«لعنة العقد الثامن»: قصة النبوءة الإسرائيلية التي تثير رعب دولة الاحتلال
شفقنا-
بينما يحتفل الإسرائيليون في مايو (أيار) 2022 بذكرى مرور 74 عامًا على تأسيس دولتهم القائمة على الأراضِي الفلسطينية المُغتَصبة (ذكرى النكبة)، تطرق عدد من مسؤوليهم إلى ما يعرف بـ«لعنة العقد الثامن» وقرب زوال إسرائيل خلال السنوات القادمة، قبل أن تكمل 80 عامًا. فما هي لعنة العقد الثامن؟ ولماذا يؤمن بها الإسرائيليون؟ وكيف يرى ساستهم ومفكروهم مستقبل دولتهم، وما علاقة هذه اللعنة بنبوءة الشيخ أحمد ياسين، وكيف يستعد الفلسطينيون لهذه المرحلة؟
«لعنة العقد الثامن»!
ببساطة شديدة يعتقد الكثير من الإسرائيليين أن عمر دولتهم لن يدوم أكثر من 80 عامًا، ويعني هذا أن إسرائيل التي تأسست في 14 مايو عام 1948 بعد انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين واحتلال الأرض العربية، في طريقها إلى الزوال قبل عام 2028. يجيء هذا الاعتقاد بسبب ما أثبته التاريخ من أن الدولتين اليهوديتين السابقتين (مملكة داود وسليمان، ومملكة الحشمونائيم)، لم تصمد أي منهما أكثر من 80 عامًا، لذا يسود اعتقاد بين اليهود أن دولتهم الثالثة القائمة حاليًا على الأراضي الفلسطينية المحتلة قد اقترب زوالها.
النبوءات الإسرائيلية «إستراتيجية خبيثة»
تناول الأكاديمي، والمفكر، وأستاذ السياسة، وتاريخ الفكر العربي الحديث في جامعة كولومبيا، جوزيف مسعد، إمكانية زوال إسرائيل في المستقبل القريب، في مقال له نشره موقع «عربي 21»، موضحًا أن «زوال إسرائيل» أمر يثير رعب القوى الاستعمارية الغربية التي تسعى بكل طاقتها لضمان بقاء إسرائيل، كما أصبح يثير رعب الإسرائيليين أنفسهم.
يرى مسعد أن هذا الرعب ومخاوف «لعنة العقد الثامن»، إنما يرجع إلى الخوف من تكرار التاريخ نفسه؛ لأن اسم دولتهم جاء على اسم مملكة إسرائيل القديمة، وهو ما يعد أحد أسباب المقارنة بين مصير المملكة العبرانية القديمة والمستعمرة الاستيطانية الحالية. ويوضح مسعد في مقاله أن تسمية الدولة الاستيطانية الحالية كان نتيجة نقاش بين المستعمرين اليهود والاختيار من عدة أسماء منها: يهودا، وصهيون.
ويُرجح مسعد أن بث ونشر هذه النبوءات الإسرائيلية التي تقول بقرب زوال إسرائيل، تعد جزءًا من إستراتيجية خبيثة لإثارة الرعب بين المستعمرين اليهود في إسرائيل، لمنع المعارضة المحلية، ودفع المستوطنين للالتفاف حول دولتهم، كما أشار إلى أن إثارة مثل هذه النبوءات في الغرب يضمن بقاء واستمرار الدعم المالي، والعسكري، والدبلوماسي لإسرائيل.
أحمد ياسين: 2027 ستأتي ولن يكون لإسرائيل أي وجود
مسألة قرب زوال إسرائيل ليست أمرًا يهوديًا بحتًا، فخلال حديثه في برنامج «شاهد على العصر» على قناة الجزيرة عام 1999، قال الشيخ أحمد ياسين مؤسس «حركة المقاومة الإسلامية (حماس)»: إن إسرائيل في طريقها إلى الزوال، وستكون نهايتها في الربع الأول من القرن الواحد والعشرين»، مشيرًا إلى أن إسرائيل لن تكون موجودة في عام 2027.
واستند الشيخ أحمد ياسين في كلامه على استشفاف قرآني، بأن الأجيال تتغير كل 40 سنة، وأوضح أن الأربعين عامًا الأولى لإسرائيل (1948 وقت إعلان قيام دولة إسرائيل وحتى عام 1987) كانت سنوات نكبة ودمار، وأما الأربعون الثانية (تبدأ من الانتفاضة الأولى في أواخر 1987 وحتى 2027) فهي سنوات مواجهة وتحدي، وتنبأ بأن تكون نهاية إسرائيل في بداية الأربعين الثالثة على يد ما أسماه «جيل التحرير».
نبوءات بسام جرار الرقمية وزوال إسرائيل
في السياق نفسه يخالف الشيخ بسام جرار، المفكر والباحث الفلسطيني، ومؤلف كتاب «زوال إسرائيل 2022 نبوءة أم صدف رقمية»، والذي يوثق فيه أبحاثه عن الإعجاز العددي في القرآن؛ ما قاله الشيخ أحمد ياسين. مشيرًا إلى نبوءة ياسين لم تقم على بحوث ولا تستند إلى دلالات قرآنية أكثر من سنوات تيه بني إسرائيل الأربعين، مؤكدًا أن أبحاثه تشير بنسبة تصل إلى 95% إلى أن زوال إسرائيل وسقوط عاصمتها، سيكون في عام 2022.
وقد اعتمد جرار في «نبوءته الرقمية» بشأن زوال إسرائيل على سورة الإسراء من الآية الرابعة إلى السابعة، وقال إن سورة الإسراء تسمى سورة بني إسرائيل، موضحًا أن عدد كلمات النبوءة في السورة 1443. وأنه بجمع عمر بني إسرائيل كما في التوراة (76 عامًا) مضافًا إليه عام قيام دولة إسرائيل (1367 هجريًا)، فإن زوال إسرائيل سيكون في عام 1443 هجريًا. كما يؤكد بحساباته المعتمدة على عدد الحروف وأرقام الآيات أن زوال إسرائيل سيكون عام 2022، والذي يقابله عام 1443 هجريًا.