للأردن تاريخ طويل في إبداع اللغة المخاتلة ،والحديث بقومية متحفزة في اللقاءات المعلنة، والعمل سراً كشرطي مخفر حدود ومخبر صغير
ملك الأردن يحارب إسرائيل وينتصر للشعب الفلسطيني من على المنبر ، في ما هو يستقبل دبابات الدعم الإمريكي المرسلة لإسرائيل ، ويدخلها عبر أراضيه لقصف وقتل أطفال غزة.
للأردن تاريخ طويل في إبداع اللغة المخاتلة ،والحديث بقومية متحفزة في اللقاءات المعلنة، والعمل سراً كشرطي مخفر حدود ومخبر صغير لدى أجهزة أمن إسرائيل، من الملك عبدالله الجد إلى الحسين الأبن وحتى الحفيد الحاكم الآن.
هي ليست سمة تميز الأردن وحده ، هي ذات الثنائية دائمة الحضور لدى الكثير من الساسة العرب، يستثمرون في القضية الفلسطينية لصناعة شعبيتهم الزائفة.
للأردن أطماع تاريخية في ضم فلسطين ،فهو حتى منتصف الثمانينات كان يصارع منظمة التحرير على تمثيل الشعب الفلسطيني، وهو من غذى عملية توليد وصناعة حماس كممثل بديل ، وهو من لم يستسلم لخيار منظمة التحرير ممثلا شرعياً ووحيداً ، إلا بعد إعلان المنظمة فك الإرتباط مع عمّان قسراً ، ومع ذلك بقي الأردن مرشحاً على طاولة قادم وصفة تقسيم فلسطين، بمنحه الضفة الغربية وبقاء خيار غزة مفتوحاً على التوطين في سيناء.
الشعب الذي لم يتنازل عن أرضه وقاوم كل مشاريع التقسيم وإعادة التوطين ، لن يقبل ثانية بصفقة ما بعد غزة، تبادل الأرض مقابل حل مشاكل ديون دول الجوار.
الحرب في غزة ليست منعزلةًً عن هندسة جديدة لخارطة المنطقة، وبالتالي في ضوء معطيات الحرب ستتحدد المخرجات، لعل أبرزها إستدعاء منظمة التحرير ثانية لواجهة التسويات، أو منح السيادة لمصر على غزة ،وهو ماترفضه القاهرة ، أو التوطين في سيناء وهو الأخر ليس مطروحاً على طاولة الرئاسة المصرية ، فيما الضفة لم تبارح حتى الآن أحلام الأردن.
ربما الخيار الآخر التوافق على دولة شكلية منزوعة السلاح والسيادة ، وهو خيار لن يصمد أمام التمسك بحق الشعب الفلسطيني بدولة وطنية مستقلة وفق القرارات الدولية ، دولة حقيقية قابلة للحياة، تسحب البساط من تحت أقدام التجارة الشعاراتية بفلسطين، وتمنح الأمن لكل المنطقة.
خالد سلمان
دولتان هما الحل ومن غير ذلك لا أمن للجميع.