عَقيِد_فيِ_البِيرِين_13
احمد نويهي
قبل تندلع شَمس “الكَبة” إلى الشرق مِنْ “صُهيب” عَاش يَزرَع الحُب والحَب،والعَسل والقَات.
يوزع العمر نضالات؛ بعد لم يزل يرشف بخياله مخيال وافر غزير السلا والسلامة.
قائد سرب بيجو < 505> العملاق الذي شوط خطوط المدن وشَتَت على البُعد المَسَافَات..
رَعشَة ومِنْ أَول الزَهر..
ناجي العرشان..
كَان قَدّ وَلد عَهد الجُمهِورِية كَمَا يَروي..
يقول: تَعلّم في مِعلامة قَرية”النُقِيع” المُلاصِقة لِقَرية وَلِد فيها هذا الإنسان الذي أَتقَن القرآن،بِمعلامة الفَقية “سَعيد مُحسن ”
وهذا ما ناله من تعليم وافر غَزير تَعلّم ايضاً الكِتَابة عَلى اللوح،والقراءة بِشَاشة رَقمِية الآن.
تعلم ناجي،وقد أتقن الحياة تعلم كثير مِهَن لينجو من مخالب الفقر فقد ولد لأبوين يزرعان السنابل بوادي الأعرود، فاض الوادي بغلال كثيرة يحكي عنها بشغف..يقول: كانت بلادنا تزرع تفاح وبرتقال ومانجو ولِيم. هذه الفواكهة،إلى جِوار الذُرة الحمراء والبيضاء والجُلجُل،”السِمسِم” والحَب الغَرب،والدُجر”.. ”
ولازال الحديث على لسان البُليِ..زَرعت بِلادنا الطماط والبطاط البامية،الباذنجان والكوسة،البصل والجُزر،
زَرَعنَا الحُب مشاتل.. زرعنا قَصب السُكَر كان جوار مَاطُور”مَضَخَة” ابراهيم عبدالله،بوادي الأنَزاف”.
يُقهقه بِشَكل لا تَحسَبُه إلا ذلك المخمور من أول العمر وحتى اللحظة التي يَخُوضَها وهو يَنقُل
” النَوب” خَلايَا النَحل بين الشِتاء والصَيف مِنْ مَغَارب البِلاد إلى مَشرِقها
مِنْ الشُروق حَتى الشَفق
تَهيم كَتائب النَحل كِفَاحاً ونضالات،يُحلقن من “الكَبَة” حتى” الأكَمَة الحَمرَاء” في الاتجاه المقابل على يَسَار خَط الكَدحَة سُوق الثَلوث الواصل إلى البِيرين سُوق الرَبُوع، تطير النُوب إلى المَلكة شرقاً قرية مجاورة هَاجَرت مَع الجَمَال،سَافرت قَبل الشَمس البَلابِل مِنْ وادي “بُلابل ”
تَتَدَفَق مِنْ هَيجة لضاحية لشعبة الإبل بحثاً عن الماء والمرعى..تتجول في النواحي تلهث خلف رزقها الطيور على اختلاف اشكالها واختلاف الاشجار الكثيفة أطراف وادي المَلكة حَيث تَنُوس السَنابل والايائل،تَطير الحَمَام والحَمَاحِم.
يَقود دِينا يشحنها بالمياه بعد تطاير اليُبَاب وخَيم الجفاف،تشققت الأرض والعقول والحقول،إذ اجتاحت الغَرسَة بلاد كانت “سلة الغذاء”حتى كادت صواريخ الكاتيوشا المُرسَلة من الكَدحَة تسقط تماماً إلى الزاوية البعيدة بمقدار منفرجة إلى الغرب منها يتحول المدفعجي يرسل الهاون بغزارة حتى نزحت العديد من القرى الممتدة بين سوقي الثَلوث والرَبُوع.
نزحت البلاد تحت وابل قصف مليشيا حاولت الوصول عبر بوادي الكَدحـة،والعفيرة وصولاً إلى”موقد الجمر” وقد تموضعت سوق الخمر لأسباب عديدة اهمها تراخِ قيادة لواء استثمر معاناة السُكان ليؤكد على رَسم احداثيات جبهة كان يَرى من تلال وسهول وسهوب الكدحة أن بإمكانه الوصول إلى ما يعزز متارسه في مسعى غير واضح ولم تتَضِح مَلامِحُه إلا ضُحى الغَدِ.!!
الكَدحَة..
تَسقُط خلال ساعة زمن “مابين طرفة عين وآخرى يبدل الله من حال إلى حال.”.!!!
