سلطة مأرب… القو الغاشمه
مصطفى محمود
لا تفعل سلطة مأرب بناء سجناً وتشريداً وتنكيلاً فقط، إنها تذيب كبرياءنا وتشوه صورتنا أمام أنفسنا، فنغدو “موتى على الدروب تسير”.
سلطة مأرب تحيل ضحاياها إلى قطيع من الأذلاء. أذلاء ليس فقط أمام سطوة دهانقة الحزب صاحب السلطة في مأرب ، بل أمام أنفسهم أيضاً. سلطة مأرب “تدخلنا في التجربة”، تكشف ضعفنا بعدائية لا مثيل لها، وبوضوح لا تنفع معه أي آلية من آليات الذهن والذاكرة في حفظ توازن النفس وهنائها.
سلطة مأرب تتحدى فينا كل صفة أخلاقية تسند اعتزاز القيل بنفسه، تتحدى الشجاعة والمرؤه والشهامة وحس التضامن ونزعة التميز وقوة التمرد ..الخ. وحين تنتصر نفس القيل لكرامتها في وجه سلطة مأرب فإن القيل يفقد فرصة أن يتذوق طعم الكبرياء لأنه يفقد فرصته في الحياة..
إذن ما على ضحية سلطة مأرب إلا أن يهجر توازنه النفسي الطبيعي وأن ينجح في أن يتوازن على خلل كي يبقى.
كيف يستعيد الاديب والكتاب والثائر محمد القاضي توازنه النفسي بعد أن تعرض لاهانه الاعتقال الهمجي تلتعسفي امام بناته الصغار وزوجته دون أن يجرؤ على فعل شيء خوفاً من أن تطال الاهانه زوجته وبناته ..
كيف يستعيدا السحامي عبدالسلام ومحمد القاضي توازنهما النفسي وقد اضطرا تحت التعذيب أو بفعل الخوف من التعذيب أن يعترفا بتهم لم يفعوها وأن يتسببا لنفسيهما بمآس لا توصف؟
ما المركب الذي يتشكل داخل نفس الاكليله ام حميد سليمان زوجة القيل مانع سليمان ذمار وهي تراء زوجها واولادها يغرقون في مستنقع الضياع.ليس لسبب وطني او اخلاقي او امني وانما بسب شهوة القمع والتسلط لقيتدان سلطة مارب ضد المواطن والوطن وتظل ام حميد سليمان عاجزة عن فعل شيء ويظل الناس من حولها على عادتهم في حياتهم؟
ما الخلل الذي حدث لإنسانيتنا وأتاح لنا أن نواصل حياة عادية ونحن نعلم أن هناك رفاقا لنا يقبعون خلف اقبية سلطه يوما حسبناها منا وفي الدفاع عن رياضها وحياصها اسنمتنا ومازلنا في ذلك وفاء لقضيتنا. لكن اتضح في مابعد انها سلطه جماعه لاتحترم وجودا غير وجودها ولاتسمع لصونا. غير زنجرة قيودها واغلالها على اعناق الاقيال ….
كيف نحمي كبرياءنا حين نترك رفاق وأصدقاء وأقارب وأحبة لنا رهن اعتقال أو خطف معرضين خلاله للجوع والتعذيب والإهانات وربما القتل، حين نتركهم ونمضي إلى ملذات حياتنا اليومية؟
كيف يمكن أن يكون للقيل كبرياء في ظل سيطرة القوة الغاشمة؟ حين يصمت أحدنا على إذلال أحد، إنما يذل بذلك نفسه أمام نفسه. وحين يصمت على قتل بريء إنما يقتل في داخله كبرياءه الخاص.
نصمت لكي نعيش، لكي نبقى في عداد الأحياء، ولكنا نعيش بذلك مكسوري النفس إلى الأبد. نجعل كرامتنا قرباناً لحياتنا فنعيش فيما يشبه الحياة، ولكن الأسوأ أننا بخيارنا هذا إنما نمكّن القوة الغاشمة ونقلل على أبنائنا فرصة العيش بكرامة.
لاابالغ ان قلت ان سلطة مأرب هي (القوة الغاشمة) وأقصد بالقوه الغاشمه هي القوة المنفلتة التي لا يضبطها قانون محدد ولا تحكمها أعراف استقر عليها الناس الذين يشكلون مجال عمل هذه القوة.. وموضوعها. إنها مثلاً قوة دولة تسيطر عليها جماعه دينيه منزوعه الرحمه والوطنيه ، تنظيم ديني مسلح يفرض ذاته. لا تخضع القوة الغاشمه سوى إلى عنصرين هما: أولاً، تخضع لمزاج صاحبها أو آمرها، فهي قوة شديدة المركزية والولاء من جهة، ولكنها من جهة ثانية تنفلش وتنبسط بلا حدود حتى تتغلغل في أدق مسامات وتفاصيل حياة الأفراد. ثانيا، تخضع لحدود نفوذها التي تقسرها عليها وتحددها لها قوى نافذة أخرى، فالقوة الغاشمة لا تركع إلا لقوة أشد.
يحدث لمقهوري القوة الغاشمة في مأرب ما يحدث للسجناء في سجون الحوثي السيئة الذكر،
العميد ابو الحارث نبيل وهبان القتيه في القاهره قبل اشهر روى لي عن تجربه فترة اعتقاله في زنازين الحوثي بطريقه ضابط محارب عنيد تولدت لديه رغبه جامحه للانتقام راوى لي سرديه تراجيديه باسلوب الشاعر والاديب جياش العاطفه فياض المشاعر قائلاً.. كان يكفينا سماع صوت تعذيب قادم من باحة ما كي نفقد الشهية على الأكل وعلى الكلام. كنت تجدنا في هذه الحالات واجمين نستشعر مدى بؤسنا ونستشعر آلام الضحية. مع الوقت اعتدنا على المزيد من البؤس والمزيد من التدجين ورخاوة الشعور وبلادة الحس تجاه الآخرين، صار صوت التعذيب يمر بجانب آذاننا ونحن نأكل دون أن يترك ذلك أثراً يذكر… مع الوقت ينضب شعور المرء بكرامته ويصاب بمرض يمكن تسميته “مرض الحفاظ على الذات”، ويصبح في نظر ذلك الرقيب المقيم في داخل كل منا، والذي لا يمكن السيطرة عليه أو تدجينه أو التحايل عليه، شخصاً فاشلاً في الانتصار للقيم الإنسانية، شخصاً لا يحترم شخصه.
لا يقتصر فعل القوة الغاشمة على التأثير الخارجي من حد للحريات وتقييد للسلوك، بل إن فعلها الخارجي هذا ينفذ بقوة إلى الداخل ويقتل في المرء كبرياءه حين يجعله متواطئاً مع هذه القوة ضد ضميره وقيمه وكرامته.
@إشارة
تكرما من كل حر مشاركة المقال عله يصل الي احد قيادات سلطة مارب يطلع عنده دم ويفرج عن الاقيال… خلونا نعمل الذي علينا
.