ضع اعلانك هنا

عيبان السامعي لـ«العربي الجديد»: توظيف الفتوى الدينية حوّل الصراع السياسي في اليمن إلى حرب إقصاء وكراهية…

صحيفة الثوري- متابعات:

عيبان السامعي لـ«العربي الجديد»: توظيف الفتوى الدينية حوّل الصراع السياسي في اليمن إلى حرب إقصاء وكراهية

يرى عضو اللجنة المركزية #للحزب_الاشتراكي_اليمني، عيبان السامعي، أن توظيف الفتوى الدينية في الصراع السياسي اليمني يعود إلى أسباب تاريخية وسياسية ومؤسسية وثقافية متداخلة، محذراً من آثارها الخطيرة على المجالين السياسي والمجتمعي.

وأوضح السامعي، في حديث لـ«العربي الجديد»، أن اليمن يمتلك تاريخاً طويلاً مع استخدام الفتوى أداةً في النزاعات السياسية، سواء في التاريخ الوسيط أو الحديث والمعاصر، مشيراً إلى أن حرب صيف 1994 تمثل النموذج الأبرز، حين صدرت فتاوى دينية تبيح قتل أبناء الجنوب وأعضاء الحزب الاشتراكي اليمني بذريعة أنهم «شيوعيون ملحدون».

وأضاف أن الحرب المستمرة منذ عام 2015 أسهمت في تعميق الاستقطاب الطائفي والمناطقي والسياسي، ما دفع أطراف الصراع المختلفة إلى توظيف الخطاب الديني لتبرير ممارساتها، وإقصاء خصومها، وتجريدهم من الشرعية السياسية. ولفت إلى أن تآكل سيادة القانون وانهيار مؤسسات الدولة، ولا سيما القضائية والضبطية، وفّرا بيئة خصبة لانتشار هذا الخطاب في ظل غياب المحاسبة ووسائل الردع القانونية.

وأشار السامعي إلى أن للعوامل الثقافية والاجتماعية دوراً أساسياً في انتشار هذه الظاهرة، نظراً لما يتمتع به الدين من قداسة وسلطة رمزية وتأثير واسع في الوعي الجمعي، الأمر الذي يدفع القوى المتصارعة وبعض رجال الدين إلى توظيف الفتوى وسيلةً للتحشيد والسيطرة على المجتمع.

وحول آثار هذه الفتاوى، أكد السامعي أنها تمثل تهديداً خطيراً للمجال السياسي والحريات العامة، إذ إن نقل الصراع من الحيّز السياسي إلى الحيّز الديني يحوّل الخلاف في الرأي إلى مسألة كفر أو ردّة، ويجعل الخصم هدفاً مباحاً، ما يعقّد المشهد السياسي ويقوّض فرص الوصول إلى حلول سلمية، ويسهم في إطالة أمد الحرب ورفع كلفتها الوطنية، فضلاً عن تقويض ما تبقى من مؤسسات الدولة عبر إحلال الفتوى محل القضاء والقانون.

وعلى الصعيد المجتمعي، شدد السامعي على أن توظيف الفتوى الدينية يقوّض مبدأ المواطنة المتساوية، ويعيد تعريف الأفراد وفق انتماءاتهم المذهبية أو المناطقية أو القبلية، بدلاً من انتمائهم الوطني، ما يؤدي إلى تعميق الانقسامات الاجتماعية وتمزيق الهوية الوطنية الجامعة، وتآكل قيم الثقة والتعايش، وتحويل العنف والكراهية من سلوكيات مرفوضة إلى ممارسات مقبولة اجتماعياً، وصولاً إلى خلق بيئة صراعية تقوم على منطق «حرب الكل ضد الكل».

رابط قناة الحزب الاشتراكي في الواتساب
https://whatsapp.com/channel/0029VaGiDrN3GJP6tpE7th3h

ضع اعلانك هنا