هُجَرت المَواشي والأبقار والأغَنام،تفَجَرت الألغام بِمَن تَبقى،تطايرت أشلاء أطفال ونسوة وبهائم سَائِمة في الوِهَاد،
تَشَبَتَ ناجي الجبهوي العتيد،بمقامه،امتشق الغمام. يُبلبل،يُلاليِ يُمول
نواحي قريته يَروي غُصن المَحبة من أول نقطة ينصبها “محور تعز” العسكري مدخل مدينة “النَشَمة” بَعد اجتياح الحُجَرية،هناك تَدفقت سَوائل كان قَدّ رَفَعها تَلاميذ مدرسة مدينة
” سَاعيِ البَرِيد” لِيعود الرب يُخصِبها الغُيوم لِتَتدفق الغُيول نَهر وَافر غَزير.. يَشحن الناس المياه وقد اصطف البابور والدريول يُبلبل ولاغير يُبلبل..
“بلبل بلي بل بل”
” قَلك بِيعه واشتري زُوكيِ ”
(البُليِ)
عَاش الرَعية في بلاد تقع بين سُوقيِ الخَمر والتَمر مَوعِدّ ومُوقدّ جَمر على خَط القَوافل قَبل الأرض العُقول،زَرع الحُب وَارف في الحُقول بالقرب من شُباك الحَبِيبة.
انتج ناجي.. غِلمان وصِبيان وبنوتات كثار.. تزوج بفاتنة سَلبت نَومه وبَات نَعسَان.. يمشط الطرق من الشمال إلى الجنوب من المُعلا حُضن جَبل شَمسان إلى عَيبَان حصن صنعاء المكين غربها يقابله غيمان شرق القلعة وقصر السلاح بالقرب من أسخن فرزة للبيجو شرق المتوسط
“فرزة صنعاء-تعز”
خَاض بيجو< 505> والقادمين من معقل ومعتقلات جهاز ” محمد خميس- القمش غالب” خاضوا نزال غير متحدِ حين غادر معظم ابناء المناطق الوسطى من يريم إلى الرياشية-عَمار-نواحي رداع ”
غادروا إلى المعتقلات،تم اخفاء الكثير منهم قسريا
غادروا صفوف الجيش بسبب النضالات التي خاضوها ضداً لنظام صنعاء انحيازاً لصف ونسق قتالي كان جار الله عمر وثلة من رفاقه يديرون قتالاً ضارياً ضد “الرجعية” التي تتحكم بمقدرات الشعب.!
غَادروا بَعد غَدَر الليل والرحلة طويلة.
من النشمة جنوب غرب إلى مفرق الحوبان شرق تعز..يشحن البيحو شقاة وقدامى محاربين، اطباء وطلاب جامعيين، وطلاب يقصدون العاصمة بحثاً عن موقص يشقي معه وجواره بمصروف المدرسة..يسافر مع الدريول الكثير من المرضى قاصدين مشافي العاصمة وربما بحثاً عن تقرير طبي كان قد احتكره نظام وزارة الصحة بدولاب وكيل وزارة لقطاع الرعاية الصحية إذ شطحت في حي الزراعة عِمارة اطلق عليها سكان العاصمة بُرج…
نسبة لاسم الدكتور المُخبر.
يَتجَشَم الناس وقد ساءت الأحوال وتبدل الحال بعد عودة مليوني مغترب من السعودية آب 90
بعد ذوبت 22 مايو90 كيانين ليتحد الشطر شطرين.!
كان الدريول يقصد عدن لزيارة بعض احبته الذين استقر بهم المقام وطيب الإقامة على الدوام.
شوطين عذاب وشوط عقاب.!!
عدن عدن فيها الهوى ملون..
يُدَندِن البُليِ بينما يجلس جوار السائق وقد انتخبه من بين عديد سائقين دربهم على مهارات الاتصال والتواصل قبل تصبح شبكات الهاتف المحمول واندلاع الزمن الرقمي.
ثلاثة عقود والدريول يلزم الفرزة من باب اليمن إلى النشمة بعد اصبحت خطاً معتمداً قبل يصبح الشيخ القادم من وادي يزرع المانجو عضواً في البرلمان ماقبل الوحدة خاض في مدينة النشمة التي تعد وكر لقبائل اليسار الماركسي بحسب توصيف رفاق الأممية.!
اثناء اعلن نظام صنعاء انشاء نظام محلي واسع الصلاحيات استجابة لمشاريع استبداد يطول شرخه.!
على الأنظمة أن تبدل خيارات الحكم الشمولي بقائمة وقوائم مزركشة تمد بعمر البيادة تحت لواء السيادة والشعب صاحب القرار وشعب يحكم نفسه بنفسه..
قذف عبدالغفور البراق وهو الذي سافر مع الجمال إلى البندر الذي غنى الزمن ودندن..
عدن عدن لكن لمن؟
لا اشتد لي فيها وتر ولا رن.
