الشارع .. الخيار الأخير
كتب/ جمال الصامت
بعد الخذلان المبين من قبل مجلس القيادة الرئاسي لإرادة الشعب التي تمثلت بالإصلاحات الإقتصادية والتي كانت بدايتها قرارات مركزي عدن، لا أجد خيار أمام هذا الشعب الذي خرج إلى الشارع في عديد من المحافظات مرحباً ومؤيداً لتلك القرارات ،سوى أن يعودوا إلى الشارع كاخيار أخير بل ووحيد ..
لقد اكتسب المعبقي ببضعة قرارات تأيداً شعبي وسياسي واسع في شتى ربوع الوطن ،في حين أن مجلس القيادة الرئاسي الذي تسلم السلطة قبل سنتين وثلاثة أشهر ونصف بالضبط لا يمتلك سوى تأييد شعبي هزيل وسياسي متأرجح، بالإضافة إلى أن المعبقي أحد رجال الدولة الذي لا يختلف فيه اثنان قاد أشرس حرب كاد الحوثي بسببها على وشك الإنتحار، في الوقت الذي لم يستطع المجلس التخلص من إتفاق ستوكهولم الذي كبل الشرعية أمام مجموعة مليشيات متمردة.
وفي الوقت الذي تكتسب فيه الحكومات شرعيتها من تأييد الشعوب، يختلف الوضع في اليمن بنسبة كبيرة عن بقية العالم، فمجلس القيادة يستمد شرعيته من الخارج لا من الداخل، لذلك يجب أن لا نستغرب من التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي.
وما قام به مجلس القيادة الرئاسي من إلغاء لقرارات مركزي عدن والرضوخ لطلب الأمم المتحدة المنقذ الأخير للحوثي دوماً، يمثل أكبر سقوط سياسي منذ ولادة المجلس، الذي لايجيد حتى التفاوض ويعطي الخصم أكثر من مطالبة، وفي هذا الصدد يستوجب إعادة النظر في المجلس الذي يبدو أنه لن يستطيع تحقيق تطلعات الشعب اليمني في إنهاء الانقلاب الحوثي.
– صورة بلا تحية للأحزاب التي ستصمت ،،