خلط الاوراق لا يسهم في علاج المشكلة،،،،، قراءة في موضوع العودة الى التراث
د. عمـر العـودي
كتب الاستاذ حسين الوادعي تغريدة على حائطه في الفيس بوك كتفاعل مع التعصب المذهبي والسلالي و حراك الاقيال واحتفالية يوم الوعل ووصف هذا الحراك ضمنيا واشار اليه بـ (التراث) اسوة بالدعوات الماضوية العنصرية السلالية وجمع الظاهرتين في اناء واحد من خلال هذه التغريده التي يقول فيها:
*(العودة للتراث/الماضي/الدين لن تحقق نهضة إلا بنفس القدر الذي يمكن للعودة للمحراث أن تحقق ثورة زراعية، وبنفس القدر الذي يمكن للعودة للحمير والبغال أن تحقق ثورة مواصلات، أو للحمام الزاجل أن يحقق ثورة اتصالات ومعلومات.)*
هذا ما كتبه الاستاذ حسين الوادعي وهو يعتبر من النخب العالية الثقافة ومن يتمتع بغزارة التراكم المعرفي ومع كل احترامي وتقديري لشخصه الكريم ولعلمه وطرحه الفكري التنويري الا انني اريد التعقيب على هذه التغريدة التي نشرها على صفحته في الفيس بوك واجزم انه يقصد بها توصيفا مختلطا لحراك الاقيال و تعقيبي هو كمايل:
ان الاسقاط السلبي لردود الافعال المجتمعية تجاه الدعوات العنصرية المرتكزة على الخرافة التي نتجت عن اسباب استدعتها ليس تعبيرا دقيقا عن الحالة والاجدر ان ننظر الى الحالة ونعمل على تشخيصها بدقة هل هي سبب ام نتيجة حتى ننطلق لنعالج الاسباب التي ادت الى ظهور مثل هذه التظاهرات المجتمعية ذات البعد السياسي .
كل شخص تكمن فيه ثنائيات التعصب والتسامح ، الخير والشر وهذا فطرة الانسان فان تعامل مع الاخر بالتعصب فهو يستدعي التعصب من الطرف الاخر وان تعامل بالتسامح فذلك ايضا يستدعي التسامح من الطرف الاخر ولايمكن ان ينتج التعصب تسامحأ او العكس هذا بشكل عام واما عن خصوصية دعوة حراك الاقيال فالتغريده تحاول الخلط بين الغث والسمين والنظر الى كل من حراك الاقيال والتعصب العنصري السلالي والمذهبي من مسافة واحدة مع ان الحراك القومي تيار الاقيال ليس فيه اي تشبيه مما ذكر في التغريده لا استدعاء المحراث ولا الثور ولا للحمير والبغال ولا للحمام الزاجل ولا اي مما ذكر فهو رد فعل ظهر كنتيحة لتعاظم الشحذ والتمييز العنصري السلالي ضد ابناء الشعب اليمني واختزال ثقافة وتاريخ عريق في خرافة الاصطفاء والحق الالهي في الحكم ومحاولة طمس الهوية الثقافية اليمنية و يهدف للدفاع عن الهوية الوطنية وقد استدعته العصبيات للهويات الطائفية والمذهبية الدخيلة على اليمن التي تحاول تسويق نفسها على حساب الهوية الوطنية اليمنية الجامعة. نقول لكل المثقفين بدلا من خلط الاوراق من باب التذاكي او التثاقف دعونا من هذا كله وبدلا عنه لندعو جميعا لدولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية والتداول السلمي للسلطة وتجريم التعصب العنصري العرقي والسلالي ضمن قوانين وتشريعات الدولة المدنية الحديثة، لاسيما وان الكثير من الكتابات تنتقد حراك الاقيال تيار القومية اليمنية بينما تتماها مع اادعوة السلالية المذهبية ومع دولة الولاية او الخلافة وتخلو من الدعوة الى دولة مدنية حديثة ، ونتجنب لوم اي اطراف لذاتها و التغاضي عن اطراف اخرى . اذا كان هناك اجماع على نداء للدولة المدنية والمواطنة المتساوية واختيار الحاكم عبر صناديق الاقتراع يتبناه الجميع دون استثناء سترون تيار القومية اليمنية الاقيال هو اقرب المكونات و اول من يلبي النداء ولن تسمعوا عنهم بعد ذلك اي صوت او بروباجاندا وستعرفون من الذي لا يروق لهم هذا النداء ونتخلى عن الكتابات التي تحتوي على المراوغة وخلط للاوراق وعدم الاعتراف باساس المشكلة مع ان الجميع يعرف منهم خصوم الدولة المدنية الحديثة ومنهم دعاة التعصب السلالي والاصطفاء دعونا نتحدث بصراحة ونسمي الاشياء بمسمياتها لكي نضع مشاكلنا تحت المجهر ونحاول ايجاد حلول تتوافق مع ابجديات الدولة المدنية الحديثة التي تحمي الجميع من الجميع . لكن اذا ظلينا لا نعترف بوجود فقاسة المشاكل كلها و نفصح عن اسباب مشاكلنا بصراحة و نتعمد خلط الاوراق فذلك يعتبر اخلالا بالامانة العلمية من ناحية وتماهيا مع طرف ضدا على طرف اخر وهذا لا يليق بنا كنخب مثقفه او رموز للفكر التنويري.