رفيق صــلاح الدين .. هل لك عودةٌ
فإن جيـوش الــروم تنهــى وتأمرُ
رفاقك فى الأغــوار شـدّوا سُروجَهم
وجنـدك فى حِطِّين ، صلّوا .. وكبّروا ..
تُغنّـى بـك الدّنيــا .. كأنك طـارقٌ
على بـركات الله ، يرســو .. ويُبحرُ
تناديـك من شــوقٍ مـآذنُ مكّــةٍ
وتبكيـك بَــدر ٌ، يا حبيبـى ، وخيبرُ
ويبكيـك صـفصاف الشــام ووردها
ويبكيـك زهـرُ الغـوطتين ، ودُمَّــرُ
تعال إلينــا .. فالمــروءات أطرقتْ
وموطــن آبائــى زجـاج مكسّرُ ..
هزمنـا .. ومـا زلنـا شِتـاتَ قبائـلِ
تعيشُ على الحقــد الدفيــن وتثـأرُ
رفيق صــلاح الدين .. هل لك عـودةٌ
فإن جيـوش الــروم تنهـى ، وتأمرُ
يحاصــرنا كالمــوت ألفُ خليفــةً
ففى الشرق هولاكو .. وفى الغرب قيصرُ
أبا خالـد أشكـو إليــك مـواجعـى
ومثلــى له عــذرٌ .. ومثلك يعــذرُ
أنا شجــرُ الأحــزان ، أنـزفُ دائماً
وفى الثلـج والأنـواءِ .. أعطـى وأُثمرُ
يثيـرُ حــزيـرانٌ جنونـى ونقْمتَـى
فأغتال أوثانــى .. وأبكـى .. وأكفـرُ
وأذبــح أهـلَ الكـهف فـوق فراشهم
جميعاً ، ومن بـوّابـة المــوت أعبرُ
وأتـرك خلفــى ناقتـى وعباءتــى
وأمشى .. أنا فى رَقْبــة الشمس خِنجرُ
وأصـرخُ : يا أرض الخرافات ِ.. احْبلى
لعلّ مسيحــاً ثانيـاً .. سوف يظهرُ ..
نزار قباني