام المنشود، الذي يحفظ ويحمي حقوق الإنسان اليمني بالعيش المشترك في فضاء إنساني رحب في أنقى حالاته.
وفي ذات السياق، طالب أمين عام المرصد البريطاني لحقوق الإنسان فيصل العبدي في مداخلته التي حملت عنوان ” إنتهاكات المليشيات الحوثية ” مجلس حقوق الإنسان برصد ودراسة حالة حقوق الإنسان في اليمن بحيادية واستقلالية، والعمل على الوصول إلى الأراضي اليمنية التي تشهد انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان،
وأضاف العبدي القول : إننا كمنظمات حقوقية نسعى من خلال عملنا ٱلى كشف الإنتهاكات التي ترتكب بحق المواطن اليمني، وندعو الى إحلال السلام العادل المعتمد على المرجعيات الثلاث ، مؤتمر الحوار الوطني ، المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن 2216 .
وأشارت الدكتورة مواهب الحمزي، الطبيبة والحقوقية المتخصصة بحقوق الطفل، إلى إنتهاكات مليشيا الحوثي لحقوق المرأة وتجنيد الأطفال وحقول الألغام والإعتقالات والإخفاء القسري ، والقصف العشوائي على المدنيين والمجاعة.
وقالت الدكتورة الحمزي من خلال ورقة العمل التي القتها بعنوان ” السلام وتعزيز منظومة حقوق الانسان في اليمن” أنه في الوقت الذي نتطلع فيه الى السلام وعودة الأمن والإستقرار، دعونا نسترجع بعض فصول المأساة التي يعيشها شعبنا اليمني، مشيرة إلى أن ما يتعرض لهم الشعب اليمني هو جراء الإنقلاب الحوثي المدعوم إيرانيا.