الندى والليل
نسيم البحري
———————
جليد الندى السكري الفضي المنسكب من غيمة قاتمة على الحقل ليأخذ نظرات السنابل بلطف عفوي جديد ،مراوداً الزهر الأبيض والأحمر في منتصف الفجر ليمتص الرحيق الخمري المنسكب من قلب الشجرة ليثمل بأغنية سلسة الفحيح ،يشرد ممزوجاً بلون ظل وردة في بداية تسلل الضوء المنبجس من مرج الفجر .
ندى يفتح شهية الورد للغيم والصباح والخبز والقهوة ،يرسم كلاسيكية الجمال في حضن الشمس والضوء ،يوزع الفرح الغزير من تشققات السماء المتزنة ويسقط عطره الفريد في أنف الأرض برائحة تفوق رائحة الأقحوان والمطر والليل .
تمتد حباته من طرف الطبقة الأولى إلى نهاية عمر الليل أراقبها جيداً وأنا أتمعن الظلام بهدوء خلاق وهو يهرول إلى ملاجئ الفُقراء كنت حينها أقرأ لجيفارا مقولاته المشهورة، بعيداً عن سكن العالم خارج الوهم والخيال والحقيقة التي لم تكن ذات لون حقيقة .
أستمع إلى موسيقى سنابل الكلمات وهمس الحروف في أذني وهي تقول:لماذا ؟كل هذا الجمال إذا لم يكن موجوداً من يحتاجه هذا إسراف إن لم تصرخ حزيناً لرفقائك الذين ابتلهم الحنين في الجزء الأخير من الليل .
لقد ماتت هواتفهم تحت إثارة الفراش وبياض البرد .
بعد كل فوضى الحياة المليئة بالفراغ ،عليك أن تنام تحت ظل شجرة حتى يثير الغضب ظلك ويستوي على الزوال بعد تمايل الشمس إلى نهر الغروب .
أما بعد :
فالتستوي على تلة حمراء بعيداً عن القرى ومعك جميع القات المسافر من الشمال؛حتى تشتم رائحة العرق في عز البرد وترسم حلماً عبثاً لا تريده هكذا ،ثم تأخذ كلماتك للسياحة والنجوم ساهرة لتشربوا كؤوس الموسيقى وتقطفوا حلم النائمين مشهداً ممتعا لكم ،وتقول من ينامون سريعا لا يعرفون يحلمون رغم أن الساهرون صناع الأحلام الذهبية في جفاف الليل ، حتى يصفك الثعالب بالمجنون ،والبعض يقول لك بأنك حزن الليل لولاك لما كان الليل حزيناً .
نسيم