ضع اعلانك هنا

الفضول.. قيثارة الوطن 

 

 

الفضول.. قيثارة الوطن

عبدالله عوبل ا

الشاعر والصحافي اليمني الكبير عبدالله عبدالوهاب نعمان «الفضول» شاعر غنّى للوطن والحب والحياة، وتغنّى اليمنيون بأشعاره وردّدوها بلحن الفنان الكبير أيوب طارش عبسي. الفضول – رحمه الله – شاعر متميز، للوطن في شعره معانٍ أكثر عمقاً، وعندما يكتب للوطن تصبح الجملة الشعرية عنده مرصّعة بالضوء والجمال؛ ما يسحر الوجدان ويلهب العاطفة.. نحن نتحدّث عن شاعر النشيد الوطني اليمني، النشيد الذي تفوّق في صياغته حلماً ونبوءات, عشقاً وأمجاداً، بلور الفضول معاني للوطن أكثر قيمة وجمالاً، ويتعدّى عنده الوطن المكان بمعناه الجامد، ليشمل المحيط الإنساني المتحرّك، يبادل الإنسان العطاء والحب والمصير.. ثمة رجال كبار بحجم الوطن زرعوا فينا قيماً نظيفة للعشق والجمال، رجال هم عابرون للقرية والقبيلة إلى رحاب الوطن الكبير؛ الفضول أحد هؤلاء، رجال رسموا الآمال والأحلام للوطن المعافى، وقد يطول الانتظار؛ لكنهم لم ينكسروا رغم شظف العيش وحالات الاغتراب فـي الوطن. والمتتبع لشعر الفضول الغنائي الوطني سيجد أن الفضول قد ارتفع بالأغنية الوطنية لكي لا تتجاوز الأحداث والمناسبات إلى جزء من فلكلور أكثر إنسانية وأكثر امتداداً في المكان والزمان؛ ذلك رغم ما عُرف عن الفضول من سخرية في كتاباته الصحفية وحياته العامة؛ ناقداً للمجتمع والسلوك الإنساني والوطن البديل المرسوم ببراعة وجدّية وعشق لا ينتهي في أشعاره وأناشيده الوطنية، صورة العشق للوطن القادم لم تتغيّر، بقيت معه وانتقلت إلينا بعد رحيله. الكبار أمثال الدكتور عبدالعزيز المقالح والبردوني والفضول والقائمة تطول في مجتمع كالمجتمع اليمني؛ الشعر بالنسبة لهم رسالة وطنية واجتماعية وأخلاقية، ولم يكن الشعر بالنسبة لهم ترفاً، الشعراء هؤلاء كانوا وسيبقون على الدوام ثواراً من أجل تجديد مجتمعهم، وهم محاربون أشداء في معركة الحياة؛ من أجل الحياة. إنني باسم وزارة الثقافة أتشرّف بطباعة ديوان الفضول وأثره الفكري، وتجميع كل ما كُتب عنه؛ ذلك واجب وطني لكي تتعرّف الأجيال على مبدعينا الكبار الذين لم يحظوا بكل ما توفره الحياة المعاصرة من وسائل وتقنيات لتسهيل حياتهم، ومع ذلك قدّموا لنا مآثر في العشق والجمال وحب الوطن. رحم الله الشاعر الكبير عبدالله عبدالوهاب نعمان “الفضول” وندعو الأخ رئيس الجمهورية ودولة الأخ رئيس مجلس الوزراء لما عُرفا به من اهتمام بالمبدعين أن يوجّها بما يوفر الحقوق المهنية والوظيفية للشاعر الكبير أو غيره من المبدعين لتنعم أسرهم بالحياة الكريمة ويستردّوا جزءاً من دين الوطن لهم. سيبقى الفضول في الوجدان والضمير الوطني، وستبقى أشعاره نبراساً يضيء الطريق للباحثين عن حياة كريمة وغدٍ أفضل فـي وطن كريم.

 

Sent from Samsung Mobile

ضع اعلانك هنا