هكذا صارت على كل لسان عبر أمواج تسبح في خبوت “وادي الصَميتَة” الواقع اسفل السلسلة الجبلية لنطاق شاسع من الكدحة غرباً حتى الراهدة شرقاً يسمى في خارطة الرسم العُثمانيِ الاحتلال الذي شكل النواحي والاقضية وقد سير الباب العالي حملات عسكرية تحت مسميات زائفة لتوسيع رقعة الولاية التي ترفع راية الإسلام لتجبي الألوف ولا تستفي جامعها..
كان الصراع يشتد بين امبراطوريات ذلك الزمن في سباق محموم على طرق التجارة واليمن بلاد تقع على بحرين.!!!
سار عبدالغفور يزاحم شيخ تمتد قبيلته بين القضاء والناحية إذ يمثل الإقطاع وقد اقتطع من الأرض الكثير ما مساحته وادي الحب لأخر طرف.!
يشد المثقف العضوي وقد تسرب الشيب على مفرقه بعد شرب حتى ابتلت عروق السماء..
يبث الصوت من شفاه تيبست بفعل التقادم وقد شَبب الشيخ ادوات السيطرة، وتعددت وسائلها.
شويل يبث كل صباح احاديث عن مجلس ينعقد بقرية “المشجب” إلى الشرق من مدينة النشمة باتجاه التُربة جنوب تعز، ينعقد مجلس يشبه مجالس الذكر التي كان ينعقد لها المريدين ليلة الشعبانية بدار السيد عفيف القادم من أعلى جبل السوأ ليبسط نفوذه ل
يشحن البيجو بترول ممتاز تم تنقيته من الشوائب مَصافيِ عَدن بِحسب ناجي..
يتشيع الدِريول لمدينة عدن، يرخي أوتار الطرب،بعد يحاسب المسافرين، يبتسم بمكر ودهاء وطيب قلب حنون.. الطلاب مُحَاسب..
يدفع ثلاثة من المسافرين والبقية للوعد الثاني..
بين وعد و وعد آخر..
يقود الدريول الرحلة بجدارة واقتدار..
يثرثر عن زمن عبدالفتاح وسالمين وقحطان والملكة فكتوريا.. يتقن لكنة ولهجة الكثير من المدن والبلود.
ناجي لا يستند في مجابهاته مع الحياة وقد شَحذ روحه على اليسار مقاتل بكل أدوات الشغيلة والكادحين لا يركن على العيال،ولا يطالبهم بأموال..
ناجي يمُول ومُمول بِعَرق الجَبيِن مُول قِطاع الطُلاب والمُوقصين في مِخبَازة “عَدن والعَبسي” وسط “يَريم” حيث تنتصف المسافة بين العاصمة السياسية للبلاد وثان اكبر مدن الشمال من حيث الكثافة السكانية، لا ينفرد بوجبة فردية خصصتها المخبازة للسائق، يأكل مع الطلاب ويأكل كل ما حصده من النقد.
يوصل العاصمة وقت تكسر الشمس عنفوانها منتصف ش الزبيري أكبر شوارع العاصمة التاريخية للبلاد.
بعد أذان مغرب اليوم ذاته من فجر لا مغيبة كما يقول مغنى ذاعت واشتهرت اغنيته صارت على الشفاه جزلى تترجم اللواعج وتقضي الحاجات والحوائج، كما لو خُلق المغني ليداوي يرمم تهتك القلوب في بلاد تصفر ريح الشروق وسط الخمائل والجداول تترقرق لتقذف نواحي الرضمة ودمت والدليل ومفرق حبيش بالكثير من شعراء ومغاني كثار، تدفقت الاغاني على لسان العَدَنيِ والعُدَينيِ بلا امتياز لِمَنْ كَان السَبق ومن يَجُيد السَبكْ.
كَان السَعديِ العَدَنيِ شاعراً يقرأ اعتمال المدينة واندلاع جملة تجارية شعشعت وسط” البندر” عَاش عَدَن وتاه في انثيال المد والموج الهادر سَنا قلعة صِيرة حيث كان الميناء القديم إلى جوار معاشيق حيث سكن الموج واستوطن.
غنى المغني..
والله ياناس لولا المحكمة لدل به عبد في السوق الطويل قروش بيضاء نشلشلها شليل”.
ناجي الدريول.. عَاش ولم يزل يُبلبل يُلالي يُمول ولازال يغرد، يتفرد وسط “مقهاية سيف ناجي” يعقد مجلسه من الثامنة واحياناً يهبط منتصف العاشرة وقت يصهل الموال
“يسقي صبر يسقي من الجانب الشرقي”
يوصل حسن الجبائي بحماره السورقي وعليها وِطَاف كما كان مَقعد لقائد “سُخوي”..يفرش قاسم شرف للمقوت باب دكانه المعتاد.. يتحلق الرعية..
يفتح الجلسة شويل يشل الكلوات الذليل..
