وأشارت
——
الشارح يرتل ترانيم صباحاته الاولى ،، الحمام ،، تصلي مبكرا،قبل كل الطيور ،تغادر أوكارها مع الغسق ،، تأخذ جزء من سنبلة باتت منتظرة، الحمام زائر خفيف الظل، تعرف طريقها الى (جهيش) الحقول ،،أو القطفة الطرية،،،كلما زاد عدد الحمام على سنبلة طرية زادت الغلة،، الحمام بركة، كل مزارع يتمنى ان تمر الحمام على سنابله، تجلب الخير والحظ الطيب..
يقف الشارح ( حارس الحقل) على طرف الحقل،، ثمة أسراب من العصافير الصغيرة تفعل بالسنابل ما لا تفعله الأفيال فيهشها (بالوظف)،وهو آلة يصنعها الشارح ( الرمي بالحجارة كتلك الآلة التي يستخدمها الفلسطينيون) ،،ويصدر عنه صوتا كأصوات البنادق) ، لكنه يطرب ألحمام حين يعزف على الناي ،، يتراقص الحقل ،، وتقف الحمام مشدوهة تكاد ان ترقص على صوت الناي ،،،تناقض عجيب ،، هنا يعزف على الناي أصواتا تطرب الحمام، وهنا يرمي أسراب صول ( وهي عصافير صغيرة الحجم تأتي في أسراب بالمئات ) الشارح المسكين يجول ببصره طول اليوم يراقب حركة الطيور ،، وفي المساء قبل المغرب، يقطع فرعا من شجرةً الإثل ،، يعفي ط( اي يمسح بفرع الشجرة كل اثار الأقدام حول الحقل كاملا)، بحيث اذا دخل شخص الى الحقل يترك أثرا،، ويأتي القصاص ( علم الأثر عند العرب ) ( وهو خبير في اثار الأقدام ويعرف من السارق ) ،،
هكذا يعيش الانسان والطيور في صراع وجاذبية وفي ألفة احيانا ،،
اذا أكلت الحمام من السنابل لا ينقص من السنابل شيئا ،، حتى الطيور بأشكالها وأنواعها لا تترك اثرا يمكن ملاحظته،، الشارح في حقيقته يشرح من عبث الانسان ،،، بينما يتظاهر بان وظيفته هي ابعاد الطيور عن السنابل ،.
عبدالله عوبل .