علي عبدالملك الشيباني
اذا لم تتمكن القواعد الحزبية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري والحزب الاشتراكي اليمني من تنظيف أحزابها من جميع الاوساخ العالقة بمسيرتهما وتشبيب قياداتها والدوس على مفهوم القيادات التاريخية التي لا تختلف من حيث المضمون مع القائد الضرورة للأنظمة العربية .
كذلك التنبه لسياسات الشللية وما ينتج عنها من بروز وطغيان السلوكيات الانتهازية القائمة على تمجيد هذا أو ذاك من القيادات التي ألفت على الاتجار بمواقف الحزبين ، وبالتالي العمل على خلق كل مايبقيهم في مواقعهم وصدارة المشهد السياسي الذي يتيح لهم إقامة العلاقات مع السلطة ومن ثم تكوين الثروات .. وصولا إلى اقتصار مواقفهم على التنظير في حدود لغة الظروف الموضوعية والظروف الذاتية والظروف التي لم تنضج بعد!!
في موازاة الشللية وبروز الحس الانتهازي، تظهر أيضا جماعة من القواعد الحزبية التي ترى في السكوت عن الأخطاء وتجاوز السلبيات تأكيد انتمأ وحرص ، ثم يذهبون لمواراة عجزهم في قيادة عملية التغيير خلف القول بممارسة النقد في الأطر التنظيمية ، في وقت يعلمون جيدا بغياب البنية التنظيمية التي حرصت هذه القيادات الانتهازية على تغييبها خوفا من تكون رأي عام حزبي ضدها.
على قواعد أحزاب اليسار اذا ، أن تتنبه لما نحن عليه من الضعف والوهن والغياب الوطني وفي الشارع ، وبما أتاح لمشاريع ما قبل الدولة في تسيد المشهد العام وقيادته إلى ما نحن عليه من أوضاع لم نتخيل يوما إمكانية وصولنا إليها.
فمن كان يتخيل ظهور وحضور جماعة الشيعة في الشمال والاستيلاء على السلطة ونعث المجتمع على هذا النحو المخيف والمفجع ونظيف كل شيء انتصار للمذهب والسلالة، ومن كان يتخيل تحول مجتمع المحافظات الجنوبية إلى هذا المستوى من الوعي العام المناطقي والقبلي وتشووه الثقافة العامة بحيث أصبحت اشبه بعجينة ،يستطيع أي من المسميات والأشكال الدخيلة من تشكيله على الصورة التي يريدها ، واستعداد أبناء المحافظات الجنوبية الرقص على جميع الحان والات المناطقية والقبلية والتفرقة بشتى صورها .
اذا علينا الاعتراف بأن غياب القوى الوطنية وأقصد بها قوى اليسار من تنظيم ناصري وحزب اشتراكي، هو من أتاح لهذه المشاريع القذرة من الحضور ونعث المجتمع اليمني اجتماعيا و وطنيا وحتى دينيا .