بكم يا عم حسن؟
قلدني الله وحرام وطلاق انه شراء عليّ بحدعشر مية ولك يا شويل هات اتنعاش..
مله ياعم حسن مشتسخيش بي انا حميسك.
اقلك قلدني الله ما بعتوا بالسعر اذا الا لك..
يتدخل ناجي.. بلبلي بل بل..
ناجي يقول: مله اليوم ابيع لك” المَعقُور” منشان نخزن..
يا جبائي قلي بكم؟
شويل يدفع فهو شيخ ولايخزن إلا بديوان الشيخ البركاني،كونه عدل الأعرود وعضو قيادة بمؤتمر النشمة..
ناجي.. يخزن بسبعمية من يريم ربطة عنسي تساوي حجم اطار سيارة يقودها بيجو 505
الجبائي.. هطنهط.. هطنهط..
“بل بل بلي بلبل.. قلك بيعه واشتري زوكي.”
مله والاولياد مو عا نبقي لهن.؟
هادي اصغرهم والا كبر امتهن المشغولات النسوية بشارع هايل-صنعاء
واخرهم مقاتل بين جبهتين
لم يزل ناجي يقاتل العوز يضمد شقوق الروح، يرتق بمقوده المعوزين الواقفين جَولات المُدن فجراً والمنتصبين قبل تلفلف الشمس فستانها الأرجواني، من الشُروق إلى الشَفق، يَنتصب “الشُقاة” في تقاطعات اصبحت عناوين”الحَرَج”.
يقود بيجو 505 مطلع ثمانينات القرن الفارط،
ابتسامات ترتد قهقهات لا تزال تدوي ورجع الصدى ملء المكان.. يرغي كزهر الصباحات يفور كما يثور البحر كما يرغي الكآس وقد تعتق كخمرها الدِنَان،كما لو يرشف بخيال الطريق من “النشمة” مدينة على خط القوافل هبت من نواحي بيتنا الغربي روحه الفتان.. سفيان سائق خط الحياة وقاﮂ في حياته جميعهن السيارات والناقلات.. نقل ذات يوم المنى والاماني والامنيات.. قاتل سفيان بصمت الزاهدين وعشق الهيام رهاب الفقر، خاض بلا هوادة معارك شرسة على جبهة الموت لم يتهيب المنايا خاض ببسالة العردي العظيم من يرشق الجبال يصفصف تيهها المزاهر الوارفة جوار الدار.. دارنا الغربي مشتل الزهر والزهو والزاهرات شبابيك الروح، نوافذ إلى اللامكان.. إلى اللامدى سار سفيان يركض بمقوده الخط وصلاً ليلاه والنهار.. نهاري الطلعة عاش، مخاوي الليل لا يتهيب ولا يأبه العتمات ولا من نسله ولا من جيناته من يتهيب الآخر مهما تعاظم وتكاثر وتكاثف.. عاش ومن مثله خالو وخلي وخليلي يوم السفر والعنوان والفرزة التي لا تهدأ ولا تفتر..
عاش خالي يشوط بين الذهاب والإياب طريق والطريق طريق القوافل من النشمة من مدينة “ساعي البريد” سافرت البيجو إلى صنعاء بلا فرزة مركزية.. قاتل ورفيق الحظ والخط القائد المتقدم العتيد الفذ المرهف صاحب الروح الفتان..
دَشن ناجي فرزة حرة يوم وقف وجواره الشيخ عبدالرحمن قاسم سعيد الدبعي وهذا الدبعي ابنها النويهة حيث ولد وعاش ليلتحق بمدينة تعز قبل تندلع ثورة سبتمبر برفقة غيلان قاسم شقيقه القادم من محيظة دبع.. تلاق وتلاقح بين الجهات..نشأت على خط القافلة “خانات، ومقاهي” انتجت التعايش والتلاقح والاعتراف بالآخر ليزهر السوق وتنتعش التجارة..
وقف ناجي ينازع حقوق بلاد ركبت البر والبحر والجو.. بسلميته ودماثة روحه الشفاف.. اهتدى ليقصد شيخ كبير ومن قصده لا يعود إلا وقد انتصر..
امام مكتب مُحسن اليوسفي يوم كان محافظ للمحافظة، منتصف ثمانينات القرن الفارط لمنازعته وسلطته انتزاع فرزة حرة لها كامل الصلاحية وتلتزم بنظام الاتحاد العام لنقابات عمال الجمهورية..
عاش ناجي وسفيان قد ارتجل الصبا بشارع القيامة،غاب وقد رصع بقلبه وَجد ووجه حفره الناس وسط المآقي والمُقل،بَعد لَم يَزَل يُثَغثِغ بِروحه والقَعشَة الاشهر نواحي بلاد بين سوقين ترغي ولاغير ترغي،،،،